خبر هو يعصرنا .. معاريف

الساعة 11:08 ص|05 يونيو 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

"ان كانت الولايات المتحدة راغبة" يقول وزير اقتصادي بارز "فبامكانها ان تخنق دولة مثل انجلترا وفرنسا من دون اية مشكلة. اما الدولة التي لا تمتلك شيئا مثل الصومال وزائير لتهديدها. نحن نتلقى من امريكا ثلاثة مليارات دولار سنويا. ربع هذا المبلغ قابل للاستبدال اما الباقي فهناك الزام بشراء السلاح الامريكي مقابله ومع ذلك لدينا الوقاحة الكافية لنقول لهم: "حسنا ولكن شريطة ان تشتروا انتم من عندنا بمبلغ مشابه". ايقاف الدعم او العقوبات او اي شيء اخر هو ضربة. لم اكن لاقول انها ضربة قاتلة الا انها ضربة فظيعة هذا من دون ذكر المس بمكانة اسرائيل في العالم". لم يتردد مثل هذا الجزع ابدا في اروقة الحكم وهي تنساب الى اعماق ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في الاجواء تخيم مصطلحات من ايام الازمة الكبرى مع الادارة الامريكية مثل "اعادة النظر" او "ايقاف الضمانات" و "فرض العقوبات" ولكن مصطلحا جديدا غير معروف اضيف في هذه المرة: "تسوية قسرية" كل ذلك يترافق مع اطلاق عبارات تحريضية ضد الرئيس الامريكي الجديد ولكن في الغرف المغلقة مصحوبة بمشاعر العصبية النابعة من جهل نواياه الحقيقية واحيانا ايضا عبارات معبرة عن العجز.

زيارة اوباما لمصر وخطاب القاهرة والاحاديث حول النمو الطبيعي حولته في نظر عدد من المتحدثين الى فرعون العصر الحديث... ولا اقل من ذلك. في ظل الوضع الناشىء تتدافع الاتهامات بصورة طبيعية حول الاخفافات التي اوصلتنا الى الوضع الحالي. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان كان في هذا الاسبوع في موسكو. خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس ميدفيديف صرح عن أن العلاقات مع الولايات المتحدة تسير على درب بناء. ولكن من قبل ان ينطلق في طريقه كانت لديه بالتحديد ادعاءات صعبة حول الطريقة التي تدار فيها الامور.

ليبرمان ادعى في اطر مختلفة ان الاستراتيجية ملتوية وليست واضحة . "لم نأت جاهزين للقمة التي عقدت في الولايات المتحدة في الرابع من ايار" قال وزير الخارجية . "لم نحدد لانفسنا ما الذي نريده. اين نحن من مسألة خريطة الطريق والدولتين والبؤر الاستيطانية. لم نعرف كيف سيرد الرئيس. كان من الافضل تاجيل السفر. لم يكن ليحدث اي شيء. كما ان اوباما لم يأت للقدس".

ليبرمان يدعي في محادثات خاصة ان اضطرابا قد حدث في حالات محددة وان اليد اليمنى لم تعرف ما تفعله اليد اليسرى. هو يعتقد ان من الواجب اليوم ايضا اتخاذ القرارات. "ليس من الممكن المماطلة اكثر منذ ذلك. هناك حاجة لخطة. الدولتان؟ فاين الحدود اذا. الكتل الاستيطانية؟ اين هي بالضبط. كل شيء يجب ان يكون واضحا كما ان على المستوطنين ان يعرفوا ماذا يعني كل ذلك ليقولوا لهم صراحة: سنزيل البؤر الاستيطانية ولكننا لن نجمد المستوطنات. أنا أظهر في أوروبا مع مواقفي التي لم تتغير. يقدرون ذلك ولا يقولون لي أي شيء". بالامس الاول قال ليبرمان في محادثة من موسكو ان هذه الامور ليست صحيحة وانه يقدر جدا عملية اتخاذ القرارات المنظمة وعمل الحكومة.

على اية حال التوتر في المحيط فظيع. كل نصف معلومة تنشر تثير عصبية الجهاز كله. في يوم الاربعاء نشرت صحيفة هآرتس بضعة سطور حول الطواقم المشتركة الاسرائيلية الامريكية في المسألة الايرانية الحساسة. الطواقم التي تشمل مسؤولين كبارا في ديوان رئيس الوزراء ووزارة الدفاع والموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ووزارة الخارجية ولجنة الطاقة النووية، من المفترض بها أن تنسق الخطوات الحساسة في مشروع الذرة بين الدول. نشر هذا الامر ادخل كل الشركاء في حالة هستيريا واتهموا بعضهم بعضا بالتخريب المقصود للمنظومة من خلال التسريبات. المشبوه المباشر كان في هذه الحالة وزارة الخارجية. الادعاء كان ان النشر المبكر هدم كل امكانية للعمل بسرية مع الامريكيين حول القضايا الاكثر حساسية بين الطرفين.

تحت الحافلة

رئيس الوزراء لا يجد للنوم سبيلا. في بعض الاحيان يبدو عصبيا متوترا وفي احيان اخرى يبدو متعبا ولكنه متمركز حول الهدف في اغلب الاحيان كعادته. مقربوه يقولون انه ان كان هناك من يجدر به ان يترأس الوضع في هذه الايام فهو نتنياهو وانه هو الذي يفهم ما يحدث. التاريخ الامريكي الذي يعرفه جيدا وسنواته في الولايات المتحدة وعلاقاته القوية مع الامريكيين هي التي تؤهله لمعالجة احدى الازمات الاشد خطورة التي تواجهها الدولة.

للمرة الاولى في التاريخ يقولون في أروقة الحكم، تتحول اسرائيل الى نجم جديد ينقش فوق العلم الامريكي، غير قادرة على اتخاذ قرار حول مصيرها بنفسها، ومفتقدة لامكانية اتباع سياسة خارجية وأمنية مستقلة. أيضا انصار نتنياهو يعرفون ان افتراضاته الاساسية لم تنجح دائما على محك الواقع، ولكن على حد قولهم لم يكن بامكان احد ان يخمن ويتوقع شدة الهزة التي تمر بها الادارة الامريكية والتوقع المسبق لرئيس يتغذى من أمور غير مفهومة لاي أحد.

نتنياهو نفسه اعتقد حتى فترة غير بعيدة أن بامكانه تسويق مواقفه السياسية بعد عمليات الحادي عشر من ايلول والتهديد الايراني وتصاعد قوة الجهاد الاسلامي وحزب الله وحماس في كل زاوية. هو اعتقد ان بامكانه ربط المصالح المشتركة بين اسرائيل والدول الاسلامية المعتدلة بسهولة. من الناحية الواقعية وجد امامه رئيسا يسعى لالقاء اسرائيل تحت دواليب الحافلة من اجل ارضاء العالم العربي.

محاولة نتنياهو وأتباعه لفك رموز اوباما مرهقة وغير مستقرة. التصريحات من حوله تترافق مع الكثير من مشاعر المرارة والخشية الكبيرة والكثير من الاحباط واحيانا السخرية ايضا. الاستنتاج المحزن الذي تتمخض عنه المداولات الداخلية وان اوباما يسعى على المستوى الميداني للوصول لتسوية قسرية.

"حتى ما قبل عشرين او ثلاثين عاما ادركنا ان المفاوضات مع العرب ثنائية بصورة مباشرة من دون تدخل طرف ثالث"، تقول اطراف هامة في الحكم. "اليوم تقترب امريكا من العملية التي نسميها التسوية القسرية او تسوية الاخضاع. واشنطن لم تعد طرفا ثالثا مساعدا وانما طرفا رئيسيا يفرض التسوية. مثل هذا الامر لم نشهده منذ سنوات كثيرة. كانت هناك مستويات مختلفة من التدخل الامريكي ولكن فجأة ها هم يأتوننا ويقررون كل شيء. ليس هناك أخذ ورد بين الاطراف والولايات المتحدة هي العصا. هذا تطور انقلابي".

"جورج بوش تمسك بسياسة تعددية وضحكوا عليه" تواصل هذه الاطراف. "فجأة يأتي رجل مع رؤية وقوة غير عادية ويقرر الصورة التي ستكون عليها التسوية. هذا انقلاب غير مسبوق. اوباما يستبعد عامل المفاوضات من تصوره للسلام كما كان بين اسرائيل والاردن ومصر. اسرائيل لن تستطيع التسليم بوضع كهذا حيث تفترض عليها سياسة تتعارض مع مصالحها الحيوية. نشأ هنا موقف غريب. الولايات المتحدة متعصبة للسيادة الفلسطينية ولكنها تنتزع منا السيادة السياسية باتخاذ قرارا حول ما نريده. أبو مازن قد سارع للقول ان الفلسطينيين سيجلسون بارتياح لان الولايات المتحدة تمثلهم".

وبالمناسبة خلال الرحلات الكثيرة التي يقوم فيها المسؤولون في ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية لاوروبا وامريكا اصطدموا باطراف اسرائيلية تسعى لتكريس قضية التسوية القسرية في الادارة الامريكية. احدهم هو وزير الخارجية السابق البروفيسور شلومو بن عامي الذي يدير اليوم معهد ابحاث في مدريد. بن عامي هو مؤيد مخضرم لمثل هذه التسوية بعد ان يأس من قدرة الجانبين على التوصل الى اتفاقيات بقواهما الذاتية. بن عامي يدعي ردا على ذلك انه يلقي محاضرات حول مشاريعه في أماكن مختلفة من العالم الا انه لم يلتق مع اطراف من الادارة الجديدة حول هذه المسألة.

لحظة ماذا يعني ذلك؟

المؤشرات كانت رغم ذلك على الطريق وقد اخذت في الازدياد والوضوح. الذروة كانت على ما يبدو في الاسبوع الماضي في لندن. مبعوثو رئيس الوزراء الاوفياء قضوا هناك يومين طويلين محاولين التعرف على مواقف الادارة الجديدة وبناء اتفاقيات حول المرحلة القادمة. الوزير دان مريدور المسؤول عن الاذرع السرية وعوزي اراد المستشار السياسي لرئيس الوزراء ويتسحاق مولكو مستشار نتنياهو الشخصي التقوا مع جورج ميتشل مبعوث اوباما الخاص لشؤون الشرق الاوسط ومع طاقمه.

المبعوثون خرجوا فزعين وعادوا اكثر فزعا. هم تلقوا لكمة امريكية في الوجه من دون قفاز على اليد. "لقد كذبتم علينا حتى اليوم وقد انتهى الامر" نقل عن ميتشيل قوله ذلك بالامس. نتنياهو سمع التقارير واوشك على فقدان توازنه تقريبا. الامر الاكثر اثارة لغضب رئيس الوزراء هو تجاهل اوباما واعوانه لالتزامات الادارة السابقة. "هذا مذهل" يقول نتنياهو مكررا. هذا القرار يدمر الثقة بين الجانبين بصورة كاملة تقريبا. "نحن نعول على استمرارية معينة" يقول مسؤول كبير في الجهاز السياسي. "نحن نعتمد على الافتراض بان هناك بنية تحتية للمواقف المشتركة. نحن نطرح عليهم قرارات تم الاتفاق حولها مع اخرين فقط من اجل ان نتأكد أنهم يديرون ظهرهم لها. ان تسأل نفسك: لحظة ماذا يعني ذلك؟ ، هذا على ما يبدو مس بمبادىء العلاقات الدولية وتعرض للمصادقية. كيف من الممكن التعامل بهذه الطريقة مع اوباما نفسه لان احدا ما سيأتي من بعده ولن يلتزم بما قاله. من الممكن تفهم استخفافه ببوش الذي سبقه ولكن لماذا كلينتون؟".

حكاية ادارة أوباما مع بوش هي حكاية الاتصالات المكثفة بين اسرائيل والولايات المتحدة التي لا تنتهي. ايهود باراك ايضا اصطدم في هذه المسالة خلال محادثاته. على الادارة الجديدة ان تفعل عكس ما فعله بوش تماما. هذا اسود وهذا ابيض. الوثب للوراء يصل حتى سنوات التسعينيات. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اعادت للصورة مسؤولين من عهد زوجها الرئيس حيث يقومون باخراج المشاريع والبرامج من متاعهم. اوراق العمل التي تدور حول اتفاقيات كامب ديفيد تشهر مرة اخرى. كلينتون الذي كان مناصرا صارخا لاسرائيل تصادم مع نتنياهو حول خطط اكثر اعتدالا. اوباما كما يخشون سيأخذ هذه الخطط المتطرفة ويفرضها على اسرائيل.

لنظرة للوراء توجد ثقة عندنا بأن اوباما قد خطط ما يفعله بحرص وكذلك ما لن نفعله نحن. "ليست هناك اي ورقة او وثيقة او خطة عمل تدور حول امكانية التسوية القسرية" يشتكي طرف سياسي. اوباما من ناحيته عكف جيدا على جدول اعماله وبنى جدولا زمنيا دقيقا وضع فيه اسرائيل في اسفل التقويم. كما أن المكانة والاسلوب اللتان يتمتع بهما الرئيس الجديد تتسببان بقلق كبير في ديوان رئيس الوزراء. اوباما هو رئيس مستقل. هو الاول في تاريخ الولايات المتحدة الحديث الذي لا يحتاج الى تبرعات اليهود حتى يصل الى الحكم وليس لديه عواطف جياشة تجاه اسرائيل. درجة تأثير ايباك عليه متدنية بالضرورة. واسرائيل هي التي تدفع الثمن المباشر عن ذلك.

استعراض قوة غير كاف

من المحادثات الجارية في واشنطن والقدس ولندن وأماكن اخرى تزداد الصورة المقلقة التالية اتضاحا: براك اوباما استبدل الموقف المتقدم للاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط مع ايران. بدلا من اسرائيل هو يضع الدول العربية المعتدلة، مصر والسعودية والاردن وقد زار اثنتين منها في اخر الاسبوع، وفي القاهرة القى خطاب المصالحة التاريخي بالامس ظهرا. على اوباما ان يبرهن لهذه الدول عن القوة والولاء ولذلك يستعرض عضلاته في وجه اسرائيل. العنوان المريح والاكثر توفرا هي المستوطنات لانها تعتبر منذ سنوات رمز الاحتلال في نظر العرب، وكذلك في نظر الجمهور الامريكي واليهود.

على اسرائيل ان تموقع نفسها داخل هذا التحالف الجديد، ولكن رفضها الاعتراف بحل الدولتين واصرارها على المستوطنات يصعب عليها التعامل مع النصوص التي يستخدمها أوباما. محاولة التلويح برسالة الرئيس بوش لم تؤثر على رب البيت الجديد كما يعترف المسؤولون الاسرائيليون. البناء في الموافقة بالقدس وفي الكتل الاستيطانية لا يعنيه، وليس في نظره فرق بين حي في معاليه ادوميم وبين بؤرة استيطانية في جفعات افيغيل جنوبي جبل الخليل. اوباما يعرف ان المستوطنات وصلت ازديادها حتى الان وان الادارة الامريكية قد غضت البصر عن ذلك متنكرة لمصداقيتها.

مريدور واراد ومولكو حاولوا في لندن اقناع الامريكيين ان المستوطنات هي المشكلة الاخيرة في المنطقة الاسرائيلية – الفلسطينية. ذلك لان حكومتان معتدلتان – اولمرت وابو مازن – حاولتا التوصل لتسوية شاملة ولم تنجحا. يدعون ان الدول العربية ليست مهتمة بالمستوطنات. الرسائل التي وصلت للقدس من الرياض تشير جيدا الى مكان الكابوس الحقيقية بالنسبة لهم. "استعراض القوة جيد" يقولون في محيط نتنياهو. "لكن لنفترض ان اوباما سيأتي بعبدالله ملك السعودية ويقول له ان دولة فلسطينية قد قامت ولكن هناك ايضا سلاح نووي لدى ايران. في هذه الحالة سيفضل اعادة الاحتلال الاسرائيلي وهذا مسألة مؤكدة".

ولكن الامريكيين لم يقتنعوا والمبعوثون المختلفون حاولوا الانتقال للتجارة السياسية العقيمة حول المستوطنات التي تجري في هذه اللحظات. في البداية حاولوا الحفاظ على التفاهمات بين بوش وايهود اولمرت وترك استمرار البناء في القدس الشرقية والكتل الاستيطانية جانبا. هذا لم ينجح. بعد ذلك تحدثوا عن ازالة البؤر مقابل استمرار النمو الطبيعي. الخلاف بقي على حاله. تحدثوا عن تجميد في المستوطنات المعزولة فقط. انتقلوا للبحث في نسب النمو الطبيعي محاولين تحقيق شيء ما ربما. في اخر المطاف انتقلوا للتفاصيل. "ماذا سيحدث ان اشترى احد ما شقة في معاليه ادوميم" تساءل اعوان نتنياهو متحدين ميتشيل. "هو لن ينتقل للسكن هناك".

"كل شيء سيقاس في اخر المطاف وفقا لمعيار النتيجة"، قال في هذا الاسبوع بنصف يأس احد المسؤولين الكبار في الجهاز السياسي. "السؤال هو ان كانت الخطابات المعدة جيدا في انقرة والقاهرة وفقا للروح الانجليكانية والمعدة بصورة انشائية عالية، مع رسائل تصالحية تجاه اطراف معادية للولايات المتحدة، وكل ذلك على حسابنا، هي الطريقة الصحيحة فهل ستقوم كوريا الشمالية في اخر العملية بتعديل مسارها؟ وهل ستصبح ايران اكثر شعورا بالمسؤولية؟ وهل سيعود الاسلام المتطرف الى رشده؟ وهل سيكون هناك نظام جديد في الشرق الاوسط وكل ذلك خلال عامين؟ ان كان الجواب نعم فقد عاد المسيح على ما يبدو".

ماذا شارون؟

في الاسابيع القادمة سيدخل نتنياهو في حالة طوارىء سياسية في ظل التطورات الدراماتيكية. المقربين منه يتحدثون عن ثلاثة امكانيات للرد: المعارضة، التملص أو الانخراط. "المعارضة ليست آتية بالحسبان" استبعد احد الوزراء المقربين ذلك فورا. "ليست لدينا خيارات الدولة العظمى. وليست لدينا امتيازات وترف التصادم مع الولايات المتحدة. علينا ان نتزحزح جانبا. نحن في هذه اللحظة دولة صغيرة تتملص من مصيبة. سنضطر لمتابعة خطط اوباما الميدانية. وأن نرى كيف يحاول فرض برامجه ومشاريعه. اية دول عربية وغير عربية سيرغب في تفعيلها. وهل سيستخدم القوة ضد الفلسطينيين ايضا؟"

اتحاد القوى الداخلي هو جزء من خطط نتنياهو ولذلك هو يحاول حشد اليسار ضد الضغط الامريكي الذي قد يشكل خطرا على استقلالية الدولة. في يوم الاحد مساء مثلا كان من المفترض ان يسافر نتنياهو للمشاركة في حفل بلوغ ابن روني مانا صديقه. بدلا من ذلك التقى مع رئيس حزب العمل ايهود باراك لساعات طويلة حيث كان هذا الاخير مزمعا على السفر في اليوم التالي للولايات المتحدة. يوم الجمعة التقى لمدة ساعتين مع رئيس شاس الوزير ايلي يشاي. "جورج بوش الاب ووزير خارجيته بيكر نجحا في اخضاع اسحاق شامير ولكن الاغلبية في تلك الحالة لم تصوت مع رئيس الوزراء. اليوم الاغلبية مع نتنياهو وحتى في اوساط اليسار لا يحبون رؤية الامريكيون وهم يتصرفون بغلظة ويمنعوننا من بناء روضة للاطفال".

ولكن قبل كل ذلك يتوجب على نتنياهو ان يقمع القوى التي تتحرك ضده في الليكود. من اجل هذا الغرض هناك وزراء – اصدقاء. في يوم الاثنين ظهرا قدم نتنياهو للمشاركة في اجتماع كتلة الليكود في الكنيست واضطر لسماع اعضاء الكنيست الاكثر تطرفا وهم يقولون له "لم تنتخب لهذا المنصب حتى تخلي البؤر الاستيطانية في ارض اسرائيل" الوزير يسرائيل كاتس هب فورا لمساعدته. "كيف تتحدث بهذه الطريقة الى رئيس الوزراء" وبخ عضو الكنيست ياريف ليفين. "ماذا هل هو شارون؟ ام هو من اليسار؟ هو سيجري استفتاء منتسبين حول تجميد البناء في المستوطنات. انتم تثيرون الانطباع باان نتنياهو يقسم القدس وفي اخر المطاف سيخرج هذا الى الخارج". "صحيح وهذا ما يريدونه" اضاف نتنياهو بغضب.

نتنياهو ومقربوه على قناعة بان اخلاء 22 بؤرة استيطانية لن يزعزع الائتلاف، وزراء الليكود الكبار ومن بينهم بني بيغن وبوغي يعلون اصحاب المواقف المتشددة مستعدون لدفع ثمن اخلاء البؤر الاستيطانية غير المرخصة ان كان ذلك سيساعد في الصراع ضد اوباما حول المستوطنات. افيغدور ليبرمان وكتلة البيت اليهودي سيغضون البصر. المعارضة ستأتي بالاساس من الاتحاد الوطني الذي سيتحالف مع اعضاء كنيست صغار في الليكود، ولكن الافتراض هو ان ذلك لن يتمخض عن امور هدامة. هذا قد يكون خطأ. في مستوطنة ميغرون 46 عائلة و 150 طفلا. صورة التراكتورات المتوجهة لتدمير المنازل بينما يقف النساء والاطفال ويفرون في وجهها صارخين لن تبقي ائتلاف نتنياهو اليميني في حالة لا مبالاة.

بالمناسبة يجدون في الليكود عزاء معينا في هذا الوضع. "بفضل الليكود تجري المعركة اليوم مع الامريكيين حول المستوطنات والبؤر الاستيطانية ولو كانت تسيبي لفني رئيسة للوزراء لوافقت على المستوطنات ولتمحور الضغط الامريكي اليوم حول تقسيم القدس وحق العودة".