خبر محللون يدعون حركتي « فتح » و« حماس » إلى الإسراع في إنجاز اتفاق مصالحة

الساعة 05:24 ص|10 يونيو 2009

فلسطين اليوم : غزة

دعا متحدثون وسياسيون خلال لقاء سياسي حركتي فتح وحماس إلى الإسراع في إنجاز اتفاق وطني يعيد اللحمة إلى شطري الوطن.

وطالب المتحدثون في كلمات ومداخلات خلال اللقاء الذي نظمه مركز "بال ثنك" للدراسات الإستراتيجية، بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش ايبرت" الألمانية، الأحزاب والفصائل بالاستعداد للمرحلة القادمة التي ستشهد المزيد من الحراك، وربما التغيير.

وحضر اللقاء الذي نظم في قاعة فندق القدس الدولي، أمس، عشرات الكتاب والسياسيين والمثقفين، إضافة إلى عدد من الألمان من مؤسسة "فريدريش ايبرت".

وقال المحلل السياسي إبراهيم أبراش: إن الانتخابات وحدها لا تعد مؤشرا على وجود الديمقراطية، وإن الشرعية المستمدة من صناديق الانتخابات ليست المصدر الوحيد للشرعية في فلسطين.

وأشار إلى أن الانقسام الحالي بما يرتبط به من أجندة خارجية والحضور القوي لإسرائيل في المشهد السياسي أوجد وضعا معقدا يضعف من القدرة على استشراف المستقبل.

وأكد أبراش في ورقة عمل قدمها بعنوان "الانتخابات الرئاسية والتشريعية 2010 والخارطة السياسية المتوقعة"، أنه في الحالة الفلسطينية لا بد من التعامل بحذر مع محاولة تطبيق الديمقراطية وما تستدعيه من انتخابات، وذلك بسبب غياب الدولة الفلسطينية وغياب نظام سياسي يمكن أن تحال إليه صفة ديمقراطي.

وقال: إن الديمقراطية نظام سياسي يحدد علاقة الحاكمين بالمحكومين في الدولة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لم يكن يحكم نفسه بنفسه عبر التاريخ وما زال خاضعا للاحتلال، وبالتالي فاقد السيادة.

واستعرض أبراش بعض الأسباب الأخرى التي تعقد العملية الديمقراطية في فلسطين، ومنها عدم استكمال مرحلة التحرر الوطني، مشيرا إلى أن حركات التحرر الوطني كانت تؤجل قضايا الصراع الاجتماعي والاستحقاقات الديمقراطية إلى ما بعد التحرر.

وقال: إن غالبية الأحزاب والقوى السياسية ما زالت محكومة بالفكر الاشتراكي والقومي والثوري بشكل عام، وهو فكر يؤسس على براغمات غير متصالحة مع الفكر الديمقراطي.

وتطرق أبراش إلى أهم الأسباب وراء فشل الانتخابات الرئاسية والتشريعية السابقة في إخراج النظام السياسي من أزمته وأبرزها غياب الاتفاق على أسس ومرجعيات النظام السياسي وضعف ثقافة الديمقراطية، إضافة إلى وجود بدائل لشرعية صناديق الانتخابات وغياب استقلالية القرار.

بدوره، قال الكاتب السياسي يحيى رباح في ورقة عمل له بعنوان "ما بين فتح وحماس: آفاق بروز تيار ثالث"، إن الحالة الفلسطينية الراهنة وعلى الصعيدين الذاتي والموضوعي في أمس الحاجة إلى هذا التيار الثالث.

وأشار إلى وجود عوامل موضوعية وذاتية كثيرة تجعل هذا التيار يتخلق من رحم المأزق السياسي الراهن الذي يعاني منه الفصيلان الأكبران على الساحة الفلسطينية.

وأضاف: إن من أول هذه الضرورات هو الدمار الذي لحق بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحالة الفلسطينية الراهنة تواجه إحباطا شديدا على صعيد البرنامجين اللذين يسعيان إلى تحقيق المشروع الوطني وهما مشروع المقاومة والمفاوضات.

وقال رباح: لا توجد مقاومة بشكل مرض وفعال ولا يوجد اتفاق ولو بالحد الأدنى من مشروع المقاومة الفعلي، مؤكدا أن العمل السياسي المعبر عنه أساسا في المفاوضات وصل أيضا إلى طريق مسدود وأصبحت المفاوضات شكلية بلا نتائج.

وأكد رباح أن المشروع الوطني يعاني الإحباط ويواجه خطر التصفية، مشيرا إلى أن محصلة الحقائق على الأرض تسير باتجاه معاكس، حيث ان الأوضاع في قطاع غزة تقترب من حدود الكارثة على كافة الصعد والهجوم الاستيطاني في الضفة الغربية يصل إلى الذروة.

وقال: إن الإدارة الفلسطينية بهياكلها الموجودة في الضفة والقطاع هي العنصر الأضعف في توجيه الحقائق على الأرض، لافتا إلى أن الوضع الفلسطيني الآن يشبه الوضع عشية النكبة.

وأشار رباح إلى أن حركتي فتح وحماس ليستا بعيدتين عن إمكانية خروج تيار ثالث منهما حين تكتمل الشروط الموضوعية والذاتية لذلك، مؤكدا أن بروز تيارات جديدة من داخل الأجسام السياسية والتنظيمية الأصلية هي ظاهرة في كل مفردات الحركة الوطنية الفلسطينية منذ الستينيات.

وتابع رباح قائلا: إن إمكانية بروز تيار ثالث بين حركتي فتح وحماس هي إمكانية موجودة لها ضروراتها وحوافزها وأسئلتها، مضيفا، إن بروز هذا التيار الثالث مرهون بوجود واستمرار الاستعصاءات الداخلية الكبرى مثل الانقسام المستمر منذ سنتين.

بدوره، شدد عمر شعبان رئيس مركز "بال ثنك" على ضرورة تفحص مجمل المتغيرات مهما كانت صغيرة، دون الانخداع بمظاهر الاصطفاف الشكلي.

وأكد شعبان في كلمة قصيرة، خطورة الوضع الفلسطيني الداخلي بما يواجهه من تدخلات إقليمية ودولية، داعيا جميع القوى والأحزاب إلى الوقوف أمام مسؤولياتها خلال المرحلة القادمة الحساسة.