خبر ثلاثة عشر عاماً في العزل.. ومازالت مأساة الأسير صمودي متواصلة

الساعة 10:16 ص|10 يونيو 2009

ثلاثة عشر عاماً في العزل.. ومازالت مأساة الأسير صمودي متواصلة

فلسطين اليوم- غزة

أن تقع بين خياري المرير والأمر منه غاية في الصعوبة وأن تكون في عزلة عن العالم ليس بخيارك الشخصي، وتطالب أن يستبدل العزل بآخر بجودة خمس نجوم كونه لا يحتوي على رائحة العفونة والرطوبة والقذارة، وأن تكون في عزل الشارون مطالباً نقلك إلى عزل السبع حقيقة لا مفر منها.

 

فمع دخول الأسير تيسير صمودي من اليامون عامه الرابع عشر متنقلاً ما بين عزل وآخر في سجون الاحتلال، يعاني ويلات العزل مرة وحيداً في غرفة ذات أربع جدران سوداوية، ومرة أخرى مع بعض من رفاقه في الأسر، فاليوم ها هو في عزل الشارون مع الأسرى درويش أبو خديجة من طيبة المثلث وعبد الودود أبو سنية من الخليل ورمزي المساعيد من مخيم عايدة، يعقوب أبو عكر من الخليل، ومن بداية العام لم يكن يعلم أحد عنهم ولم يزرهم إلا محامي نادي الأسير.

 

غرف العزل رطبة وباردة شتاءً، تنخر له عظام المسجونين، والصيف حار، تكاد لا يدخلها الهواء، فيقول الأسير الصمودي "الشبابيك مغطاة بالصاج والطاقة الموجودة في الباب مقفلة أيضاً، فلا هواء طبيعي، ولا متنفس والرائحة في غرفة العزل كريهة للغاية، لصغرها ووجود الحمام فيها، ونحرج من أخذ راحتنا في الحمام".

 

الباب متراس من الحديد، تعلو صيحات الأسرى لمناداة شرطي الحراسة، وعند الخروج والدخول إلى غرفة العزل يتم وضع القيود في أيدي وأرجل الأسرى، وحتى عند إخراجهم عند الفحص الدوري للشبابيك مرتين في اليوم صباحاً ومساءً.

 

يخرج الأسرى ساعة باليوم لساحة ذات شبه كبير بغرفة العزل، مقيدي الأيدي والأرجل، وما أن تمر الدقائق مسرعة، تخلد بخواطرهم المعاناة اليومية، ويعود الألم من جديد، فلا حبة الأكامول العلاج السحري لكل الأمراض قادرة أن تعيد للصمودي نظره بعينه اليمنى ولا قادرة أيضاً على شفاء آلام الديسك، طلب مع أمل صغير بتحقيق غايته في النقل إلى سجن مركزي أو إلى عزل آخر هكذا اختتم حديثه.

 

إن سياسة العزل في السجون الإسرائيلية قديمة جديدة تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى، وغالباً ما تكون ضد قيادة الحركة الأسيرة، وتدعي إدارة السجون إنهم يشكلون خطورة أمنية على دولة الاحتلال وهم في السجون، وبالتالي تقوم بعزلهم داخل زنازين وأقسام مساحتها فقط من متر ونصف إلى مترين ونصف حيث تفتقد لأدنى مقومات الحياة حيث لا توجد فيها تهوية ولا تدخلها أشعة الشمس ولا يوجد بها سوى فتحة صغيرة لإدخال الطعام.

 

كما أن الأسرى المعزولين يحرمون من زيارة الأهل، وغالباً ما يتم تمديد العزل لهم وباستمرار، ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة وبعد فشل صفقة شاليط صعدت إدارة السجون من عزلها ضد أسرانا وخصوصاً قيادات الحركة الأسيرة منهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد العزيز الدويك، وإبراهيم حامد والقائمة تطول.

 

إن الأسرى المعزولين داخل زنازين انفرادية هم أحياء في زنازين مظلمة ، وقضيتهم يجب منحها الثقل الأكبر في سبيل رفع المعاناة عنهم، ويجب على الفور الضغط باتجاه إيقاف سياسة العزل الانفرادي التي تمارس ضدهم.

 

فالاحتلال يمارس حلقات مستمرة ضد أبنائنا الأسرى ومنها العزل الانفرادي في سبيل كسر إرادة أسرانا البواسل، ولكنها إرادة فولاذية لن تتحطم مهما مارست مصلحة السجون من أساليب قذرة بحقهم، وهذه الممارسات تهدف بالأساس للنيل من رموز الحركة الأسيرة.

 

وطالب الأسير صمودي المؤسسات والجهات المسؤولة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى العمل الفوري والسريع من أجل وقف سياسة الاحتلال ضد أسرانا المعزولين والسماح لأهاليهم بزيارتهم، وإلى الحد من هذه السياسة اللاإنسانية والتي ترفضها كافة المواثيق والأعراف الدولية، وخصوصاً اتفاقية جنيف.