خبر ساسة وصحفيون يردون بقوة على تصريحات هيكل حول « الجاسوسية » عبر الجزيرة

الساعة 06:44 ص|08 يونيو 2009

فلسطين اليوم : القاهرة والوكالات

ألزمت تصريحات الصحافي محمد حسنين هيكل مؤخرا على فضائية "الجزيرة" بأن مصر "لم يكن لها في يوم من الأيام جاسوس ذو قيمة داخل إسرائيل، وأن كل من أعلن عنهم لم يكن لهم شأن يذكر"، صحافيين مصريين بالتصدي لأقوال هيكل بالرد والنفي لمزاعمه.

ولم تقف الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية عند حدود الرد، حتى تبع ذلك قرار لعدد من نواب حزب الأغلبية للتقدم ببلاغ لمجلس الشعب المصري من أجل طلب التحقيق مع هيكل حول ما صرح به أخيرا وأثار ردود فعل واسعة داخل الأجهزة الأمنية المصرية، والمخابرات بوجه التحديد، بحسب صحف مصرية.

كما رفض رموز بارزون في الحزب الوطني المصري "الحزب الحاكم" تصريحات هيكل واعتبروا أنها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وترفع من قدر مؤسساته الأمنية، على حساب الدور المصري التاريخي في صراعه مع اسرائيل، ومقاومة احتلالها واعتداءاتها على الأمة العربية.

وفي سياقات الرد على الصحافي هيكل، قال رئيس تحرير موقع المصريون الإلكتروني جمال سلطان، إن "ما يفعله هيكل هو جريمة في حق مصر ومؤسساتها الوطنية".

ويضيف سلطان أن هيكل في "الفترة الأخيرة استمر بالحط من شأن مصر والإقلال من قيمتها، ودورها، لمصلحة دوائر مرتبطة باللوبي الايراني في المنطقة".

ويشير سلطان إلى لقاء هيكل مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله قبل عدة اسابيع والاحتفاء الكبير من الأخير.

ويلخص مشكلة هيكل "بإحساسه بالتهميش في مصر وأن الهالة التي اصطنعها حول نفسه كصحافي يعلم ما لا يعلمه الآخرون قد انتهت".

ويرى سلطان أن سبب تهميش هيكل جاء على خلفية خصوماته مع الرئيس المصري الراحل انور السادات والرئيس الحالي حسني مبارك اللذين تعمدا إهماله، خصوصا وأن السادات ادخله السجن وهي المرة الوحيدة التي يدخل فيها هيكل السجن في حياته.

من وجهة نظر رئيس تحرير صحيفة المصريون الإلكترونية فإن سلسلة "الروايات والاكاذيب" التي يحكيها هيكل عن قادة عرب ورؤساء وملوك وأمراء سابقين تأتي في سياق محاولاته الدائمة الطعن في أي شيء يمس القدرات العربية بشكل عام وصراعها مع الصهيانة بشكل خاص.

ويبين أن هذه "الاكاذيب" تقدم أعظم خدمة لإسرائيل، مضيفا أن الأمر أبعد من ذلك "فلو قامت إدارة الشؤون المعنوية في الجيش الاسرائيلي بحملة تشويه وإحباط وتدمير للوعي والمعنويات العربية لن تجد افضل من رسائل هيكل للقيام بهذا الدور على اكمل وجه".

ويتفق مع سلطان الكاتب في صحيفة الحياة اللندنية خليل العناني إذ يتصور ان هيكل يعاني الانغزال وهو يحاول من جديد من خلال تصريحاته المثيرة للجدل، كسر الانعزالية والتهميش.

ويضيف العناني أن "قمة الجدل فيما يطرحه هيكل هو انه يتحدث بقضايا شهودها أموات".

وحول حديثه الأخير على قناة الجزيرة الفضائية عن المخابرات المصرية وفشلها في اختراق العدو الصهيوني بالجاسوسية، يقول العناني إن "هيكل خانه التوثيق في الموضوع"، لأن التاريخ المصري يؤكد دور قوى المخابرات المصرية بالتجسس على اسرائيل.

ويتحدث العناني عن عشق هيكل لإثارة الجدل، فهو "يحب ان يكون محط اهتمام الجميع".

ولا ينكر العناني دور هيكل كأحد صانعي القرار السياسي في مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبأيام من فترة الرئيس انور السادات، لكن برأي العناني أن إرثه السياسي قد لا يخدمه "إذا استطرد في الكلام الاتهامي وغير الموثق، والمتحامل على مصر نتيجة تهميشه وابتعاده عن الخارطة السياسية، فهيكل لديه حب غريزي للإعلام والظهور داخل كادر الصورة".

وفي ظل استبعاد العناني لاتخاذ اي اجراء قضائي في حق هيكل بناء على تصريحاته، إلا انه يتوقع ان يكون لدى مصر الرسمية رسالة سياسية لهيكل مفادها "عدم المزايدة والتوقف عن كيل الاتهامات جزافا"، فبرأي العناني أن هذا ما لا يخدم الاجواء التصالحية التي يراها العناني سائدة هذه الأيام بين النظام والمعارضة.

وكانت تصريحات هيكل حول الدور المخابراتي المصري في تعامله مع الكيان الصهيوني قبل توقيع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل، والحروب العسكرية التي خاضتها مصر ضد اسرائيل ودور الجاسوسية المصرية، اثارت موجة من التعليقات في الشارع المصري، كان أبرزها ما نشر من تصريحات للجاسوس المصري الشهير جمعة الشوان الذي هاجم فيها هيكل. وأشار فيها إلى أن ما قام بالترويج له هيكل من معلومات في هذا الشأن "غير صحيح"، ووجه كلامه للكاتب هيكل بالقول "إذا لم تكن قد شاهدت المسلسل فاذهب وشاهده كيف تعرف حجم المجهود الذي قمت به أنا وغيري من أسود المخابرات المصرية".

كما رد سفير مصر السابق في إسرائيل وعضو مجلس الشورى محمد بسيوني على هيكل بأن "المخابرات المصرية قامت على مدار تاريخها بالعديد من البطولات النادرة". وأكد أن التاريخ نفسه يشهد بنجاح المصريين في الوصول للعمق وتحقيق نجاحات كبيرة في العمل المخابراتي.