خبر ساعة نتنياهو .. هآرتس

الساعة 08:13 ص|08 يونيو 2009

بقلم: اسرة التحرير

بنيامين نتنياهو انتخب لرئاسة الوزراء على اساس برنامج سياسي يميني، في مركزه معارضة الدولة الفلسطينية وتأييد توسيع الاستيطان في الضفة. وقد تمسك بمواقفه السياسية في المفاوضات الائتلافية، حين رفض مطلب كاديما قبول مبدأ "دولتين للشعبين" ومنذ تشكيل الحكومة اصر على رفضه قبول "خريطة الطريق"، التي تبنتها حكومة الليكود السابقة برئاسة اريئيل شارون وبذلك لانها تؤدي الى حل الدولتين.

"خطاب القاهرة" للرئيس الامريكي براك اوباما، يلزم رئيس الوزراء باعادة النظر في مواقفه – والفهم بأن الواقع السياسي الذي اديرت فيها الحملة الانتخابية في اسرائيل لم يعد ذا صلة.

نتنياهو حاول اقناع اوباما، في لقائهما قبل ثلاثة اسابيع بان الدولة الفلسطينية هي فكرة سيئة وان اسرائيل من حقها ان تواصل توسيع المستوطنات. اوباما لم يقتنع، واوضح في القاهرة بانه لا يوجد حل اخر غير حل الدولتين، وان على اسرائيل ان تعترف بحق الفلسطينيين في الاستقلال ووقف الاستيطان. وفي ذات النفس، طلب اوباما من الفلسطينيين الكف عن العنف والتحريض ضد اسرائيل وطلب من الدول العربية اسناد تصريحات السلام التي تقلقها بالافعال. واعلن نتنياهو أمس انه في الاسبوع القادم سيعرض خطته السياسية في خطاب رد على اوباما. في كتابة الخطاب، عليه ان يأخذ بالحسبان اعتبارين: الحفاظ على العلاقات الحيوية مع الولايات المتحدة، واستغلال الفرصة السايسية الكامنة في مبادرة اوباما. وعليه فان عليه ان يقبل "خريطة الطريق" دون تذاكيات، وان يستأنف فورا المفاوضات على التسوية، ويعلن عن تجميد البناء في المستوطنات وعن اخلاء البؤر الاستيطانية.

نتنياهو وصل بسرعة اكبر من المتوقع الى لحظة الحسم بين التمسك ببرنامج سياسي اكل الدهر عليه وشرب، وبين تقدم المصلحة الوطنية في تسوية سياسية مع الفلسطينيين وعلاقات طيبة مع امريكا. "شركاؤه الطبيعيون" من اليمين سيهددونه باسقاطه من الحكم اذا قال "نعم" لاوباما. ولكن محظور على نتنياهو ان يفزع. هذه هي ساعته ليثبت بانه سياسي ذو رؤية تاريخية، قادر على ان يسمو الى ما هو أبعد من مواقفه القديمة، ويستغل الفرص السياسية والا يفوتها بسبب مخاوف سياسية داخلية.