خبر القذافي يبدأ اليوم زيارة غير مسبوقة لإيطاليا بمسعى لتعزيز الاستثمار

الساعة 07:42 ص|10 يونيو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

يقوم الزعيم الليبي معمر القذافي بأول زيارة له الى إيطاليا، المستعمر السابق لبلاده، اليوم الأربعاء 10-6-2009، في أوضح اعتراف حتى الآن بأن البلدين وضعا ماضيهما المرير خلف ظهريهما لبدء علاقات استثمارية أعمق.

 

وتتسلط الأضواء على رسالة القذافي للايطاليين العاديين في الزيارة التي تستمر 4 ايام، وتتضمن قدراً كبيراً من اللقاءات العامة، التي تشمل مخاطبة الطلاب و700 امرأة إيطالية، إلى جانب لقاء مع زعماء الطائفة اليهودية في روما. أما رسمياً، فيلتقي الزعيم الليبي مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي زار ليبيا العام الماضي لتوقيع اتفاق تعويضات تاريخي وكان بصحبته عدد من كبار السياسيين وقادة قطاع الاعمال.

 

 

ومهّد اتفاق التعويضات الايطالي العام الماضي البالغ 5 مليارات دولار، عن أكثر من 30 عاماً من الحكم، الطريق للزيارة التي تأتي بعد نحو قرن من وصول سفن ايطاليا امام سواحل طرابلس في 1911 زاعمة السعي لانقاذ ليبيا من الحكم العثماني. وتضخ ليبيا الان اموالاً من إيراداتها النفطية الى شركات ايطالية كبرى مثل: (يونيكريديت وايني) بالاضافة الى تقديم ربع واردات إيطاليا من النفط والمساعدة في كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

 

ويعتبر الاستاذ في جامعة دارتموث بالولايات المتحدة ديرك فاندويل، وهو خبير في الشؤون الليبية، أن "هذه الرحلة رمزية جداً، لان ها هو القذافي الذي تحدث على مدى 40 عاماً عن كيف كانت المعاملة السيئة من الايطاليين لليبيين وكيف ان ليبيا ستنتصر في النهاية".

 

ويضيف "تحقق كل ذلك لان ايطاليا مثل باقي العالم تغازل النظام لاسباب اقتصادية واضحة، إنها تسوغ القذافي للايطاليين وأيضاً لليبيين".

 

وسيتابع قطاع الاعمال الايطالي الزيارة عن كثب ليرى ما اذا كانت ستدعم حصيلة ليبيا المتزايدة من الاستثمارات الايطالية في حين ينظر صندوق الثروة السيادية الليبي البالغ حجمه 65 مليار دولار في شراء حصة في شركة اينل الايطالية لانتاج الطاقة.

 

ويقول محللون ان المسعى الاستثماري لليبيا في ايطاليا بدأ لتوّه ويمكن للشركات الايطالية ان تأمل ايضا في عقود مغرية داخل ليبيا بعد رفع العقوبات عنها ضمن ثمار تحسن العلاقات السياسية.

موعد السبت يغضب اليهود

من جهتهم، عبّر زعماء الطائفة اليهودية في روما، التي اضطر بعض أفرادها الى مغادرة ليبيا قبل نحو 40 عاماً، عن غضبهم بسبب عدم استعداد القذافي على ما يبدو للالتقاء بهم الا يوم السبت، وهو يوم راحة عند اليهود لا يمكنهم العمل فيه.

 

ويريد زعماء الطائفة أيضاً من القذافي أن يخبرهم بمكان فلسطيني حكم عليه بالسجن فيما يتصل بهجوم على معبد يهودي في روما عام 1982 ووجد ملاذاً في ليبيا.

 

وقال ريكاردو باسيفيتشي رئيس الطائفة اليهودية في روما "هذا يكشف عن قلة حساسية على أقل تقدير لكنها أيضا مسألة مبدأ لن نذهب كطائفة ما لم يتغير اليوم".

 

وأشار باسيفيتشي إلى أنه لا يفهم لماذا لم يختر المنظمون يوماً آخر للاجتماع غير السبت حتى يتمكن اليهود المتدينون من الحضور. وقال "اذا ذهب أي يهودي الى الاجتماع فسيكون ذلك بصفته الفردية وليس كعضو رسمي بالطائفة".

 

وكثير من يهود روما متدينون، من بينهم نائب رئيس الطائفة اليهودية في روما الليبي شالوم تشوفا، وزعيم اليهود الليبيين في ايطاليا.

 

وكان عدد اليهود في ليبيا في نهاية الحرب العالمية الثانية نحو 38 ألفاً، لكنه تضاءل باطراد بعد برامج مناهضة لليهود في عامي 1945 و1948. ومع نشوب الحرب العربية الاسرائيلية عام 1967 تراجع عددهم الى نحو 7000.

 

وفي أعقاب الحرب اندلعت أعمال شغب مناهضة لليهود وأجلي كل يهود ليبيا تقريباً الى ايطاليا من أجل سلامتهم.

 

وبعد توليه السلطة في عام 1969 صادر القذافي كل ممتلكات اليهود وألغى كل الديون المستحقة لهم، ولا توجد حالياً طائفة يهودية في ليبيا فعلياً. ويقول اليهود انهم يريدون معرفة ما اذا كان القذافي مهتماً بصدق بتعويض اليهود الليبيين.