خبر إسرافلسطين .. دولة واحدة .. يديعوت

الساعة 08:33 ص|10 يونيو 2009

بقلم: ايغئال سيرنا

ذات يوم سيأتي رئيس امريكي ويقول لنا دولة واحدة. بعد ثلاث ولايات، في اثنائها سيعود نتنياهو الى الحكم المرة تلو الاخرى اثر اخفاقات مدوية، سيصل من واشنطن الرئيس ادواردو س. غونزاليس، ابن مهاجرين كوبيين، ومن على قمة متسادا، يرافقه ايلي فيزيل والرئيس الصيني، يصرح بتأييده القاطع لدولة واحدة. وبيبي، المليء بالتجربة، ويرتعد بفعل كبر السن، القلق والخوف سيصر: فقط دولتان.

ولكن البريزيدنت غونزاليس – الذي شبع وعودا وخداعا فقد راجع قبل وصوله مكتبة البيت الابيض لكل تطورات فكرة الدولتين ومحاولات تحقيقها واحباطها منذ عهد قرار التقسيم، وجيش التحرير العربي وبن غوريون واليسار عبر الحزب الشيوعي، المعارضة الاسرائيلية والاتفاقات التي لم تنفذ، المستوطنين، اتفاقات اوسلو المنسية، النبضات الثلاث الموهومة والسور التاريخي الذي لا تزال بقاياه منتشرة على التلال منذ الهزة الارضية للشق السوري – الافريقي، عبر عهد بيبي الاول، الثاني، الثالث والرابع.

وذات الرئيس غونزاليس سيقول: دولة واحدة للجميع. اذا نجح أبواي الكوبيان، المولدان في هافانا في تدبر امرهما في ميامي بيتش مع أجدادكم المتقاعدين في فلوريدا ومع الأب اللجوج من ساينفلد، فلا يوجد ما يبرر الا يتدبر امورهم هنا، بحق الجحيم، الاسرائيليون والفلسطينيون، بعد مائة سنة تشربون فيها دم الواحد الاخر. دولة واحدة. ابنة ليبرمان كوزيرة التعليم وابن ابو مازن كوزير البنى التحتية. اذا ما وافق فؤاد على اخلاء الوزارة. دولة واحدة تنطق بالعبرية – العربية، مع تناوب في وزارة الدفاع ورئيسي – البرغوثي وبيرس.

وبيبي سيعود ليقول: فقط دولتان، وسيتذكر كل كنز الاختراعات والاكاذيب، الاحابيل والحيل التي طورناها بفن كبير على مدى مائة سنة. كيف نقول نعم ونفعل لا. كيف نرفع حاجزا ونقيم اثنين. كيف نمحو بؤرة ونعزز مستوطنة. كيف نغمز بالعينين الاثنتين في نفس الوقت ونمرر في العليا كل استثناء. كيف نحبط كل محاولة للدولتين ونعيش وكأننا وحدنا، مع 4 مليون فلسطيني في دولة أقمناها من البحر وحتى النهر بمعونة مستوطني 5 دقائق لمستوطني التلال والاودية ومستوطني الغور. الى اين نأخذ كل مخزون الدهاء في عدم الثقة بأحد والعيش في انعدام ثقة بين ابراج الحراسة والاسيجة ومنظومات التحقيق. فجأة دولة واحدة؟

لن تكون، فقط دولتان، سيصر بيبي. ليس لدي قوة سياسية في أن أمرر شيئا دراماتيكيا مثل دولة واحدة للجميع. ولكن كل شيء بات جاهزا لذلك، سيقول أ.س غونزاليس. انتم تعيشون معا منذ 1967. انتم عاندتم. انتم تمسكتم. انتم بنيتم الطرق. انتم ازلتم الاسيجة القديمة. انتم عدتم الى قبور ابائكم واجدادكم. لا يوجد خبراء مثلكم في تاريخ الشعب الاخر، اثاره وآرائه، انماط حياته وعلاقاته العائلية، حمائله وعشائره – ولم يتبق سوى موضوع الحقوق المتساوية وبعض التنسيق والدمج لاجهزة الامن. الجنرالان جبريل وكوخافي سيتدبران امرهما.

لديكم اعداد رائع للحياة المشتركة، سيقول غونزاليس. كل طرف يعرف عندكم تفاصيل اكاذيب الاخر. المتزمتون متشابهون، اولئك الذين في المساجد واولئك الذين في القدس. لديكم قانون ولاء سيمنع الاجانب من التسلسل الى الدولة المشتركة خاصتكم. وتوجد ذاكرة مشتركة للصدمة والزمن الصعب الذي اجتزتموه في النزاع، والذي يسمى الحرب الاهلية ابنة مائة عام عندكم، وفهم عميق لمسيرة السخافة التي سارت هنا.

وفي ختام خطابه سيقتبس الرئيس الاجنبي بيتا من دافيد افيدان وبيتا من محمود درويش ، وسيقترح فترة زمنية من سنتين لتفكيك الاطر القديمة واقامة دولة واحدة. اسرافلسطين.