خبر خلال زيارة للجزائر..الشيخ سلامة: « وجدنا نصرة رسمية وشعبية لأهلنا في فلسطين »

الساعة 10:33 ص|08 يونيو 2009

خلال زيارة للجزائر..الشيخ سلامة: "وجدنا نصرة رسمية وشعبية لأهلنا في فلسطين"

فلسطين اليوم- غزة

أكد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق، نجاح زيارته للجمهورية الجزائرية حيث لاقى تعاطفاً كبيراً من الجهات الرسمية والشعبية مع أبناء الشعب الفلسطيني.

 

وتخلل هذه الزيارات لقاءات رسمية وشعبية، ومحاضرات وندوات، ولقاءات مع العديد من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بهدف فضح الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني بصفة عامة، ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وكذلك آثار العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة.

 

وأشاد الشيخ سلامة بموقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مذكراً أن شعبنا الفلسطيني يذكر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم أن كان وزيراً للخارجية أنه أو ل من أسمع صوته في الأمم المتحدة إبان رئاسته للجمعية العمومية وتمكين الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه المعروف في الأمم  المتحدة سنة 1974م، كما أن أرض الجزائر الطاهرة قد شهدت إعلان الدولة الفلسطينية سنة 1988م .

 

والتقى الشيخ الدكتور  سلامة في زيارة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كلاً من الدكتور عمار الطالبي نائب رئيس الجمعية، رئيس تحرير جريدة البصائر، والأستاذ عبد الحميد عبدوس مدير التحرير، وعدد من أعضاء جمعية العلماء.

 

وأشاد الشيخ سلامة بدور جمعية العلماء المسلمين ومساهمتها الكبيرة في تحرير الجزائر، وإيقاد جذوة الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، كما أشاد بمواقفها في دعم القضية الفلسطينية، كما شرح الشيخ سلامة للهيئة الإدارية للجمعية ما تواجهه بلادنا فلسطين من مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة، وطرد السكان المقدسيين، وكذلك الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك التي تسببت في تقويض بنيانه وزعزعة أركانه، وكذلك بناء أكبر كنيس في مدينة القدس حيث يعد أكبر كنيس في العالم، وكذلك آثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ونتائجها المدمرة التي طالت كل شيء.

 

كما استقبل الشيخ الدكتور بو عمران  رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور سلامة، حيث بين الشيخ سلامة مكانة المسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له من اعتداءات وكذلك المخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها الفلسطيني، كما شرح آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من ألف وخمسمائة شهيد، كما تم تدمير أكثر من ثلاثة آلاف منزل، وكذلك تدمير المؤسسات والوزارات والمصانع والبنية التحتية في القطاع.

 

وألقى الشيخ سلامة محاضرة بكلية الحقوق بجامعة الجزائر، بين فيها مكانة فلسطين عامة ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خاصة في عقيدة الأمة عبر التاريخ، كما شرح أبعاد المؤامرة الصهيونية على مدينة القدس عبر محاولات فصلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري، والعمل على طمس معالمها التاريخية باتجاه تهويدها ، وتركيز نسبة الاستيطان الصهيوني في المدينة المقدسة على حساب أهلها ومعالمها التاريخية العربية والإسلامية.

 

كما تطرق إلى مئات الإخطارات لهدم البيوت ، ومصادرة الأراضي ، وبناء الكنس، ومنع الفلسطينيين من البناء وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وطالب بموقف عربي وإسلامي يدعم المقدسيين المرابطين في مدينة القدس في كافة المجالات.

 

كما بين آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي طال البشر والحجر والشجر، حيث غصت مدرجات الجامعة بالأساتذة ورجال الفكر والقانون إضافة إلى مئات الطلبة معبرة عن موقفها الثابت الذي لا يتزعزع من نصرة القدس و المسجد الأقصى المبارك.

 

كما ألقى الشيخ سلامة خطبة الجمعة في مسجد القدس بساحة القدس في حيدرة ، حيث كان خطاباً مؤثراً وسط تكبير المصلين والمستمعين، وقد غصت ساحات المسجد والطرق المجاورة له بصفوف المصلين الذين افترشوا جنبات الطريق لسماع كلمة القدس في مسجد القدس بساحة القدس بالجزائر.

 

 

وبعد أداء صلاة الجمعة توجه الشيخ الدكتور سلامة إلى منزل سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والذي رغم وعكته الصحية آثر اللقاء بضيف الجزائر، مرحباً ومؤكداً ثبات الموقف الجزائري من نصرة القدس وتقديم كل ما يلزم لجهادها العادل حتى النصر ، حيث تمنى الشيخ سلامة أن  يكتب الله له الشفاء التام وأن ينعم عليه بالصحة والعافية،كما التقى الشيخ سلامة بأعضاء جمعية علماء المسلمين وجمهورها.

 

كما ألقى الشيخ الدكتور سلامة محاضرة أعقبها حواراً فكرياً نظمه مركز الدراسات الإستراتيجية لصحيفة الشعب الجزائرية العريقة، وقد حضر اللقاء ممثل رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والنواب ورجال العلم والدعوة وجمهور من الصحفيين والطلاب، حيث قدم الشيخ سلامة شرحاً مفصلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من هدم للبيوت وترحيل للمواطنين في المدينة المقدسة وحفريات وانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك، وضرورة أن تقف الأمتان العربية والإسلامية عند مسؤولياتهما في الدفاع عن موطن الإسراء والمعراج، ومساعدة المقدسيين في الثبات والمرابطة على أرضهم.

 

وضرب الشيخ سلامة مثالاً بالمرأة المقدسية المجاهدة أم كامل الكرد كدليل عملي واضح على مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم، ورفضهم لكل الإغراءات والتهديدات، وقد حظيت هذه الندوة بتغطية من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة، بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية والإذاعية التي غطت الحدث بمراسلات مباشرة من القاعة، حيث كان التفاعل من النخب المشاركة يعكس مدى وعمق المكانة التي تتريع فيها فلسطين في الوجدان الجزائري، كما ألقى الشيخ سلامة ندوة أخرى نظمتها جريدة صوت الأحرار ، وصحيفة الجزائر نيوز ، وكذلك الإذاعة والتلفزيون الجزائري.

 

وقد التقى الشيخ سلامة مع السيد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لفخامة رئيس الجمهورية والأمين العام لحزب جبهة التحرير، حيث قدم الشيخ سلامة أسمى آيات الشكر والتقدير للجمهورية الجزائرية الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً على دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني.

 

وأشاد بمواقف الجزائر الرسمية والشعبية التي لا تحصى ولا تعد، فهي سائرة على درب الرئيس الشهيد هواري بو مدين الذي رفع شعار (نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة)، كما قدم شرحاً كاملاً بالوثائق لما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة من إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تهويدها، وفصلها عن محيطها الفلسطيني.

 

كما شكر الجزائر على إرسالها لجسر جوي يحمل الغذاء والدواء أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وكذلك إرسال الوفد الطبي، ومئات وحدات الدم، حيث اختلط الدم الجزائري بالدم الفلسطيني، وهذا كله امتداد للمواقف الجزائرية المشرفة منذ قرون عديدة أيام القائد البطل صلاح الدين الأيوبي ودفاعهم عن المدينة المقدسة.

 

وقد شدد بلخادم على ضرورة أن يرص الشعب الفلسطيني صفوفه وأن يجمع كلمته من أجل التصدي للهجمة الإسرائيلية الظالمة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فالوحدة هي طريق النصر والعزة كما فعل الجزائريون أيام الاحتلال الفرنسي.

 

كما التقى الشيخ الدكتور سلامة بمعالي وزير الأوقاف والشؤون الدنية الدكتور بوعبد الله غلام الله، حيث بين الشيخ سلامة ما تتعرض له مدينة القدس من إجراءات اسرائيلية تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وبناء جدار الفصل العنصري، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك بالإضافة إلى الحفريات وبناء الكنس.

 

وقد ثمن الوزير الجزائري صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته وتمنى على الأشقاء الفلسطينيين طي صفحة الخلاف وضرورة توحيد الصف لتعزيز الصمود من أجل تحرير فلسطين.

 

كما التقى الشيخ سلامة في مقر إقامته بالجزائر بعدد كبير من الفلسطينيين والجزائريين طوال فترة إقامته، من بينهم دبلوماسيون وأساتذة جامعات وعلماء ، جاءوا للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين ، وحبهم وتقديرهم للشعب الفلسطيني المرابط .