خبر مانويل خوسيه: أنا والأهلي انفصلنا « بهدوء ».. ولم يعد لدي جديد

الساعة 03:16 م|08 يونيو 2009

 

القاهرة، مصر(CNN)- عبر المدير الفني السابق لفريق الأهلي البرتغالي مانويل خوسيه عن سعادته بتجربته مع الأهلي، التي وصفها بـ "الناجحة"، واختتمها بالفوز ببطولة الدوري للموسم الخامس على التوالي، بعد الخروج من بطولتي كأس مصر ودوري أبطال إفريقيا.

 

واعترف خوسيه، الذي رفض التحدث لوسائل الإعلام المصرية على مدار ما يقرب من أربعة مواسم، قد حرص على التحدث لموقع CNN بالعربية، بالإضافة لمحطة تلفزيون النادي الأهلي، قبل رحيله من مصر لتدريب منتخب أنغولا، بأنه اتخذ قرار الرحيل بعد الخروج من الدور الأول من بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، وأنه أبلغ إدارة النادي بقراره قبل ما يقرب من شهر.

 

وأشار المدرب البرتغالي الى أن علاقته بالإعلام المصري كانت سيئة، بسبب تصرفات بعض العاملين فيه، مما اضطره الى قطع العلاقة معه، مكتفيا بالتحدث لمجلة النادي وموقعه الرسمي، وأبدى المدير الفني الجديد لمنتخب أنغولا حزنه على رحيله من الأهلي. 

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

لماذا اتخذت قرار الابتعاد عن الأهلي؟

 

أبلغت إدارة النادي قبل ما يقرب من شهر برغبتي في إنهاء التجربة، بعد أن شعرت بأن التجربة استفذت أهدافها بشكل كامل، ولم يعد لدي جديد لكي أقدمه للفريق، بعد أن تشبع اللاعبون من خلاصة تجربتي التدريبية، ومنحتهم كل ما أملكه.

 

من كان صاحب قرار الابتعاد، أنت أم إدارة النادي؟

 

الرغبة كانت مشتركة بيننا، ولا يهم من كان صاحب القرار، ولكن المهم هو أننا انفصلنا بهدوء، وأعترف بأن إدارة الأهلي كانت في غاية الاحترام معي.

 

البعض يرى أنك أخذت من فريق الأهلي خلاصتة الفنية، وأنك قرأت أن المستقبل لن يكون بنفس الشكل الذي كان عليه الفريق؟

 

منحت الأهلي كل جهدي وتجربتي وخبرتي، ولكن لست مع من يدّعون أن مستقبل الأهلي سيكون أسوأ من ماضيه، لأن الأهلي ناد كبير، وقادر على الاستمرار في نجاحه.

 

متى اتخذت قرار الرحيل؟

 

بعد بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، بعد أن تأكدت أن الفريق لم يعد لديه جديد ليقدمه معي، كما أنني شعرت بعدم قدرتي على العطاء.

 

ألم تشعر بالحزن على قرار رحيلك؟

 

لم أرتبط بفريق مثلما ارتبطت بالأهلي، لأنه ناد منظم وإدارته محترفه مثل الأندية الأوربية الكبيرة، ووفرت لي كل شيء، ولا أستطيع أن أخفي حزني على رحيلي عن الأهلي، وسأظل أهلاويا، ولن أنسى جماهيره التي لم أرى مثلها طوال حياتي، فلم أصادف جماهير تعشق ناديها مثل جماهير الأهلي، التي وقفت بجانب الفريق على مدار مشواري معه، وأقول أن تلك الجماهير لم تشعرني في يوم من الأيام بأنني غريب في مصر التي عشقتها.

 

كيف تقيم تجربتك في مصر بعد ما يقرب من خمسة مواسم؟

 

بكل المقاييس هي تجربة ناجحة، بعد أن حققت 19 بطولة مختلفة سواء على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي، فقد حققت للأهلي بطولات الدوري العام، وكأس مصر ودوري أبطال إفريقيا والسوبر المحلي والأفريقي، بخلاف الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم للقارات. وأنا سعيد جدا بتجربتي في النادي الأهلي الذي ساهم في رفع أسهمي كمدرب محترف، وانتقلت الى تدريب منتخب أنغولا.

 

لا تستطيع أن تقيم الأمر بهذا الشكل، فكلانا استفاد من وجوده مع الآخر، فلاشك أنني استفدت من وجودي في الأهلي الذي وفر كل الإمكانيات التي تساعد على النجاح، كما أن الأهلي استفاد من وجودي معه، بعد أن حققت كل هذا الكم من البطولات.

 

هل كنت تتوقع هذا النجاح في بداية تجربتك؟

 

بداية علاقتي مع الأهلي بدأت في موسم 2001 -2002، ورحلت بعد أن وجدت صعوبات كبيرة لا تساعد على النجاح الذي تطلبه الإدارة، ورحلت، ثم عدت في منتصف موسم 2003 -2004، بعد أن حصلت على وعد مؤكد من إدارة النادي  بتدعيم الفريق باللاعبين المطلوبين، ولكن لم أتوقع أن يكون النجاح بهذا الشكل الذي تحقق.

 

لماذا اخترت تدريب منتخب أنغولا؟

 

شعرت برغبة في بعض الراحة، وتدريب المنتخبات أقل مشقة من تدريب أي ناد، خاصة إذا كان ناد مثل الأهلي، لا يبحث إلا عن البطولات، وجماهيره لا ترضى إلا بالمركز الأول، وتدريب منتخب أنغولا يمنحني تلك  الفرصة.

 

لماذا كانت علاقتك سيئة بالإعلام الرياضي المصري؟

 

رجال الإعلام هم السبب في سوء العلاقة، لأنهم في بداية عملي كانوا ينشرون تصريحات لم تحدث على لساني، وعندما كنت أنفي هذه التصريحات هاجموني، ودفعوني للتعالي عليه وقاطعتهم بشكل نهائي، وكنت أكتفي بتصريحاتي في مجلة النادي والموقع الرسمي، ومؤخرا من خلال قناة النادي، وأرى أن هذا أمر كاف.

 

ولكن علاقتك كانت متوترة بعدد غير قليل من اللاعبين مقارنة بلاعبين آخرين؟

 

علاقتي لم تكن متوترة إلا باللاعبين غير الملتزمين، الذين قصروا في حق أنفسهم، وأعترف بأنني كنت أدلل اللاعب الملتزم والمجتهد، كما أن التعامل مع 30 لاعبا ليس بالأمر الهين، فهؤلاء من بيئات وثقافات مختلفة، والتعامل معهم يحتاج لشد وجذب بصفة دائمة، حتى تحصل على أفضل ما بداخلهم.

 

ما سر ارتباط  جماهير الأهلي بشخصيتك؟

 

الجماهير واعية تعرف من يحبها ويحب ناديها، كما أن تلك الجماهير رأت أنني صنعت لفريقهم بطولات وإنجازات كبيرة، فارتبطوا بي كما اربتطت بهم، بالإضافة الى أنني وقفت بجانب تلك الجماهير في معاركهم مع بعض وسائل الإعلام التي هاجمتهم، وكنت أساندهم بصفة دائمة.

 

ما هو أصعب مواسمك مع الأهلي؟

 

البداية كانت صعبة، بعد أن توليت تدريب الفريق وهو في حالة غير مرضية، في منتصف موسم 2003 -2004، وكان يعاني من خلال فني واضح، فتم التعاقد مع لاعبين جدد مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات وغيرهم من النجوم الذين صنعوا بطولات النادي في السنوات الخمسة الماضية، كما أن الموسم الأخير كان من أصعب الفترات التي مرت علي، بعد أن أرهق اللاعبون بشكل كبير، واستهلكوا وكثرت الإصابات، بخلاف ظهور بعض المشاكل التي ساهم الإعلام في تضخيمها.

 

ألا ترى أنك ظلمت عددا غير قليل من اللاعبين؟

 

أي مدرب يسعى للنجاح، وهذا يدفعه للاستعانة باللاعبين القادرين على تحقيق أهدافه، وأي لاعب انضم للأهلي خلال المواسم الخمسة الأخيرة حصل على فرصته كاملة، ولم أظلم لاعبا واحدا، ولكن هؤلاء اللاعبون الذين اشتكوا من الظلم، هم الذين ظلموا أنفسهم بالتقصير في التدريب.

 

ولكنك صبرت على فلافيو بشكل غير مسبوق؟

 

فلافيو أثبت أنه أفضل مهاجم في مصر والقارة الإفريقية، وكان هداف الفريق، وكنت أثق في قدراته، لذا فقد منحته الفرصة كاملة، ونجح في استغلالها.

 

ما الفارق بين الأهلي والأندية الأوروبية؟

 

الأهلي يمتلك قدرات كبيرة تجعله في مصاف الأندية الأوروبية الكبيرة، ولكن الأزمة الحقيقية في نظام كرة القدم المصرية، الذي لا يساعد على الوصول للكرة العالمية، فبطولة الدوري غير منتظمة، والمواسم ملتحمة، ما يعرض اللاعبين للإرهاق، ولأن الأهلي فريق كبير، فمن المنطقي أن يضم منتخب مصر عدد كبير من لاعبيه، وهو ما يزيد من إرهاق هؤلاء النجوم، وإذا نجح مسؤولو الكرة المصرية في الوصول لمرحلة الانتظام فسيصل الأهلي إلى مراحل أفضل، ولكن هناك عيب خطير في اللاعب المصري، فهو لا يستطيع التركيز فترات طويلة، ويفقد تركيزه سريعا، ويحتاج لمن يعلمه دائما، وهذا يرجع لضعف الثقافة العامة، فاللاعب لا يعيش حياة الاحتراف إلا بالإجبار.