خبر فتوى إسلامية تحرم تدويل القدس والمسجد الأقصى وتدعو الى تحريرهما

الساعة 06:32 ص|05 يونيو 2009

وقع عليها حتى الآن 54 عالما

فتوى إسلامية تحرم  تدويل القدس والمسجد الأقصى وتدعو الى تحريرهما

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

قرأ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، من وسط مدينة القدس المحتلة، فتوى باسم علماء الأمة الإسلامية في العالم تتمحور حول قضية القدس والأقصى وآخر التطورات، وذلك بعد أن خوّل العلماء الشيخ صلاح بقراءة الفتوى التي وقع عليها أكثر من 54 عالماً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم.

 

وجاء إعلان الفتوى في مؤتمر صحفي طارئ نظمته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، مساء أمس الأربعاء (3/6) في فندق الامبسادور بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة بعنوان "علماء الأمة يحرّمون تدويل قضية القدس والمسجد الأقصى ويدعون إلى تحريرهما".

 

وأعقب قراءة الشيخ رائد صلاح لنص الفتوى كلمات لكل من الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والدكتور عبد الرحمن عباد أمين عام هيئة العلماء والدعاة في القدس، والشيخ جميل حمامي عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، والشيخ خالد غنايم رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، فيما تولى المحامي زاهي نجيدات المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل عرافة المؤتمر وتقديم المتحدثين.

 

واستهل الشيخ رائد صلاح المؤتمر الصحفي بتلاوته نص فتوى علماء الأمة الإسلامية، والتي جاء فيها "أن المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، وهو ثاني مسجد بني على الأرض بعد المسجد الحرام، وحثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته على إتيان بيت المقدس والصلاة في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه. وبيت المقدس وأكنافه هي مقر الطائفة المنصورة من أمة الإسلام في آخر الزمان".

 

وقال بيان الفتوى "ونحن اليوم نعيش الذكرى الثانية والأربعين لنكبة سقوط الأقصى بتاريخ 7-6-1967 ولقد سعى اليهود منذ احتلالهم فلسطين أن يضموا القدس والأقصى ويقيموا هيكلهم المزعوم ومنذ ذلك اليوم والقدس الشريف والمسجد الأقصى تحيط بهما المخاطر من كل جانب، من حفريات وأنفاق ومخططات لبناء الهيكل في ساحة الأقصى لفرض واقع جديد يهوّد المدينة ويمحو الوجود الإسلامي أرضاً وسكاناً".

 

وأكدت الفتوى، التي تلاها الشيخ صلاح على الثوابت والأحكام الشرعية، وأكدت على أن العمل على تحرير القدس والمسجد الأقصى وسائر فلسطين واجب شرعي على الحكام والعلماء والشعوب كل على قدر استطاعته ومسؤوليته، والتأكيد على أن المسجد الأقصى والقدس مرتبطان بالدين ارتباطاً وثيقاً، فالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على قدسية هذه الأرض المباركة، وإنها حق ووقف إسلامي أبدي لا يقبل التفريط ولا التنازل من أحد.

 

وشدّدت الفتوى على أن اتخاذ أية مواقف أو إجراءات تتيح لليهود السيطرة على القدس أو تهويدها من مثل بيع الأراضي والمنازل أو مبادلتها أو تأجيرها لليهود بشكل مباشر أو غير مباشر أمر محرم شرعاً.

 

وأوضحت فتوى علماء الأمة الإسلامية أن المواقف السياسية التي تؤدي إلى سيطرة اليهود على المسجد الأقصى بكل ساحاته ومبانيه أو أي جزء منه فوق الأرض أو تحتها محرمة شرعاً، وكل من يتبناها أو يرضى بها يعد خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين.

 

كما اعتبرت الفتوى الدعوة إلى تدويل القدس أو المسجد الأقصى مُحرّمة شرعاً لأنها تنازل عن السيادة الإسلامية على القدس والمقدسات، وهي لا تقل خطورة عن محاولات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة

 

وأضافت أن التعامل السياسي مع الاحتلال أو التطبيع معه، أو إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه، تعتبر صورة من صور دعم الاحتلال ومساندته لاستمرار احتلاله للقدس وسائر فلسطين، وهو ولاء للأعداء مُحرّم شرعاً.

 

من جهته، لفت الشيخ صلاح إلى أن الفتوى تجيب على العديد من الأسئلة ومنها: هل ستبقى القدس أم تُهوّد؟، وهل سيبقى الأقصى أم سيهدم؟ وهل يواصل الاحتلال حصاره لقطاع غزة وتجويع أهله لأجلٍ غير مسمى؟، وهل سيواصل تهويد الضفة الغربية وطرح مشروع الوطن البديل؟.

 

وقال إن علماء الأمة اجتمعوا من كل فج عميق وخرجوا بهذه الفتوى وآثروا أن تنطلق من قلب مدينة القدس.

 

ولفت إلى أنه وقع على الفتوى في مرحلتها الأولى 54 عالماً، بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ سلمان فهد العودة، والشيخ عمر سليمان الأشقر، وعلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأنه سيصل عدد الموقعين عليها من علماء الأمة بالمئات ليدافعوا عن أحكامها الشرعية التي لا تقبل النقاش من أي إنسان.

 

وفي كلمته، أعلن الشيخ عكرمة صبري تأييده لفتوى علماء الأمة، ولفت إلى أنه كان أصدر فتوى مشابهة لهذه الفتوى، وقال إن هذه الفتوى تعبر عن ضمير الأمة الإسلامية بأكملها، مؤكداً حُرمة تدويل قضية القدس، وقال إن الذين ينادون بالتدويل لا يدركون خطورة هذا المشروع العدواني الغاشم على القدس.

 

وأضاف إنهم يسلبون بذلك سيادة العرب والمسلمين على هذه المدينة، وهو استعمار جماعي وجديد ودولي للمدينة، لافتا إلى أن شعبنا رفض التدويل منذ العام 1947م.

 

وقال إن التدويل اخطر من التهويد وكلاهما مرفوض شرعاً. وأوضح أن الحلول الممسوخة التي لا تأتي بخير وخاصة أن الوضع العام للأنظمة العربية لا يساعد أي حل سياسي أصلاً، فهناك الاختلاف بوجهات النظر، وهناك الهوان والمذلة للدول الكبرى وهناك دعوات للتطبيع والقفز عن القضية الفلسطينية.

 

واعتبر الدكتور عبد الرحمن عباد احتلال العقل العربي والإسلامي أشد وأقسى أنواع الاحتلال. وقال انه من واجب علماء الأمة أن يفطنوا إلى هذه القضية، مؤكداً أن علماء الأمة قادرون على تحرير العقل العربي والإسلامي. وقال مخاطباً الاحتلال بأن كل الكون لا يساوي ذرة تراب من فلسطين، وعلينا تعليم أجيالنا الصاعدة ثقافة مقاومة التطبيع وأشكاله حتى لا تكون القضية بيد السياسيين، وقال إن فلسطين احتلت تسع مرات وزال عنها الاحتلال كما سيزول حتما الاحتلال الحالي. وأعلن باسم هيئة علماء ودعاة فلسطين تأييده لفتوى علماء الأمة.

 

كما أعلن كل من الشيخ جميل حمامي والشيخ خالد غنايم، في كلمتين منفصلتين، تأييدهما لفتوى علماء الأمة، وأكدا أن الفتوى جاءت بوقتها وبوقت يتم فيه الحديث عن صيغ كثيرة لحل القضية الفلسطينية وفي مقدمتها تدويل القدس والأقصى والتطبيع بين الاحتلال والعالم العربي والإسلامي، وأكدا أن الاحتلال مصيره إلى الزوال، وطالبا علماء الأمة بالتوقيع على نص الفتوى وتأييدها والعمل في فحوى بنودها ونصوصها.

 

وأكد المتحدثون على أنهم سينقلون الفتوى إلى مختلف الأنظمة العربية والإسلامية والى مختلف الأوساط الرسمية والشعبية والمحافل المتنوعة.