خبر تصاعد الحملات الانتخابية في لبنان قبل ساعات على توقفها

الساعة 04:59 م|06 يونيو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

تصاعدت حدة الحملات الانتخابية قبل توقفها صباح السبت وسط اتهامات متبادلة بين تيار الرابع عشر من آذار والمعارضة. ويجمع المحللون على ان الفوز في الانتخابات سيكون بفارق بسيط لن يتعدى بضعة مقاعد. وستبدأ العملية صباح يوم غد الأحد لاختيار 128 نائبا في البرلمان من خلال قوائم يتغلب عليها الطابع الطائفي

 

والتقى المرشحون في أنحاء لبنان بالناخبين في دوائرهم في جهود اللحظات الأخيرة لكسب تأييدهم عشية الانتخابات. وركزت قوى الأغلبية دعايتها للنيل من المعارضة وأقطابها وتخويف اللبنانيين من سلاح حزب الله ودور سوريا. مما استدعى الطرف الآخر إلى سياق تبريرات طمأنة. وقال الجنرال ميشيل عون، زعيم كتلة التغيير والإصلاح بالبرلمان اللبناني، المتحالف مع حزب الله في خطاب له الجمعة أمام مناصريه، إن هناك جهات "تحاول إخافة الناخبين المسيحيين عبر أحاديثهم عن سلاح حزب الله، ولكنني أسأل هؤلاء الذين ينعون على سلاح الحزب، عن الطريقة التي سيزيلون بها هذا السلاح." وأضاف عون، أن سلاح حزب الله لن يشكل مشكلة بعد زوال الأسباب التي دعت إلى حمله، بما في ذلك الإشكالات على الحدود مع إسرائيل.

 

وشكل اقتراع الموظفين المعنيين بالعملية الانتخابية الخميس بنسب "مرتفعة بلغت 85,2% بروفة" ناجحة لسير العمليات الانتخابية يوم الاحد كما اعلن وزير الداخلية زياد بارود.

 

وسيتم فرز اصوات الموظفين المكلفين من قبل وزارة الداخلية ادارة مراكز الاقتراع في اطار فرز النتائج العامة.

 

واوضح بارود ان عملية اقتراعهم جرت "بدون معوقات اساسية وبمستوى تنظيم لوجستي واداري جيد". وقال "شكل اقتراعهم بروفة انتخابية ليوم الاحد".

 

وذكر بارود بالتدابير المتخذة حفاظا على حسن سير عملية التصويت التي ستجري في كل لبنان للمرة الاولى. من ابرز هذه التدابير وقف الحملات الاعلانية منتصف ليل الجمعة السبت.

 

وقبيل هذا الموعد، ارتفعت حدة الاتهامات وطاولت شظاياها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي اتهمته الجمعة صحف لبنانية مقربة من قوى 8 اذار بالانحياز الى الجانب الاخر على خلفية تحالفات انتخابية تمت في مسقط راسه (جبيل) بين مرشحين يعتبرون انفسهم مقربين منه ومرشح من قوى 14 اذار.

 

وعنونت صحيفة السفير على صدر صفحتها الاولى "سليمان يغامر بموقعه التوافقي" وكتبت انه "قرر ان يغامر بمحاولة ربح مقعد اضافي في دائرة جبيل ولو ادى ذلك الى خسارته لدوره التوافقي" الذي انتخب على اساسه.

 

وتصدرت الصفحة الاولى لصحيفة الاخبار عبارة "سليمان ينحاز ل14 اذار" التي كتبت "غادر الرئيس سليمان مربع الغموض البناء الى مربع التحالف المباشر مع 14 اذار في جبيل بوجه لائحة التيار الوطني الحر".

 

وتركز تبادل الاتهامات خصوصا في بعض المناطق المسيحية التي تعتبر نتائجها حاسمة لتكريس الجهة الفائزة ومنها زحلة في سهل البقاع (شرق).

 

فقد اتهم النائب الياس سكاف حليف عون "الدولة بالانحياز لفريق دون اخر" واتهم خصومه بدفع الرشاوى. وقال في مؤتمر صحافي "شاهدنا الخميس داخل سرايا زحلة رشاوى تدفع للمقترعين من رؤساء الاقلام امام الناس".

 

وتقدم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري احد ابرز قوى 14 اذار بشكوى الى هيئة الاشراف على انتخابات ضد اللائحة التي يتزعمها ايلي سكاف بشان قيام ماكينته الحزبية برفع صور ضخمة للحريري في زحلة وهو غير مرشح فيها بهدف اثارة الشحن الطائفي.

 

وتشرف هذه الهيئة المختصة على سلامة العملية الانتخابية اضافة الى مراقبين اجانب وعرب.

 

واوضح الوزير بارود ان الشكاوى عن الرشوة الانتخابية التي تقدم بها بعض المرشحين "احيلت الى القضاء المختص فورا".

 

وردا على سؤال عن وجود بطاقات هوية مزورة تبادل الطرفان الاتهامات بشانها، قال بارود "التزوير ممكن لكن المهم الا يكون هناك فرصة لاستخدام المزور" مؤكدا ان الوزارة لديها الوسائل التقنية الضرورية.

 

ويقترع الناخبون اما بواسطة بطاقة الهوية او جواز السفر.

 

وفي ما يتعلق بالوضع الامني يوم الاحد، بدأت وحدات الجيش والامن الداخلي بالانتشار على الاراضي اللبنانية في اطار خطة تقضي بنشر حوالى خمسين الف عنصر منهم لضمان الامن يوم الانتخابات.

 

وكانت الاحتفالات والمهرجانات الخطابية عمت انحاء لبنان خلال الايام الماضية، وادى بعضها الى احتكاكات بين انصار المتنافسين جرى خلالها تحطيم زجاج سيارات واحراق لوحات دعاية انتخابية.

 

كما اتخذت خطابات بعض السياسيين وتصريحاتهم طابعا تصعيديا قويا مع اتهامات متبادلة في كل الاتجاهات.

 

ومن التدابير التي اقرتها وزارة الداخلية للحفاظ على الهدوء حظر المواكب السيارة للمرشحين ابتداء من صباح السبت "منعا للاستفزازات".

 

كما ستقفل الملاهي ابتداء من منتصف ليل السبت ويحظر سير الدراجات النارية واستعمال اسلحة الصيد.

 

وتشير القوائم الانتخابية الصادرة عن وزارة الداخلية الى ان عدد الناخبين يبلغ ثلاثة ملايين و257 الفا ومئتين وثلاثين، لكن نسبة كبيرة منهم مقيمة خارج البلاد، ولا يعرف بالتحديد عدد الذين سيعودون للمشاركة في الاقتراع.

 

وينتخب اللبنانيون الاحد ممثليهم لملء 128 مقعدا يتوزعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ولولاية مدتها اربع سنوات.