خبر اسرائيل بيتهم؟ حسب -هآرتس

الساعة 08:29 ص|07 يونيو 2009

بقلم: ليلي جاليلي

 (المضمون: طرح القوانين العنصرية على الكنيست يزيد من التوتر الاجتماعي خصوصا بين الفقراء العرب والفقراء من المهاجرين الروس - المصدر).

خلال المحادثة التي جرت قبل مدة طويلة تطرق مسؤولون كبار في "يشع" (مستوطنات يهودا والسامرة) لقضية الاقلية الناطقة بالروسية في المشروع الاستيطاني. اولئك المسؤولون ادعوا انه "ليس من الممكن الاعتماد على هؤلاء الروس" – لا على يهوديتهم ولا حتى على ولائهم لارض اسرائيل. "ارض اسرائيل" كما اكدوا ليست "دولة اسرائيل" والولاء كما نعلم ليس مسألة جغرافية. التحفظ شمل افيغدور ليبرمان بصورة شخصية. من المهم ان نعرف في هذه الحالة ما هو رأي دافيد روتيم حول ذلك الذي كان مستشارا قانونيا لمجلس يشع واصبح اليوم عضوا في الكنيست من قبل اسرائيل بيتنا وباعتباره الشخص الذي طرح اقتراح قانون يشترط الحصول على جنسية لتقديم تصريح للولاء للدولة، هذا الاقتراح الذي رفض في الاسبوع الماضي في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع.

بالاضافة الى البعد العنصري لهذا الاقتراح القانوني – وكذلك اقتراح حظر احياء يوم النكبة – يتضمن هذان الاقتراحان عاملا متفجرا بصورة استثنائية: حقيقة انهما يأتيان من مدرسة "اسرائيل بيتنا" هذا الحزب الذي ما زال يعتبر حزبا "روسيا". هذا التشخيص يحرض المشاعر في الصراع الجاري بين المواطنين العرب وبين الناطقين بالروسية حول مكانتهم في المجتمع الاسرائيلي وحول طابع الدولة. المعنى هو في هذه الحالة رمزي لدرجة لا تقل عن كونه عمليا.

سن قوانين عنصرية هو مرض خبيث من دون صلة بالجهة التي ابتدعته. ولكن هناك اهمية كبيرة في هذه الحالة لهوية الحزب الذي ابتدع اقتراحات القانون هذه. الهجرة الجماعية من الاتحاد السوفاتي سابقا بلورة سكة تصادم لا مفر منها بين شريحتين مجتمعيتين واسعتين في اسرائيل – المهاجرون الجدد والعرب. القيمة العليا التي يجسدها قانون العودة تتناقض مع قيمة حق العودة العليا واستيعاب اكثر من مليون مهاجر في السكن والعمل على حساب العرب بدرجة كبيرة. التغير في التوازن الديموغرافي الذي نجم عن الهجرة زج بالعرب اكثر فاكثر نحو الزاوية والهوامش. بدلا من استغلال هذا التغيير لتوسيع حدود الديمقراطية تقوم اسرائيل من خلال ذراعها الميدانية المتمثلة باسرائيل بيتنا باستغلاله لانتاج ديمقراطية هجومية. هناك خطر كبير يكمن في هذا الوضع. المدن المختلطة قد تحولت من الان الى اكثر التجمعات توترا في دولة اسرائيل. يد السوق الحرة الخفية والسياسة الهزلية ارسلت المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفياتي للاقامة في مدن مثل اللد وعكا. علاقات الجوار القسرية لهذين التجمعين السكانيين الضعيفين زادت من العنصرية المتبادلة. اعمال الشغب التي اندلعت في عكا في عيد الغفران الماضي اظهرت امرأتين وهما تصرخان على بعضهما البعض في منتصف الشارع الفارغ: "هذا منزلي" صرخت الاولى بلكنة عربية. "هذه دولتي" ردت عليها الاخرى بلكنة روسية.

هذا جوهر اقتراحي القانون اللذان طرحتهما اسرائيل بيتنا: كلاهما يعبر عن شعور بصراع متواصل عن التسيد وعن ملكية الدولة. "الامر مهين بصورة خاصة عندما يقوم مهاجر استوعب هنا باموال الضرائب التي ادفعها بالنهوض صباحا مقررا انني لست موجودا او قائما" قال جعفر مدير مركز مساواة متذمرا خلال محادثة مع صحيفة "هآرتس".

في هذه المرحلة على الاقل حرض اقتراح القانون على اشعال النار من دون ان يؤدي ذلك لحصول اصحابهما على مكاسب سياسية ملائمة. ان كانت اسرائيل بيتنا ترغب في ارضاء ناخبيها الناطقين بالروسية – ثلثي ناخبيها – فان نجاحها محدود. اقتراح "قانون النكبة" قوبل في الشارع الروسي بدرجة من التحفظ. في "اليمين الروسي" هناك من يعتبرونه تقييدا لحرية التعبير التي يميل هذا الجمهور لاعطائها تعريفا اكثر توسعا حتى درجة التحريض. اخرون قالوا بحذر ان تطبيق اختبار الولاء على مستحقي قانون العودة قد يظهر كفكرة سيئة.