إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت قرية شويكة بمحافظة طولكرم على موعد مع فارسها المقدام فادي بسام بهتي في 5 مارس 1979م، لعائلة مجاهدة قدمت الشهداء والأسرى فشقيقه الشهيد أنور الذي ارتقى برصاص الاحتلال.
انتمى فارسنا إلى حركة الجهاد الإسلامي منذ صغره وعشق فكرها المقاوم، حيث بدأ مشواره الجهادي بالمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال ورشقها بالحجارة والزجاجات الحارقة، ثم التحق بصفوف الجناح العسكري سرايا القدس ليصبح أحد مجاهديها ويبلي بلاءً حسنًا في ساحات المعارك.
شارك في العديد من المهام والعمليات ضد قوات الاحتلال، منها إطلاق النار على الحواجز واستهداف قطعان المستوطنين والتصدي للاقتحامات، وقد تنقل من ميدان إلى آخر فسخر وقته للتنقل بين محافظات شمال الضفة من طولكرم إلى جنين إلى نابلس، حيث استقر هناك في البلدة القديمة.
تعرض لعدة إصابات بالغة في قدمه وبعد تعافيه عاد من جديد لحمل سلاحه ويواصل طريقه، فأصيب مرة أخرى بصورة بالغة في قدمه اليسرى والتي أفقدته القدرة على الحركة لكنَّه رفض بتر قدمه على الرغم من صعوبة الإصابة واستبدل الجزء المصاب ببلاتين وعكاز خشبي، وواصل طريق الجهاد والمقاومة حيث تولى قيادة سرايا القدس في مدينة نابلس.
شهيدٌ على طريق القدس
بتاريخ 26 يونيو عام 2004م، كان القائد فادي ورفاقه المجاهدين يحتمون بأحد الأنفاق بالبلدة القديمة بنابلس، بينما قوات الاحتلال تقتحم المنطقة وتحاصرها، فقامت بإلقاء القنابل داخل النفق، ثم قامت بقصفه فارتقى القائد فادي برفقة ثلة من القادة وهم:الشهيد نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى، والشهيد جعفر المصري القائد الميداني لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والشهداء عمر المسمار، ووجدي القدومي، وسامر عكوبة.
سرايا القدس تزف قائدها:
وقد زفت سرايا القدس في بيانٍ لها القائد فادي البهتي، قائد سرايا القدس في مدينة نابلس والمعروف باسم "الشيخ إبراهيم" الذي رفض الاستسلام على درب الشهداء القادة محمود طوالبة وإياد صوالحة وحمزة أبو الرب، مؤكدة على استمرار مسيرة الجهاد والمقاومة والثأر لهم.