خبر عيد للكتاب العبري .. هآرتس

الساعة 08:28 ص|10 يونيو 2009

بقلم: اسرة التحرير

اسبوع الكتاب العبري الذي يبدأ اليوم هو عيد مفاجىء ومفرح. مفاجىء اذ انه رغم النبوءات التي لا تنتهي عن موته القريب، يتبين في كل سنة من جديد بأن الكتاب حي يرزق. عمليا، الشباب يقرأون اكثر مما في الماضي حتى لو حل هاري بوتير محل حسمبا. وابتداء من هذا المساء سيتدفق مئات الاف الاسرائيليين الى منصات اسبوع الكتاب في المدن الكبرى، ليقيموا بحماسة الطقوس الاسرائيلية شبه المقدسة، التي تتواصل منذ 1926؛ ومفرح لان الادب العبري هو فرع التصدير الاجمل لدينا والوحيد الذي يوجد في صعود متواصل.

مائة سنة فقط مرت منذ استيقظت اللغة المقدسة من سباتها الذي امتد لالاف السنين، وهي تزدهر اليوم من خلال أدبها تتجدد وتمتلىء بالروح والحكمة دون انقطاع، جميلة دون عمر، تشكل برأي الكثيرين الانجاز الابرز لعودة شعب اسرائيل الى بلاده. وبلغات اخرى ايضا، الادب الاسرائيلي بات قوة عظمى: في عشرات الدول يمكن للمرء ان يجد في الحوانيت دافيد كروسمان وتسوريا شاليف، أ.ب يهوشع واتغركرات، يهوديت كاتسير وعاموس عوز، ينقلون الى ملايين بني البشر حلولا ممكنة للتساؤل المتعمق في كيف يمكن للمرء ان يكون اسرائيليا.

اسبوع الكتاب يمنحنا فرصة للبحث في وضع الكتاب. هذه السنة النقاش الدارج هو في مسألة السعر "الصحيح" للكتاب، وهو نقاش يفوت المسألة الهامة حقا، الا وهي ما هو الموقف "الصحيح" من الدولة لكتابها. في هذا الشأن لدينا الكثير مما يجب علينا ان نحسنه. اسرائيل هي بين الدول القليلة التي تفرض فيها ضريبة قصوى على اجر الكتاب والفنانين؛ وهي اليوم الدولة الوحيدة، باسثناء بلغاريا التي تفرض فيها ضريبة قيمة مضافة كاملة على الكتب؛ وباستثناء المنح الدراسية التي تقدم والآلية الناجعة والمفيدة في الدفوعات للكتاب مقابل استئجار كتبهم من المكتبات، لا تزال اسرائيل ينقصها منظومة داعمة متنوعة ومحترمة للكتاب ممن لا يمكنهم ان يرتزقوا من بيع كتبهم، اي الاغلبية العظمى من الكتاب والشعراء.

اسبوع الكتاب ليس عيدا "علمانيا" وليس عيدا "دينيا" فقد ولد بمبادرة تجارية، ولكنه امتلأ بالمضامين الثقافية والاجتماعية ويستخدم كمنصة للخلافات المتلظية على مكان الأدب في المجتمع، وهو نقاش حي ومشوق تفتخر هذه الصحيفة بمرافقته منذ بدايته.