خبر كبح جماح يشاي-هآرتس

الساعة 09:41 ص|09 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

بقدر ما تلوح بارقة امل في التقدم نحو التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، فان رئيس شاس ايلي يشاي، يتنافس مع اليمين المتطرف على لقب بطل الرافضين. منذ الاتفاق الانتقالي الذي وقع في ايلول 1995 (اوسلو ب) وحتى مسيرة انابوليس التي ادارتها حكومة اولمرت، عارضت شاس كل محاولة لتحقيق حل وسط. والمرة تلو الاخرى يهزأ يشاي من فتوى زعيمه الروحي، الحاخام عوفاديا يوسيف الذي قضى بانه من أجل السلام والامن ينبغي التنازل عن مناطق ومستوطنات. وبعد أن منع ايهود اولمرت من طرح القدس على المفاوضات في التسوية الدائمة، يسعى الان يشاي الى تحويل وزارة الداخلية برئاسته الى أداة لتوسيع المستوطنات والاستفزاز العلني لرئيس الولايات المتحدة براك اوباما.

مزال معلم نشر في "هآرتس" أمس، بان يشاي يعمل على وضع صلاحيات وزارة الداخلية ومقدراتها تحت تصرف المشروع الاستيطاني. ضمن امور اخرى يعد بان يضيف الى مجال الحكم البلدي للمستوطنات في "الكتل الاستيطانية" اراض اضافية، في ظل تعديل "الخط الازرق" الذي يحدد نطاق الحكم البلدي لها. من الصعب ان نقرر ما هو اكثر اقلاقا – ان وزير الداخلية لا يعرف بان الامر ضمن الصلاحية الحصرية لوزير الدفاع ام أنه يستفز الفلسطينيين، ويثير حفيظة الاسرة الدولية كي يحظى بالعطف المجاني في دوائر اليمين.

يشاي يعد ايضا بمساعدة المستوطنين من خلال فرز ميزانيات من "احتياطي وزير الداخلية" دون الايفاء بالقواعد والانظمة الواردة؛ واعادة تعديل القانون بحيث يتمكن المستوطنون من التمتع بامتيازات حكومية تعطى اليوم لبلدات المحيط. وهكذا فان يشاي يخطىء بحق صور حزبه كحام للضعفاء والطبقات المأزومة. كما أنه يحاول التنافس في الحملة العنصرية لاسرائيل بيتنا ضد المواطنين العرب بمطالبته استعادة صلاحيات الحرمان من الجنسية الاسرائيلية والممنوحة اليوم للمحكمة.

تصريحات يشاي تلزم رئيس الوزراء بان يضع وزير الداخلية في مكانه فورا. على بنيامين نتنياهو ان يوضح بانه يتحفظ من اقوال يشاي ولن يسمح لاي جهة العمل المنفرد لتوسيع المستوطنات. مصالح اسرائيل ليست اداة لعب بيد السياسيين الذين يعملون انطلاقا من اعتبارات بينها وبين الصالح العام لا يوجد أي شيء علىالاطلاق