خبر مختص بشؤون الأسرى: إسرائيل اعتقلت قرابة 700 ألف مواطن منذ النكسة

الساعة 06:22 ص|06 يونيو 2009

فلسطين اليوم-غزة

قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إنه منذ النكسة ولغاية اليوم اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 700 ألف مواطن بينهم عشرات الآلاف من الأطفال وأكثر من عشرة آلاف مواطنة، فيما استشهد، حسب ما هو موثق لديه، 196 أسيراً جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد بعد الاعتقال، ومئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم لأسباب ذات علاقة بالسجن وتأثيراته.

وأضاف، في بيان له لمناسبة الذكرى الـ42 للنكسة، إن الحركة الأسيرة، سطرت تاريخاً عريقاً ذي وجهين، الأول يمثله السجان بجرائمه وعنصريته وقساوته ولا إنسانيته في تعامله مع المعتقلين العُزل، والثاني تمثله الحركة الأسيرة بصمودها ونضالاتها وإبداعاتها الفريدة .

وتابع: 'ولكن هذا التاريخ مبعثر ومشتت، وندر ما وثق منه، وليس هنالك من خطة وطنية استراتيجية لتوثيقه، وجزء لا بأس به رحل مع من رحلوا من الأسرى وإلى الأبد، وجزء آخر وكبير مأسور في ذاكرة من تبقى من المحررين على قيد الحياة، وأن مجمل هذا التاريخ مهدد بالاندثار إذا ما تحرك الجميع للملمته وتوثيقه وأرشفته بما يساهم في فضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق المعتقلين العُزل من جهة، وإنصافا للتجربة الفريدة التي سطرتها الحركة الأسيرة من جهة أخرى' .

وأكد أنه لا معنى للحديث عن متابعة وملاحقة، ومحاسبة ومحاكمة مجرمي إدارة سجون الاحتلال دون توثيق علمي ومنهجي بعيداً عن العفوية والارتجالية.

واعتبر أن يوم الخامس من حزيران عام 1967 هو يوم أسود في تاريخ الأمة العربية، يوم أن بدأت فيه إسرائيل حربها ضد الجيوش العربية، وبعد ستة أيام فقط أعلن عن انتهاء الحرب بانتصار لإسرائيل، وهزيمة للجيوش العربية وصفت ' بالنكسة ' نتج عنها احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، فيما أكملت احتلالها لفلسطين التاريخية ومقدساتها بعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس .

وبيّن فروانة أن قوات الاحتلال وخلال الفترة الممتدة من النكسة ولغاية اليوم اعتقلت مئات الآلاف من المواطنين العُزل من كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني ومن مختلف الأعمار والأجناس، وزجت بهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة.

وأشار إلى أن الحركة الأسيرة نسجت آلاف القصص والحكايات، وسجلت أرقاماً وصفحات من المجد في موسوعة ' غينتس ' للأرقام القياسية العالمية، وسطرت تجارب فردية وجماعية ومآثر وبطولات نادرة، ونسجت داخل الأسر فيما بينها شبكة علاقات نموذجية ومجتمعاً أكثر من رائع، وتعرضت لانتهاكات وجرائم قلما شهدتها سجون أخرى في العالم، وبمجملها شكلَّت تاريخاً سيبقى محفوراً في ذاكرة كل من ذاق مرارة الأسر ومرَ بتجربة الاعتقال وعاش حياة الأسر وتعرض لأحد أشكال التعذيب، ولا يمكن أن ينساه من مكث ولو يوماً واحداً في زنازين مسلخ غزة أو المسكوبية أو عسقلان أو في خيام النقب الملتهبة..

وأعرب فروانة عن خشيته من استمرار الجزء الأكبر من ذاك التاريخ محفوراً ومأسوراً فقط في ذاكرة الأسرى، والأسرى المحررين دون العمل على تحريره وتوثيقه واطلاع العالم أجمع على صوره المختلفة وتجاربه المتعددة، معتبراً أن كل ما تم في هذا الصدد ما هي إلا محاولات مبعثرة، مشتتة وفردية دون استراتيجية واضحة المعالم.

وفي السياق ذاته، ناشد فروانة كافة الجهات المعنية بما فيها الأكاديمية والإعلامية العمل الجدي والتكاملي فيما بينها لتوثيق تاريخ الحركة الأسيرة من كل جوانبه وتجاربه بشكل علمي ومنهجي بما يقود للحفاظ على هذا الإرث الرائع، ويساعد في ملاحقة الاحتلال والحد من انتهاكاته وجرائمه بحق الأسرى.