خبر الزمن لقرارات شجاعة- يديعوت

الساعة 08:34 ص|07 يونيو 2009

بقلم: ياعيل غفيرتس

يمكن الجدال حتى بعد غد، ولكن لا يمكن الفرار من الامر الاساس: لبراك اوباما يوجد رؤيا سياسية واضحة، بينما لا يوجد لنتنياهو حتى ولو خطة. رؤياه من السهل مهاجمتها لانها موجودة اما لنا فلا يوجد حتى على ما يمكن الحديث فيه. اسرائيل تفر من الحقيقة ومن لحظة الحقيقة. العراقيل هي من جانبنا، واوباما هو فقط من يكشفها.

زعم جورج ميتشيل، المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط بان اسرائيل كذبت على الولايات المتحدة، هامشي بالقياس الى ما تكذبه اسرائيل على نفسها. حقيقتنا هي أن نتنياهو وصل الى الحكم دون خطة سياسية، ومعظم الاسرائيليين ليس لديهم أي فكرة خضراء عما يمكن ان يقع باسمهم خلف الخط الاخضر. ومثلما قال اوباما في خطابه في القاهرة: اسهل على الناس اتهام الاخر بازماتهم من النظر بصدق الى داخلهم انفسهم.

المشكلة هي أن معظم الاسرائيليين حتى لا يعرفون الى أن ينظرون. اذ انهم يعيشون في فراغ الوعي. اسرائيل تتحدث عن السلام بالضبط مثلما تتحدث عن التهديد النووي الايراني. وفي كلا الموضوعين يتحدث الخوف والتهديد، في الحالتين لا يؤمن احد بعمق قلبه بانه توجد امكانية ان تتحقق الامور في الواقع.

مؤخرا بث في التلفزيون فيلم "مشوق عن سباق التسلح النووي. بطله، فيزيائي يدعى جوزيف روتبلات، حائز على جائزة نوبل للسلام، كان من العقول اللامعة التي جندت للبرنامج النووي الامريكي في الحرب العالمية الثانية. وندد بروتبلات كخائن حين اختار الانسحاب من المشروع برئاسته، حين فهم بانه موجه ايضا ضد روسيا، حليف الولايات المتحدة في الحرب، في ضوء القاء القنبلتين الذريتين علن هيروشيما ونجازاكي اصبح مكافحا بلا هوادة لوقف النووي.

على سؤال لماذا من الصعب جدا اقناع البشرية بالحاجة الى التفكير في كيفية انقاذ نفسها او كيف تبيد نفسها، قال روتبلات جملة جميلة: "الحرب تأتي بسهولة بسبب الغرائز العدوانية من الخوف وبسبب ان احدا لا يمكن بان فظائعها ستتحقق بالفعل. اما السلام فلا يأتي بسهولة. للسلام ينبغي اعداد القلب".

الرؤيا الوحيدة التي يجلبها معظم زعماء اسرائيل في الـ 15 سنة منذ اغتيال رابين هي أنه لا امل في حل النزاع والعيش بسلام. بوضوح تريد اسرائيل السلام. الرغب في السلام، مثل الرغبة في الحب او بالكف عن التدخين، هي غريزة طبيعية. غير أنه لا يكفي الرغبة. إذ ان هذه الرغبة تلتقي ايضا باكبر المخاوف فينا.

من اجل الانتصار على هذا النزاع الداخلي فان الانسان ملزم باتخاذ قرار في أن يقول لنفسه: انا اوافق على قبول كل ما في هذه "الرزمة"، من مخاطر وآمال. واضح ان هذا الحسم الشجاع ينبغي ان يسبقه تهيئة للقلب. غير أن في اسرائيل تبذل الجهود على مدى السنين فقط في المخاوف، في تهيئة القلوب للحرب، في التهديدات بالكوارث وفي تصوير الاخر كشيطان.

من السهل اتهام اوباما الغريب بانه عدو الشعب اليهودي. ولكن لا يوجد سبيل لاتهام المغني ليونارد كوهن الذي تطوع للعرض امام جنود الجيش الاسرائيلي في حرب يوم الغفران باللاسامية. حين سئل كوهين لماذا كرس عقدا من حياته لتعلم عقيدة زن. فكان جوابه قاطعا: "إذ (كيهودي) ساعدني كهذا في الكف عن العويل".

كوهين، كما هو معروف اضطر الى العودة الى الغناء فقط حين لم يعد له مفر، من تاريخه الخاص ولد تاريخ للعودة. درس يحرص هذا المبدع على مشاركته مع جمهوره المخلص في كل ارجاء العالم: "لا تدعوا اخفاقات الماضي والمخاوف تدفن اراداتكم وامالكم. اعطوا انفسكم فرصة اخرى، انصتوا للجرس الذي يقرع لكم، اعطوا فرصة للضوء كي يدخل في الحطان وان ينير لكم القلب".

رابي نحمان قال: "الانسان مثل الظل. عندما تنزع القشور تتبقى له الدموع فقط". اوباما، روتبلات وكوهن كل بطريقته يقولون لنا: كفى لنزعة الضحية. اعطوا انفسكم فرصة لحياة اخرى، سيروا الى الامام، اتخذوا قرارات شجاعة.