خبر الهندي:الحوار معلق والحوارات الجانبية مسألة تسكين ليست أكثر

الساعة 10:35 ص|06 يونيو 2009

 الهندي:الحوار مغلق والحوارات الجانبية مسألة تسكين ليست أكثر

 

فلسطين اليوم- غزة

انتقد الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استمرار سياسة التنسيق الأمني التي تقوم بها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، في ظل التزام الأولى مقابل مزيد من المستوطنات وتهويد القدس والمقدسات الإسلامية وممارسة الانتهاكات بحق شعبنا.

 

وشدد الهندي في تصريحات صحفية، على أنه لا يوجد أي معنى للتنسيق الأمني، في مقابل إسالة الدماء وإراقتها في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الذين سقطوا في أحداث قلقيلية هم ضحايا التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.

 

ووصف الهندي التنسيق الأمني بالكلمة المضللة، مؤكداً أنه ليس هناك تنسيق بل هو محاولة للإثبات أن هناك أجهزة أمنية تعمل بجدية مع العدو الصهيوني.

 

وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي، أن مايحدث في الضفة الغربية هو ملاحقة مستمرة وممتدة للمجاهدين في كل الفصائل، نتيجة التنسيق الأمني والشراكة السياسية مع العدو الصهيوني، حيث تحاول السلطة أن تسوق له بعد سنوات من الفشل، وهذه الاعتقالات في الضفة ضد فتح وحماس وكل فصائل المقاومة، فضلاًً عن الاعتقالات في صفوف كتائب شهداء الأقصى، وهي سياسة خطيرة قد تؤدي إلى صراع في الصفة الغربية وتوريث لأحقاد بالمقابل إسرائيل لا ترضى وتقول أنها لا يكفي ولا يقدم شيئا.ً

 

اشتباكات قلقيلية ليست لها علاقة بحركة فتح

وحول سيناريوهات الاشتباكات التي حدثت في قلقيلية وعلاقتها بمؤتمر حركة فتح، كشف الدكتور الهندي، أن الأقاويل ليس لها علاقة بحركة فتح أو مؤتمرها، حيث أن هناك بعض عناصر فتح من كتائب شهداء الأقصى هم ملاحقون من قبل أجهزة السلطة، مبيناً أن تعقيدات مؤتمر فتح لها علاقة بأوضاع فتح الداخلية.

 

واعتقد الهندي فيما يتعلق بمؤتمر فتح أن المؤتمر لن يعقد في الموعد الذي يتحدثون عنه،  وربما لن يعقد في ظل التعقيدات التي تتحدث فيها فتح، قائلاً:"نريد أن تنهض فتح، ونسمع صوت فتح بما يجري في قلقيلية، فهناك قيادات شريفة في حركة فتح في الضفة الغربية لا يعجبها هذه التحركات واعتقالات فصائل المقاومة، على خلفية  التنسيق الأمني.

 

وحول ما إذا كانت السلطة تريد اثبات نفسها على حساب باقي الفصائل خاصةً حماس، بين القيادي الهندي، تسائل هل أن السلطة في رام الله تريد أن تثبت ذاتها على جراح أبناء شعبنا، فما يحدث في الضفة الغربية ليس المقصود منه حركة حماس، هو المقصود منه المقاومة وفصائل المقاومة، وطالت الجميع، وماحدث أن حماس قالت أنها لن تسلم نفسها عندما تعتقل الأجهزة الأمنية أفرادها، لذلك حدث اشتباكات وقتل وشهداء، وهو ماحدث مؤخراً في الأسابيع الماضية.

 

وفي سؤال حول إمكانية إعطاء السلطة فسحة من الوقت في هذا الزمن الأمريكي الجديد الباحث عن سلام في المنطقة لكي تقوم السلطة بتسويق نفسها والوصول للتفاوض وإحراج الإسرائيلي بأنها التزمت، أوضح الدكتور الهندي، أنه إذا كان هناك مشروع سياسي وتطلب السلطة فسحة من الوقت يقولون لنا ماهو المشروع السياسي، فعندما كانت تحدث مقابلات بين أولمرت وعباس لم يمر لقاء واحد إلا وإعلان جديد عن المستوطنات.

 

وقال:"أنا أريد من السلطة الوطنية قبل أن تقول أعطوني فسحة من الوقت، تقول فرصة من أجل ماذا؟ الذي يحدث أنها في مقابل الدماء الزكية التي راحت في قلقيلية وملاحقة ومطاردة فصائل المقاومة في الضفة، فإن إسرائيل تقدم مزيد من المستوطنات والجرافات، لتصادر الأرض في القدس، ذكرى سقوط القدس ماهو حال القدس".

 

وأضاف الهندي، أن اسرائيل قالت للرئيس الأمريكي أن الاستيطان مستمر ولن تفكك أي مستوطنة ونحن نعرف هذه اللعبة تماماً، وإسرائيل تقول أن هناك بؤر استيطانية شرعية وأخرى غير شرعية، وعندما أعطت بوش عهداًَ على إزالة البؤر الاستطانية، كانت في ذلك الوقت حوالي أقل من 20 بؤرية اليوم هناك أكثر من بؤرة استيطانية.

 

وتابع الهندي قوله:" نحن يهمنا ما يجري على الأرض فاسرائيل تصادر الأراضي وتبني المستوطنات وتهود القدس وفي المقابل الرئيس محمود عباس يعرف والسلطة في رام الله تعرف أن هناك ليس مقابل، على المستوى الإنساني، وعلى مستوى جمع شمل العائلات، فهناك تهجير وتضييق للمواطنين في الضفة الغربية، وماحدث في قلقيلية يمكن أن يتكرر في أي مكان آخر ولا نفهم في أي سياق وطني جاء، أو أي سياق سياسي.

 

وتساءل الهندي:"أنا لا أفهم كيف يمكن أن تجري هذه الملاحقات في قلقيلة وكيف يمكن أن نورث شعبنا الأحقاد، وأمامنا تجربة غزة، وكيف يمكن أن تتعامل العائلات والأسر، وكيف يمكن أن تتعامل في غزة، واذا ماحدث في الضفة مثل غزة، كم غزة سيكون هناك، فنحن نتحدث عن وطن وحقوق وثوابت".

 

ماجرى في قلقيلة مقدمات ماحدث في غزة

وطالب الهندي، الجميع يجب أن يتوقف عن مسؤولياته، وبشكل واضح عباس يعرف تجربة غزة وعاشها ويعرف ماحدث، وأن مايحدث في قلقيلة هي نفس المقدمات التي حدثت في غزة، أين هي الثوابت الوطنية.

 

وحول تصريحات عباس أنه سيضرب بيد من حديد، وهي لغة غريبة أمام قوات الاحتلال التي تراقب مايحدث وتزرع أكثر من 630 حاجز في المناطق التي يقول أنه سيضرب من حديد فيها، قال الهندي: "معنى ذلك أن كل يوم سنسمع عن حادث اقتتال بالضفة، أو دماء تراق في كل مكان، ولكن أن أقول أن على الجميع أن يصمت عن هذه اللغة، والتصريحات التي توتر الأوضاع الداخلية، يستمع بدال ذلك للجرافات الإسرائيلية التي تحفر أنفاق تحت المسجد الأقصى، وتبني المستوطنات وتصادر الأرض وتبنى الكنس، وبعد ذلك تقول مشروع سياسي، لا يوجد مشروع سياسي ولكن هناك إيحاء بوجود عملية سياسية في المنطقة ولكن الترتيبات ليس للقضية.

 

الحوار مغلق

وعن تأثير ذلك على إمكان القضاء على الحوار الوطني أو ضربه، تسائل هل يمكن التحدث عن حوار وطني في ظل إراقة الدماء الفلسطينية وملاحقة فصائل المقاومة، وأي حوار هذا؟ في ظل سياسة التنسيق الأمني الإسرائيلي، فلا يمكن التحدث عن حوار والذي يتحمل مسؤولية فشل الحوار الوطني هو من يقوم بهذه التصرفات وهي السلطة الوطنية في رام الله التي أراقت الدماء في قلقيلية.

 

وأضاف الهندي:"عندما كنا في القاهرة في الحوار كنا ندعو وأيضا مصر تدعو لإيجاد مناخات إيجابية للحوار وقف الاعتقالات وتحريم الاعتقالات على خلفية سياسية، فكيف يمكن التحدث عن حوار وطني حقيقي".

 

وحول الحوارات الجانبية مع الفصائل، كشف الهندي، أن الحوارات الجانبية هي مسألة تسكين فقط ولكن ليس لها أي قيمة، قائلاً:"نحن نفشل بشكل واضح، في محاولة إيجاد قواسم مشتركة، طالما أن هناك سياسة التنسيق الأمني والشراكة الأمنية والوهم أن هناك مسيرة سياسية، وطالما لازالت قائمة في عقلية البعض، فليس هناك إمكانية لتقريب وجهات النظر، فما يحدث هو لحل بعض المسائل الميدانية العالقة على الأرض، ليس أكثر وفي معظم الحالات أصبحنا غير قادرين على ذلك.

 

وأكد الهندي، أن أجواء الحوار مغلقة، وهناك من يقول أنه شريك مع العدو على الطاولة وليس هناك من مسيرة سياسية، والمعركة هي الإيحاء بوجود مسألة سياسية لخدمة أهداف أخرى، وهذه الأهداف يتحدث عنها الجميع وهي ردع إيران عن امتلاك أي قوة نووية.

 

جهود مصر ليست الجهود المطلوبة

وعن دور الراعي المصري للحوار في هذا الخصوص، أكد القيادي الهندي، أن الراعي المصري عليه مهام كبيرة وعليه بذل جهد مضاعف لمنع استنساخ تجربة غزة للضفة، وأن ماحدث في قلقيلية هو نفس ماحدث بالضبط في غزة قبل عملية الاقتتال أو الحسم العسكري.

 

وبين، أنه إذا ما تكررت في الضفة فما هو الدور المصري؟ وأين يمكن تنجح مصر، الساحة الفلسطينية هي الساحة الموجودة فيها مصر، وإذا لم تبذل جهداً مضاعفاً من أجل إيقاف الدم الفلسطيني الذي يسيل في الضفة الغربية فلن يكون هناك حوار.

 

وعن طبيعة الجهد الذي تبذله مصر، كشف الهندي، أن مصر تبذل جهداً ولكن ليس هو الجهد المطلوب ونحن نتوقع أن تبذل جهداً مضاعفاً بعمل اتصالات مباشرة تتركز على وقف عمليات الملاحقة في الضفة الغربية، وفيما بعد استئناف عمليات الحوار، لأن حماس علقت عمليات الحوار، وليس هناك حوار من طرف واحد.

 

 

خطاب أوباما لم يأت بجديد للفلسطينيين

وفي تعليقه على خطاب أوباما في القاهرة، أوضح القيادي الهندي، أن أوباما قال أنه سيقول الحقيقة كاملة والقرآن يدعوه لقول الحقيقة، وهو قال جزء من الحقيقة في معاناة اليهود ولكنه كان يجب عليه أن يضيف أن هذه المعاناة لم تحدث في فلسطين ولا الشرق العربي والإسلامي بل في أوروبا.

 

وقال الهندي:"إن حل المشكلة اليهودية جاء على حساب محرقة جديدة للشعب الفلسطيني وهي قائمة ومستمرة على مدى 61 عام وهو قال لشعبنا لا تستخدموا العنف، فأريد منه أن يدلني على شعب واحد نال حقوقه أو جزء منها دون أن يقاوم، فماذا يفعل شعبنا أمام الاعتداءات والعدوان، وكيف لأحد أن يحرمنا من حقنا في المقاومة وردع العدوان".

 

وبين الهندي، أنه منذ مدريد وأوسلو قال الرئيس ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية، نريد أن ندخل في حل سياسي واتفاقات سياسية ولاحقنا المقاومة وسجناها، لكن ما النتيجة، فهم أعطوا الرئيس عرفات وهم السلام، والنتيجة أنهم حاصروه وقاتلوه وسمموه.

 

وأكد، على أن إسرائيل ليس لديها مشروع سياسي وأمريكا تعرف أن الاستيطان قائم، وأركان الحكم في إسرائيل تقول للولايات المتحدة أنها مستمرة في المستوطنات ويستمروا فيها ويقومون بها على الأرض، ولم يقل لهم شيئاً.

 

وعلق الهندي على مسألة أخرى في خطاب أوباما وهي حل الدولتين، حيث أوضح أن هذا المشروع هو إسرائيلي وأملاً للرئيس بوش، وليس هناك أي جديد، متسائلاً أين ستقام الدولة الفلسطينية، وأكثر50% من أراضي الضفة عليها مستوطنات أو لصالح الجدار، وتهويد القدس، وما هي حدودها وهل لها جيشاً؟ وهل ستستطيع أن تدافع عن أبنائها.

 

ووصف الهندي خطاب أوباما حول حل الدولتين بالوهم الجديد، وذلك حتى يقول للدول العربية أن أوباما جاء بالدولة الفلسطينية ومشروع فلسطيني، وهو بالأصل مشروع إسرائيلي بالأصل، من أجل حماية اسرائيل، يهدف لقمع المقاومة، حيث يحاول أوباما تسويق المشروع مرة أخرى ليقول للعرب ارفعوا مقابل ذلك تطبيعاً مع اسرائيل وهي مسألة خطيرة ونوع من التضليل والإيحاء أن هناك مسيرة سياسية والواقع أن هناك ترتيبات أخرى ليس لها علاقة بفلسطين والثوابت الوطنية.

 

ووصف الهندي الخطاب بخطاب علاقات عامة أو إعلان مبادئ، قائلاً :"نحن نكتوي بالنيران الإسرائيلية على الأرض وننزف الدم  على الأرض،  ونريد أن نرى وقائع على الأرض فما يحدث على الأرض هو تنسيق أمني وقتل ومحرقة، وانقسام وجميع العالم يقف بجانبه، وكل لجان التحقيق التي ترفض اسرائيل التعامل معها والعالم بأسره لا يحرك ساكناً، حيث أن الحصار مستمر والمرضى يموتون وهم لا يستطيعون مغادرة القطاع.

 

وعلى المستوي الفلسطيني في خطاب أوباما، قال الهندي:" ليس هناك جديد، وبوش قال دولتين وهو مشروع إسرائيلي وليس جديد، وهو محل إجماع والذين يقولون في اسرائيل هناك مشاريع أخرى هم هامشيين وأقلية، أما مشروع الدولة هو إجماع عند الليكود وكاديما والعمل"، موضحاً أن أوباما لم يقل شيئاً جديداً بل أعطى تطمينات في أماكن أخرى في العراق وأفغانستان، ولكن في فلسطين لم يعط جديداً.

 

وشدد الهندي، على أن معركة أمريكا مع الارهابيين في مكان آخر، وأمريكا توظف القضية الفلسطينية لصالح معركتها ومشروعها الأمريكي، وهم يقولون أن هناك عدو جديد في المنطقة هو إيران.