خبر « مشعل » يؤكد التوصل إلى تفاهمات مع القاهرة بشأن الترتيبات الأمنية والسلطة ترحب

الساعة 06:21 ص|10 يونيو 2009

فلسطين اليوم- القاهرة

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل أنه تم الاتفاق على عدة تفاهمات مع الجانب المصري من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، من بينها ترتيبات أمنية في الضفة الغربية المحتلة.

 

ولم يعط رئيس المكتب السياسي لحماس تفاصيل حول تلك التفاهمات. فيما رحبت السلطة الفلسطينية بنتائج مباحثات مشعل مع الوزير سليمان.

 

ففي مؤتمر صحفي مساء اليوم الثلاثاء عقب مباحثات وفد حماس مع عمرو موسى الأمين العام للجماعة العربية، قال مشعل: "إن حملة لاجتثاث حماس تمارس في الضفة الغربية، وأمام هذه الممارسات التي لا تحتمل لابد من تذليل هذه العقبة لخلق أجواء للحوار الوطني". وشدد أن أي طرف في المجتمع الدولي لا يمكنه التعاطي مع ملف الشرق الأوسط دون التعاطي مع حماس.

 

وأوضح أنه تم الاتفاق مع الجانب المصري على خطوات في هذا الشأن مثل إطلاق المعتقلين السياسيين، مؤكدا ضرورة تطبيق هذه التفاهمات فورا، ومعربا عن الأمل في تحقيق ذلك تحت الرعاية المصرية.

 

وبسؤاله عما دار اليوم في لقائه مع رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان، اكتفى مشعل بالقول إن المباحثات تركزت حول الخلاف في الساحة الفلسطينية، ومصير الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة، والترتيبات الأمنية في الضفة، وفضل عدم الحديث بإيضاح أكثر قائلا: "ليس كل ما يقال في الغرف المغلقة يمكن تناوله إعلاميا".

 

وأعرب عن ترحيب حركته بأي جهد سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

 

وأضاف أن حماس حريصة على إنهاء الانقسام الفلسطيني والتجاوب مع الجهود المصرية، التي تبذل للوصول إلى مصالحة حقيقية، معتبرا أن "العقبة الأساسية أمام إنهاء الانقسام هو ما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات وقتل وملاحقة للمقاومين من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله".

 

لا شرعية لفياض

 

وفي رده على سؤال أحد الصحفيين: متى ستتفقون؟، قال مشعل: "نحن تجاوبنا مع الجهود المصرية، وأكبر عائق هو ما يجري في الضفة"، مضيفا: "إذا حيدنا حوارنا الفلسطيني عن الاشتراطات الخارجية سنتفاهم على قواسم المصلحة الوطنية الفلسطينية".

 

وتابع: "لا شرعية لحكومة سلام فياض (في رام الله)، ونحن نريد أن ننجز المصالحة، وتشكيل حكومة تستند إلى المجلس التشريعي (البرلمان)، ونحضر للانتخابات القادمة".

 

وحول خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه من القاهرة الخميس الماضي، قال مشعل: لقد استخدم لغة جديدة، ولكن ما يهم هو ترجمتها إلى أفعال.. "نريد تغييرا في السياسات لا في الكلام".

 

ويضم وفد حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومحمد نصر عضو المكتب (من الخارج) ومحمود الزهار، ونزار عوض الله، عضوا المكتب من الداخل.

 

خطورة بالغة

 

وتنظر القاهرة بخطورة بالغة للتوتر الأخير -بين حماس والسلطة التي تهمين عليها فتح- الذي وقع في قلقيلية بالضفة الغربية الأسبوع الماضي، وخلف عشرة قتلى جراء ملاحقة أمن السلطة لعناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.

 

وترعى مصر حوارا فلسطينيا لم يصل لنقاط اتفاق في القضايا العالقة بين فتح وحماس بعد خمس جولات، وعلى رأسها البرنامج السياسي للحكومة المأمولة، لا سيما ما يتعلق بالتزامات الحكومة السياسية، ونظام الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإصلاح منظمة التحرير، والأجهزة الأمنية.

 

وكان رئيس المخابرات العامة المصرية قد اجتمع الأحد الماضي مع وفد فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية ومفوض التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع، وعضوية رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد.

 

السلطة متفائلة

 

من جانبها، أعربت السلطة الفلسطينية عن ارتياحها إزاء نتائج اجتماع الوزير سليمان مع مشعل، وقال الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضو وفد الحركة في حوار القاهرة: "إن المعلومات التي حصلنا عليها تبشر بالخير".

 

وأضاف شعث، في تصريح لراديو "سوا" الأمريكي: "ما لدينا من معلومات محدودة.. ولكنها إيجابية تشير إلى أن الاجتماع أسفر عن تفاؤل أكثر لعودة الحوار بين فتح وحماس من أجل حوار يجمع كل الفصائل، ويصل إلى اتفاق خلال جلسة الحوار المقبلة المقررة يوم 5-7-2009 في القاهرة".