إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت قرية السواحرة الشرقيـة جنوب شرق القدس المحتلة على موعد مع فارسها نضال اشقيرات في 28 سبتمبر 1980م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا، التي قدمت التضحيات، فهو ابن شقيق الشهيد محمد السلحوت شقيرات الذي استشهد عام 1976 جنوب لنبنا، وشقيق الأسير أمين أحد قادة سرايا القدس الذي اعتقل عام 2004م، وابن عم الأسير بهجت المحكومين بالمؤبد في سجون الاحتلال.
أنهى تعليمه المدرسي في مدارس القريـة، وقرية أبو ديـس المجاورة، ثم حصل على بكالوريوس تربية إسلامية من جامعة القدس المفتوحة، قبل أن يعمل في مجال الزراعة.
انتمى لحركة الجهاد الإسلامي مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م وشارك في المواجهات دفاعاً عن المسجد الأقصى، حيث أصيب برصاصات المحتل في عنقه ونقل إلى المستشفى، ولكـن مشيئة اللـه مـدت له في عمـره. وبعـد عـام عـلى إصابـته وتماثله للشفاء تمكـن مـن تشكيل مجموعـة من المجاهدين، ولكـنه وقع في الأسر وحكم عليه بالسجن مدة أربعة أعوام، وأفرج عنه في 27 تموز 2005م.
شهيداً على طريق القدس:
في 27 يوليو 2006م، اقتحـم الشـهيد المقـدام نضـال حاجـز الشياح المقـام عـلى أراضي قريتـه وقـام بإطلاق رصاصه بكثافـة عـلى جنـود الحاجـز واشتبك معهم حتى استشهد بعـد أن قتل جندياً صهيونياً وجرح آخرين.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن العملية الفدائية التي وقعت مساء الأربعاء بتاريخ 27-7-2006م جنوب القدس المحتلة، وأدت لاستشهاد أحد مقاوميها ومقتل وإصابة ثلاثة جنود صهاينة.
وقالت السرايا في بيان لها: أن الاستشهادي الذي نفذ العملية هو المجاهد "نضال أحمد شقيرات" (26 عاماً) من سكان بلدة السواحرة الشرقية.
وتوعدت سرايا القدس بتنفيذ المزيد من العمليات الجهادية والاستشهادية في العمق الصهيوني للرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.