قائمة الموقع

عرفت فالزم

2023-08-06T08:43:00+03:00
عبد الرحمن شهاب.jpg
فلسطين اليوم

منذ أن أصبح محمود عباس (أبو مازن) رئيسًا للسلطة الفلسطينية، وقبل ذلك، كان تقربه للفصائل فقط من أجل تجاوز أزمة الشرعية الناتجة عن الانقسام الفلسطيني وكي يقول للعالم أنه هو البديل الوحيد للعالم، ولا يُمكن أن يكون غيره رئيسًا للسلطة ولمنظمة التحرير، وأن الفصائل تقرّ بذلك، وأن الشعب الفلسطيني كله يقف صفًا واحدًا خلف مشروعه، الذي يرتكز على استعطاف العالم لمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره والتخلي عن كل اساليب المقاومة، حتى المقاومة السلمية يخشى أن يدحرجها العدو إلى المواجهة مع المجتمع الفلسطيني وحدوث انتفاضة أخرى.

كلما شعر أبو مازن بالتجاهل أو الضغط من قِبل الاحتلال نادى لاجتماع فصائلي، ليخطب فيهم ما يؤكد فيه على الاستمرار في النهج الذي بدأه. هناك لقاءات وابتسامات وبيانات تفاؤل وأمل للشعب الفلسطيني، يُشارك فيها فصائل لا تلتقي أبدًا مع أبي مازن والسلطة، وبينهم مسافة بُعد المشرقين وبُعد المغربين، وفصائل أخرى تسمع عنها فقط في مثل تلك اللقاءات، ثم تذهب إلى سردابها حتى اللقاء التالي.

إن ما ميز اللقاء الأخير (لقاء العلمين) عن سابقاته هو فقط تغيب الجهاد الإسلامي عن هذا اللقاء، بعد أن اشترط لحضوره إطلاق سراح المُعتقلين السياسيين في معتقلات السلطة، كان هذا الشرط الذي اشترطه أمين عام الحركة زياد النخالة لحضوره اللقاء هو الشرط الوحيد، وبتحقيقه كان يُمكن أن يشاركوا في هكذا لقاء، على الرغم من أن اللقاء يخدم السلطة؛ لكن الجهاد قد يستفيد إذا حقق إطلاق سراح المُعتقلين، وهذا هدف كافٍ لتحمّل أضرار الحضور باعتباره ضررًا محسوب التكاليف، فهل يبقى هذا الشرط مُشرعًا في وجه أيّ لقاء مع رجالات السلطة؟ 

لا شك بأن الظروف يُمكنها أن تتغير، ولكن إذا تشابهت الظروف فـ "عرفت فالزم".

اخبار ذات صلة