خبر هيكل: مصر لم تمتلك يوما جاسوساً له قيمة في إسرائيل ونواب يطالبون بالتحقيق معه

الساعة 05:10 ص|06 يونيو 2009

 فلسطين اليوم-القدس العربي

علمت 'القدس العربي' أن عدداً من نواب حزب الأغلبية بصدد التقدم ببلاغ لمجلس الشعب من أجل طلب التحقيق مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فيما صرح به مؤخراً وأثار ضجة واسعه ونجمت عنه صدمة داخل أجهزة سيادية مرموقة.

 

وكان هيكل قد صرح قبل أيام على فضائية 'الجزيرة' في برنامجه الأسبوعي بأن مصر 'لم يكن لها في يوم من الأيام جاسوس ذو قيمة داخل إسرائيل وأن كل من أعلن عنهم لم يكن لهم شأن يذكر'.

 

ونفى جملة وتفصيلاً صحة ما كانت قوى النظام تروج له على مدار سنوات طويلة بشأن عمليات بارعة قامت بها مصر داخل العمق الإسرائيلي.

وقد رفض رموز بارزون في الحزب الوطني تلك التصريحات واعتبروها تصب في صالح الكيان الصهيوني وترفع من قدر مؤسساته الأمنية.

 

وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد النائب نبيل لوقا بباوي بأن على هيكل 'قبل أن يتفوه بتلك المعلومات وينشرها على الفضائيات أن يقدم الدليل على صدق ما ذهب إليه'.

اضاف بباوي 'أعتقد أن هناك ثأرا بين هيكل وبين نظام الرئيس مبارك، لذا فهو دائم الهجوم كل فترة على ذلك النظام وإنجازاته التي لاينكرها إلا كل غير حيادي أو جاحد'.

 

وفي ذات السياق دافع الكاتب محمد علي إبراهيم رئيس تحرير 'الجمهورية' عن نشاط اجهزة المخابرات المصرية وأكد على 'أنها قامت على مدار تاريخها بجهود مشرفة في الدفاع عن مصر والحيلولة دون أي محاولات تسلل أو إختراق إسرائيلية'.

وشدد على 'أن تلك الأجهزة قامت بعمليات شديدة التعقيد واستطاعت أن تخترق العمق الإسرائيلي مرات عديدة وبشهادة الإسرائيليين أنفسهم'.

 

ودعا إبراهيم الذين 'يسعون للتشكيك في قدراتنا لأن يتقوا الله في أنفسهم وفي شعبهم كي لايعطوا الفرصة للأعداء كي يشمتوا فينا'.

وفي ذات السياق هاجم الجاسوس المصري الشهير جمعة الشوان الذي تحولت حياته لمسلسل هيكل، وأشار في تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' الى ان ما قام بالترويج له هيكل من معلومات في هذا الشأن غير صحيح بالمرة، ووجه كلامه للكاتب الكبير قائلاً 'إذا لم تكن قد شاهدت المسلسل فاذهب وشاهده كي تعرف حجم المجهود الذي قمت به أنا وغيري من أسود المخابرات المصرية'.

 

وشدد الشوان على أن 'مصر كان لها العديد من الأذرع على مدار السنوات الماضية وقد نجحت القاهرة بالفعل في الحصول على معلومات جيدة استثمرتها خير استثمار في صراعها مع إسرائيل'.

أما الدكتور وحيد عبد المجيد بمركز الدراسات الإستراتيجية بـ'الأهرام' فدافع عن هيكل وقال لـ'القدس العربي' إن 'شهادته غير مجروحة بالمرة فهو الشخصية الأقرب من قلب النظام المصري طيلة فترة الستينات وبالتالي ما يصدر عنه من معلومات فهو شديد الدقة'.

 

وأضاف عبد المجيد 'لقد بنى هيكل قاعدة معلومات شديدة الأهمية والدقة ولايمكن بأي حال من الأحوال هدم تلك القاعدة، بل ينبغي الإستفادة منها. وقال 'إذا لم يكن هيكل هو الأكثر إلماماً بتفاصيل تلك المرحلة فمن هو الذي أكثر منه خبرة في ذلك المجال'.

وشكك عبد المجيد في إمكانية إماطة اللثام عن كافة تفاصيل تلك الفترة فيما له علاقة بالعمل المخابراتي من طرف ثالث. وشدد على أن هناك بعض القضايا لازال الحديث عنها تحاط به الشكوك حول قيمته الحقيقية مثل قضية رأفت الهجان على وجه التحديد فهي تجربة عليها إختلاف حول درجة نجاحها.

 

وقال عبد المجيد إن 'هيكل شديد الحرص على عمله ولا يعطي الفرصة مطلقاً لطرف كي يكذبه، لذا فإن ما يصدر عنه غالباً هو مصدر يتمتع بالدقة والمصداقية البالغة'.

 

من جانبه يرى محمد بسيوني سفير إسرائيل السابق في إسرائيل وعضو مجلس الشورى أن المخابرات المصرية قامت على مدار تاريخها بالعديد من البطولات النادرة.

وأكد على أن التاريخ نفسه يشهد بنجاح المصريين في الوصول للعمق وتحقيق نجاحات كبيرة في العمل المخابراتي.

غير أن بسيوني رفض تحليل ما ورد في شهادة هيكل في هذا الشأن.