خبر أبو مرزوق: « فياض » هبط علينا بالبراشوت الأمريكي ولا مستقبل له

الساعة 05:58 ص|07 يونيو 2009

أبو مرزوق: "فياض" هبط علينا بالبراشوت الأمريكي ولا مستقبل له

فلسطين اليوم : دمشق

 قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى ابو مرزوق إن ما حدث في قلقيلية في الضفة الغربية «جريمة غير مسبوقة» قامت بها الأجهزة الأمنية في السلطة بتعليمات من «لجنة دايتون»، مضيفاً: أن «هذه الأجهزة تعمل تحت عنوان انهيار المشروع الوطني واستهداف المقاومة والقضاء عليها وقتل أي روح للمقاومة».

 

وأعرب أبو مرزوق في تصريحات لـ «الحياة» عن أسفه «لأن هذه الأجهزة الأمنية أصبحت أداة للاحتلال تخدم أجندته وتمهد للبرنامج المقبل للعدو الاسرائيلي، وهو فرض الحل الأحادي الجانب في الضفة بعد الانتهاء من بناء الجدار العازل وسيطرة إسرائيل على ما شاءت من مساحات أراضي الضفة، فتأخذ ما تشاء من أراضٍ لتلحقها بالمستوطنات، وكذلك الأغوار ومن محيط الضفة»، لافتاً إلى أنه لن يتبقى إلا 42 في المئة من مساحة أراضي الضفة ليحكم خلالها الفلسطينيون أنفسهم في ظل مشروع مقاومة مغيب.

 

ورأى أبو مرزوق أن ما يحدث في الضفة الآن «جريمة لا تغتفر لأن السلطة بأجهزتها الآمنية تعبث بالخريطة الوطنية طولاً وعرضاً في الضفة»، واصفاً ما يرتكب هناك بأنه «سياسة مدمرة، فهم يأتمرون بخيارات المنسق الأميركي للأمن (كيث) دايتون وفريقه الأمني الذي يحدد لهم خياراتهم». واستنكر قيام الأجهزة الأمنية بالبحث عن «مطلوبين» من قيادات المقاومة الذين يعرفونهم بالاسم، مضيفاً: «قبل ذلك احتجزوا أخوانهم ودعوا عوائلهم وحتى أمهاتهم ليضغطوا عليهم كي يسلموا أنفسهم». وقال: «إن الأجهزة الأمنية في الضفة تطارد المطلوبين لدى إسرائيل بالاسم... ما يحدث هو عمالة حقيقية للعدو الإسرائيلي، وكل ما يتردد من ادعاءات كاذبة وتبريرات هو فقط لتغطية هذه العمالة، فهم يشتغلون عند دايتون».

 

ووصف أبو مرزوق فياض بأنه «مظلة، فهو ليس له تاريخ نضالي ولا جمهور لديه، وهو ليس معروفاً في الساحة الفلسطينية بعطائه، لكنه فرض من الأميركيين على الزعيم الراحل ياسر عرفات ليضبط المسألة المالية». وقال: «هبط علينا (فياض) بالبراشوت لأنه فقط يتمتع بثقة الأميركيين منذ كان يعمل في البنك الدولي، لكنه لا يصلح أن يقود الوضع الفلسطيني ولا مستقبل له».

 

واعتبر أبو مرزوق أن هناك إشكالية كبيرة تواجه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على الصعيد الداخلي والدولي أيضاً، وقال: «إذا كان عباس لا يدرك حقيقة ذلك، فهذه مصيبة أكبر لأنه لا يستطيع أن يتحدث باسم تنظيمه... اللجنة المركزية لفتح معطلة ولم تتمكن من عقد اجتماعها». وضرب مثلاً على ذلك بأن «عباس لم يصطحب معه في أول زيارة له إلى واشنطن وفي ظل إدارة أميركية جديدة أياً من قيادات حركة فتح، رغم أنها زيارة تاريخية، وهذه رسالة تعني أن تنظيمه لا يدعمه». وتابع: «هذا يعكس الوضع الفلسطيني الممزق، خصوصا أن اللجنة التنفيذية بعد غياب عضوها سمير غوشة بالوفاة، أصبحت معطلة بعد أن فقدت نصابها». واضاف أن «أي سياسي أو جهة دولية يقرأ الوضع الفلسطيني، سيدرك أن أبو مازن لا يستطيع أن يتحدث باسم تنظيمه أو باسم المنظمة، فهو يتكلم فقط باسم جزء من شعبه احتكر فلسطين رغم أنه (هذا الجزء) حقيقة غير معني بكل فلسطين، وأكبر دليل على ذلك نظرته الدونية إلى قطاع غزة واستعلائه على أبناء شعبه».

 

وانتقد أبو مرزوق موقف حركة «فتح» وتمثيلها في الحوار الوطني الفلسطيني، وقال: «إنهم (وفد فتح) لا يستطيعون أن يقرروا شيئاً أو يحددوا خيارات بعينها أو يوقفوا أي إجراءات... لم يتمكنوا من اتخاذ قرار بإطلاق المعتقلين، ثم ان المسؤولين الأمنيين قرروا إخراج فتح ووفدها من الموضوع الأمني، فهم لا يملكون سوى منح غطاء لهذه الإجراءات الأمنية في مواجهة المقاومة، لذلك دور وفد فتح في الحوار ليس ايجابيا على الاطلاق... هم لا حول لهم ولا قوة».

 

وسئل أبو مرزوق عن موقف «حماس» من الحوار الوطني الذي ترعاه مصر وما إذا كان وفد الحركة سيأتي إلى الجولة السادسة من الحوار الشهر المقبل، فاكتفى بالإجابة: «لم تتم دعوتنا، وليست هناك مواعيد ثابتة». ولفت إلى أن «لملف الحوار استحقاقاته وهي عدم إغفال التوازنات الموجودة، وأن هناك شرعيتين في غزة، والتعاطي مع وجهتي النظر»، مشدداً على أن «مصر إذا انطلقت من هذا المنطلق، فإن الحوار سيسير بشكل إيجابي وسريع إلى امام، وإذا تبنت شرعية عباس فقط سينعكس سلباً على الوضع الفلسطيني وعلى التقدم في الحوار، فهذا وضع غير مقبول».