خبر الجبل تمخص فولد جبلا .. هآرتس

الساعة 11:06 ص|05 يونيو 2009

بقلم: جدعون ليفي

تل أبيب ورام الله لم تمسكا امس تنفسهما في وقت خطاب الرئيس الامريكي في القاهرة. تل أبيب بعدم اكتراثها، رام الله بيأسها، في المدينتين سبق أن سمعوا خطابات جميلة وتاريخية الى أبعد الحدود. ومع ذلك لا يمكن لاحد أن يتجاهل خطاب براك اوباما: الجبل الذي تمخض فولد جبلا. اوباما بقي اوباما. فقط المحللون الاسرائيليون حاولوا التقليل من اهميته ("لا بأس") وفرض الرعب ("ذكر الكارثة والنكبة في نفس واحد")، او ادعاء الاهانة ("لم يذكر حقنا في البلاد في الكتب المقدسة"). ولكن اوباما ظهر أمس ايضا كصديق حقيقي لاسرائيل، ليس (فقط) في الكوفية بل وايضا بنجمة داود.

رئيس الوزراء أمر الوزراء بعدم الحديث وهم بالطبع انقضوا على الاستوديوهات. عوزي لنداو قال ان الدولة الفلسطينية هي "دولة ايرانية"، يتسحق هيرتسوغ سخف نفسه اكثر من ذلك حين قال ان مشكلة المستوطنات هي "مشكلة اعلامية"، وكلاهما معا كانا منشغلين عمليا في أمر واحد فقط: كيف نواصل خداع امريكا الجديدة ايضا. لم يسبق للسياسيين الاسرائيليين أن بدوا بائسين واقزام مثلما بدوا أمس امام صورة حامل الوعد في القاهرة.

هكذا كان الوعد في القاهرة، فجر يوم جديد. رئيس امريكي يتحدث عن المفاوضات مع ايران دون شروط مسبقة، بل ودون تلميح بالتهديد؛ يتحدث عن حماس كحركة شرعية ينبغي لها فقط ان تهجر العنف وتعترف باسرائيل؛ يتحدث، ولن تصدقوا، عن الامن ليس فقط للاسرائيليين بل وللفلسطينيين ايضا؛ يتحدث عن كل المستوطنات بأسرها كغير شرعية؛ يتحدث عن تجريد المنطقة بأسرها من السلاح النووي. لا يكفي؟ اوباما ايضا تحدث في القاهرة (!) ضد نفي الكارثة، عن حقوق النساء والاقباط وعن الحاجة الى الديمقراطية التي تتناسب وثقافة كل مجتمع. عمل محسوب لزعيم محبوب، سار بحكمة وحساسية بين الكارثة والنكبة، بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بين المسيحيين، اليهود والمسلمين، تحدث بعظمة، بكبريات العظمة، كما يتناسب والحدث.

اليمينيون عندنا خاب ظنهم في أنه لم يسوغ على الاقل غوش عصيون الصغيرة والمقدسة، محبو السلام خاب ظنهم في أنه لم يعرض جدولا زمنيا قاطعا لتنفيذ مطالبه. ولكن الخطاب هو مجرد خطاب، زمن التحقيق لا يزال امامنا. ولكن لماذا نثقل في الكلمات؟ نشرة "الساعة الخامسة مع" بدأت بالتطورات الاخيرة في قضية دودو توباس، هذا هو المهم. الكوميدي الوطني، تسفيكا هدار، قال في مدخل مبنى الشرطة: "بالاجمال سرقوا لي السيارة". اوباما موباما، لا يهم اسرائيل تتواصل على عادتها.