في الذكرى الثالثة لرحيله

مفكر لبناني: الدكتور رمضان شلح كان قائداً وحدويا صلباً وعلاقاته ومواقفه الإقليمية بقيت ثابتة ولم تستبدل

الساعة 12:00 ص|06 يونيو 2023

فلسطين اليوم

- حرص على وحدة المقاومة الفلسطينية وأهمية عملها المشترك في وجه العدو

- "الدكتور رمضان شلح" كان قائداً وحدويا صلباً

- حافظ على تميز "الجهاد الإسلامي" على المستويين السياسي والعسكري

-  علاقاته ومواقفه الإقليمية بقيت ثابتة ولم تستبدل

-  كانت رؤيته واضحة وثابتة بعدم القبول إلا بفلسطين كاملة

 

أكد المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن التميز الذي واكب مسيرة القائد الراحل الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استمده من وضوح وثبات حركة الجهاد الإسلامي التي انتهجته منذ اللحظات الأولى لانطلاقتها.

وشدد د. عتريسي خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،على أن الدكتور رمضان شلح  لن يحيد عن الطريق والثوابت التي رسخها الأمين العام المؤسس فتحي الشقاقي، فبقي محافظاً مقاتلاً ومدافعاً عن هذه الثوابت التي انطلقت لأجلها حركة الجهاد، وعلى رأسها الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم التفريط في ذرة تراب من أرض فلسطين.

وأضاف :" القائد رمضان شلح هو ابن مدرسة حركة الجهاد التي أسسها فتحي الشقاقي، وهذه المدرسة تميزت في وضوح الرؤية من جهة والثبات من جهة ثانية، ولهذا السبب استمر تمسك وثبات ووضوح الرؤية لدى الدكتور رمضان خصوصا في الظروف الصعبة التي انتقلت قيادة حركة الجهاد إليها بعد اغتيال الشهيد فتحي عام 1995 رغم الظروف الفلسطينية والعربية الصعبة التي كانت تعيشها القضية الفلسطينية آنذاك والتي كانت تنادي بالمفاوضات  مع العدو وإبرام اتفاقيات لتسوية القضية".

ويصادف غداً الثلاثاء السادس من حزيران الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح عن عمر يناهز"62 عاماً"، بعد صراع طويل مع المرض، لتفقد الامة العربية رجل الحكمة والوحدة والإصرار على استرداد كافة الحقوق من المحتل وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي المحتلة.

حافظ على الثوابت

وأشار أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وما تشهده في هذه المرحلة من تطور في القدرات السياسية والعلاقات الإقليمية، ما كان ليكون بفضل الله أولا وثم تمسك الدكتور الراحل رمضان شلح، خلال قيادته لحركة الجهاد الإسلامي بالثوابت التي استطاع من خلالها التعامل مع المتغيرات الصعبة التي كانت تحاك ضد القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة.

وأضاف :" أن الدكتور رمضان كان يسير برؤية واضحة وراسخة طوال قيادته للجهاد الإسلامي، وهي الحفاظ على نهج الحركة وأن لا تخرج عن وحدة الصف الفلسطيني وبالإضافة للحفاظ عليها(الوحدة الفلسطينية)، ومن جهة أخرى كان يحافظ على تميز حركة الجهاد في كافة المستويات العسكرية والسياسية بعدم القبول في أي تسوية أو حلول مؤقتة بشأن القضية الفلسطينية".

وعام 1995 تولى الدكتور رمضان الأمانة العامة لحركة الجهاد الإسلامي خلفاً للشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله الموساد "الإسرائيلي" في مالطا.

قائدا وحدويا

وأكد دكتور طلال عتريسي، أن القائد الراحل رمضان عبد الله شلح كان بمثابة صمام الأمان للقضية الفلسطينية وصاحب رؤية ثاقبة تتمسك بالحق الفلسطيني في زمن التسويات والتطبيع، فكان ينظر إلى كل القضايا من منظور الإسلام العظيم، وما يحمله من بعد حضاري للأمة المسلمة حيث كانت فلسطين بالنسبة له هي مقياس الالتزام بالإسلام في زماننا الحاضر.

"كما كان الدكتور رمضان حريصاً ومؤمنا بأهمية العمل المشترك بين فصائل المقاومة ووحدتها، رغم أن بعض فصائل المقاومة خلال السنوات الماضية كانت ولا تزال تعيش حالة التنافس إلا أنه  كان يحافظ على هذا المبدأ، وهو ما ترجمته قيادة الحركة الحالية بقيادة الأمين العام القائد زياد النخالة خلال معركة ثأر الأحرار الأخيرة التي أصرت على أن تخوضها ضمن غرفة العمليات المشتركة"، بحسب د. عتريسي

مواقفه لم تتبدل

ولفت إلى أن الدكتور شلح مواقفه لم تتغير أو تتبدل بشأن علاقاته وحركته الإقليمية فرغم ما مرت به المنطقة العربية تحت ما يسمى " الربيع العربي" إلا أنه بقى محافظاً على مستوي علاقة حركته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية كقاعدة متينة في محور المقاومة وعنصر أساسي في دعم المقاومة في فلسطين سواء في التدريب أو التسليح.

"كما حافظ على علاقته بالجمهورية العربية السورية لان أولوية الدكتور رمضان والجهاد الإسلامي كانت للمقاومة والقدس والقضية الفلسطينية وليس للمتغيرات التي تحصل في المنطقة العربية والتي أثبت الدكتور رمضان ومن بعده القائد زياد النخالة أنها خارج حسابات الحركة"، وفقاً للمفكر عتريسي.

بعد 3 أعوام..!

ورأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت، أن حركة الجهاد الإسلامي بعد ثلاثة أعوام على رحيل الدكتور رمضان أصبحت قوية بفضل محافظتها على الثوابت الوطنية الفلسطينية من جهة، وبفضل التضحيات التي قدمتها الحركة على مدار تاريخها لأن فكر الجهاد الإسلامي والقادة الشقاقي وشلح والنخالة، واضح بأن أي حركة لا تقدم تضحيات لن تكون قوية وهو ما تتميز به الجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أن قيادة الجهاد الإسلامي الحالية بقيادة زياد النخالة لم تختلف عن سابقها ، فالقيادة الحالية تسير بنفس النهج والثوابت والرؤية التي حافظ عليها القادة الشقاقي وشلح والتي انطلقت حركة الجهاد الإسلامي من أجلها وهي تحرير فلسطين وعدم الاعتراف بأي صيغة أخرى، وأن لا دولة على حدود 67 ولا مفاوضات وتحرير كامل التراب الفلسطيني.

والدكتور شلح حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من بريطانيا عام 1990، وفي نهاية عام 2017 أدرجه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) على قائمة المطلوبين، بالإضافة لذلك وضع محددات لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني للاطلاع عليها

هنـــــــــا

كلمات دلالية