خبر المسفر: قوى الاعتدال العربي تريد ضرب العلاقة بين « حماس » وقوى الممانعة

الساعة 12:19 م|08 يونيو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أكد كاتب وأكاديمي قطري أن دعوة القاهرة لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لزيارتها تأتي مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر وإلقائه خطابا منها إلى العالمين العربي والإسلامي امتنع فيه عن وصف "حماس" بأنها حركة إرهابية، لكنه أعرب عن خشيته من أن يكون ذلك مجرد خطوة في سياق سحب حركة "حماس" إلى مربع الاعتدال لزيادة عزل قوى الممانعة ممثلة في إيران وسورية وحزب الله.

 

واستبعد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة القطرية الدكتور محمد المسفر في تصريحات خاصة إمكانية نجاح سيناريو ضرب العلاقة بين "حماس" وقوى الممانعة في المنطقة، وقال: "أعتقد أن الطريق ليست معبدة أمام حركة "حماس" بكاملها، إذ أن هذه الدعوة المصرية لرئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل، تأتي عشية إعلان نتائج الانتخابات اللبنانية وعدم تمكن أنصار المقاومة في لبنان تحقيق أهدافهم والفوز بأكبر الأصوات، فلعل هناك إشارة من مصر لإبلاغ "حماس" بأن نصيرهم في لبنان ضعيف، ونصير لبنان الذي هو إيران ضعيف، وأن سورية مستهدفة بعملية تخصيب اليورانيوم، لأنهم وجدوا بعض البقايا له. وربما بمعزل عن كل هذا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما همس في كل من الرياض والقاهرة بأنه لا يجوز الاستمرار في عزل "حماس" وطالبهم بأن يجعلوها جزءا منهم ليبدأوا في عملهم لمزيد عزل سورية وإيران، ولكنني أستبعد عمليا نجاح هذا السيناريو".

 

وأشار المسفر إلى أنه بمعزل عن هذا السيناريو بالكامل فإن الدعوة المصرية لمشعل تعكس اعترافا بالأمر الواقع، وقال: "في تقديري أن ما أقدمت عليه حركة "فتح" من تحد ورفض لكل الجهود المصرية والتنازلات التي قدمتها "حماس" في التفاوض مقابل الإفراج عن المعتقلين ووقف ملاحقة "فتح" لقادة المقاومة، أوصل المصريين إلى قناعة بأن "حماس" تمتلك كل أوراق اللعبة، وأن طغيان "فتح" غير مبرر، إضافة إلى الانقسامات داخلها حول ما جرى للمقاومة في الضفة الغربية من كل الفصائل. كما أعتقد أن الرئيس مبارك يريد أن ينجز آخر مهامه في الشأن الفلسطيني قبل أن يرحل عن السلطة أو عن الحياة".

 

ولم يستبعد المسفر أن يكون امتناع الرئيس باراك أوباما في خطابه إلى العالم الإسلامي عن نعت "حماس" بـ "الإرهاب" هو ما شجع مصر على هذه الخطوة، وقال: "أعتقد أن الرئيس الأمريكي في عدم إطلاقه تهمة الإرهاب على حركة "حماس" فيه دلالات كبيرة ولعله يكون قد أشار إلى أن "حماس" يجب التعامل معها كحركة سياسية، فبدأ المصريون التعامل معها من أعلى الهرم من خلال استقبال رئيس مكتبها السياسي".

 

ونوه المسفر إلى أن الخطوة المصرية لا تخلو من رسالة سياسية إلى نتنياهو الذي يعتزم إلقاء خطاب الأسبوع المقبل لتوضيح موقفه بالكامل من عملية السلام في المنطقة، وتحديدا من القدس والمستوطنات، وقال: "أعتقد أن المصريين يريدون أن يستبقوا خطاب نتنياهو الذي سيلقيه نهاية الأسبوع الجاري ليحدد سياسته تجاه الدعوة الأمريكية لوقف المستوطنات وقبول حل الدولتين، وعلى مصر أن تستبق هذه الأحداث لتكتسب شعبية وأرضية سواء في الشارع المصري أو الفلسطيني على السواء. وأستطيع أن أقول أيضا أن ما يجري الآن يمثل بداية العد العكسي لاستمرارية "فتح" في إملاء شروطها وتوجهاتها على المفاوض المصري وكذلك على الوسيط الأمريكي"، على حد تعبيره.