خبر بعد إشادة أوباما.. مؤتمر سعودي ثالث لحوار الحضارات

الساعة 06:16 ص|07 يونيو 2009

بعد إشادة أوباما.. مؤتمر سعودي ثالث لحوار الحضارات

 

محمد جمال عرفة

بعد يومين من إشادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الخاصة بحوار الحضارات، قررت رابطة العالم الإسلامي عقد مؤتمر جديد للحوار بين أصحاب الثقافات العالمية والأديان الشهر المقبل، وهو الثالث بعد مؤتمري يونيو ويوليو الماضيين.

وجاء في بيان للأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه أن هذا المؤتمر العالمي الثالث سيعقد في مدينة جنيف بسويسرا في الفترة من 16-17 يوليو المقبل.. وهو متصل في نهجه وأهدافه بالمؤتمرين اللذين نظمتهما الرابطة العام الماضي عن الحوار في كل من مكة ومدريد، بتوجيه ورعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز".

 

وأوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة، في البيان أن: "فقه المرحلة التي يعيشها العالم يتطلب مواصلة الحوار بين الأمم، كما يتطلب دراسة أثر المؤتمرات والندوات التي تم عقدها في موضوعات الحوار وأهدافه؛ لاستكشاف أثر مبادرة الملك في إشاعة القيم الإنسانية ومفهوم التعايش والتعاون، ونشر قيم الأمن والسلام، ومحاربة الشرور في العالم، والتعاون بين المجتمعات في المشترك الإنساني".

 

وانعقد المؤتمر العالمي الأول لحوار الحضارات في مكة المكرمة يونيو الماضي، أعقبه مؤتمر مدريد للحوار بين أصحاب الثقافات في يوليو، والذي شهد تأييدا عالميا لمبادرة خادم الحرمين بشأن "حوار الحضارات والتعايش السلمي".

 

ودعا ذلك المؤتمر إلى سن تشريع يجرم الإساءة للأديان، وأوصى برفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات، وبنشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار لتكون إطاراً للعلاقات الدولية من خلال عقد المؤتمرات والندوات.

 

ويقول مراقبون سياسيون إن عقد المؤتمر الثالث للحوار بين أصحاب الثقافات العالمية والأديان في جنيف ستكون له أهمية كبيرة في أعقاب الخطاب الذي ألقاه باراك أوباما في جامعة القاهرة الخميس الماضي، ودعا فيه إلى بداية جديدة مع العالم الإسلامي، مستندة على التفاهم والحوار والتعايش.

 

وجاء في خطاب أوباما: "ينبغي أن يكون الإيمان عاملا للتقارب فيما بيننا؛ ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أمريكا من شأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود".

 

وأردف قائلا: "إننا لذلك نرحب بالجهود المماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الأديان، كما نرحب بالموقف الريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات".

 

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم السبت أن أوباما أهدى الملك عبد الله خلال زيارته للسعودية الأربعاء لوحة مكتوب عليها الآية الكريمة "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" تعبيرا عن  إعجابه بمبادرة الملك الداعية لاستمرار الحوار.

 

وأطلق العاهل السعودي  في 24-3-2008 مبادرة للحوار بين الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، والمسيحية، واليهودية) للاتفاق على ما يكفل صيانة الإنسانية، وحدد نقطة التلاقي في الحوار بأنه "الإيمان بالرب عز وجل" في مواجهة الإلحاد والتفكك الأسري.

 

جدول الأعمال

 

وأوضح الدكتور عبد المحسن التركي أن جدول أعمال المؤتمر المقرر أن تعقده الرابطة في جنيف سيناقش عددا من البحوث التي أعدها متخصصون في موضوعات الحوار، وذلك ضمن 6 محاور هي:

 

المحور الأول: مبادرة خادم الحرمين الشريفين وآثارها في إشاعة القيم النبيلة، ويتضمن البحوث الآتية: قراءة أخلاقية في المبادرة الملكية، تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، دور المنظمات والدول في إشاعة القيم النبيلة.

 

المحور الثاني: الحوار والإنسان والمجتمع، ويناقش المشاركون في المؤتمر من خلاله عددا من البحوث هي: الحوار والإنسان والمجتمع، الدين والثقافة وأثرهما في الحوار الإنساني، الحوار وعلاقات المجتمعات البشرية.

 

المحور الثالث: حوار الحضارات في المجتمع الإنساني المعاصر، ويشتمل على الأبحاث الآتية: السلام العالمي وحوار الحضارات، الإسلام وحوار الحضارات، الدين ولغة الحوار.

 

المحور الرابع: المبادرة وآفاق التعايش بين الحضارات، ويناقش المشاركون من خلاله: أهمية التعايش، واقعه ومستقبله، ثقافة التعايش في مبادرة خادم الحرمين، الحضارات من الحوار إلى التعايش والتحالف.

 

المحور الخامس: القيم الدينية وأثرها في إصلاح المجتمع، ويتضمن البحوث الآتية: العولمة وانحسار القيم، الدين ودوره في الإصلاح الخلقي، القيم الدينية وجسور حضارة وحوار.

 

المحور السادس: الإعلام ودوره في تعزيز الحوار والقيم الإنسانية، ويناقش المشاركون في المؤتمر هذا المحور من خلاله البحوث الآتية: الإعلام ونظرية صراع الحضارات، القيم الإنسانية المشتركة في الإعلام المعاصر، الإعلام وأثره في حوار الحضارات وتعايشها.

 

وكان الدكتور عز الدين إبراهيم، مستشار رئيس دولة الإمارات وأحد الذين تولوا إدارة مؤتمر مدريد للحوار، قد أكد في ختام المؤتمر أنه لن يكون آخر الحوارات، وسيعقبه مؤتمرات وآليات الحوار لن تتوقف"، مؤكدا أنه سمع الملك عبد الله بنفسه يقول لوفد ياباني إنه "لن يكون مؤتمر واحد، وإنما عدة مؤتمرات أو لقاءات أو حلقات نقاش".

 

وشدد عز الدين على أن الحوار "مفتوح للجميع بما فيهم اليهود.. بل ومرغوب مشاركة اليهود فيه وتشجيعهم على الحوار"، وإن شدد على أن يكون الحوار مع اليهود من غير الإسرائيليين؛ على اعتبار أن "الدين يتم بحثه بين أهل الدين، والسياسة يتم بحثها بين السياسيين" بحسب تعبيره.