موجة الحر تحرق قلوب وجيوب مربي الدجاج والحبش في غزة

فلسطين اليوم

باءت الجهود التي بذلها الشاب رامي إبراهيم بالفشل، بعدما حاول خفض درجة الحرارة الحارقة داخل مزرعة الدجاج الخاصة به غرب مدينة غزة، على الرغم من كل الإجراءات والإرشادات الوقائية التي اتبعها لمواجهة موجة الحر التي ضربت فلسطين أمس الجمعة، ما أدى إلى نفوق المئات من الدجاج بسبب عدم قدرتها على تحمل لهيب الشمس الحارقة، وتكبده خسائر مالية باهظة قد تُكلفه دخول السجن.

لا يكاد ينتهي الشاب رامي من جمع الدجاج النافق من الأقفاص الحديدية داخل مزرعته، ووضعها في أكياس تمهيداً لإلقائها في مكب النفايات، إلا إنه تفاجأ بنفوق أعداد أخرى بلمح البصر بسبب عدم تحملها درجة الحرارة الحارقة، حتى وصل مُجمل ما نفق نحو 200 دجاجة الأمر الذي يُكلفه آلاف الشواكل دون تعويض يُذكر.

الشاب رامي يقول: إنه حاول طوال ساعات نهار يوم أمس الجمعة بكل السبل والامكانيات المُتاحة أن يُنقذ مزرعته من الهلاك بسبب موجة الحر الشديدة، إلا إنه لم يتمكن من السيطرة بسبب الارتفاع الكبير على درجات الحرارة التي وصلت إلى 42 درجة مئوية، الأمر الذي أدى إلى نفوق أكثر من مائتي دجاجة جاهزة للبيع (بعمر الثلاثين يوماً)، ما فاقم مُعاناته المتأزمة أصلاً نتيجة الخسائر التي تعرض لها خلال الأشهر السابقة بسبب التدني بأسعار الدجاج.

خسائر باهظة

وأشار إلى أن خسارته تجاوزت الـ 2000 شيكل حتى اللحظة، وهو رقم قابل للزيادة، بسبب استمرار الارتفاع على درجات الحرارة، قائلا: "لأكثر من 12 ساعة متواصلة ونحن نقوم بعمليات رش الماء والتبريد على الدجاج وتشغيل خلايا التبريد إلا إن العملية بائت بالفشل ولم نستطع السيطرة على موجة الحر أو خفض الحرارة بالشكل المطلوب المناسب للدجاج".

ودعا الجهات الحكومية، المتمثلة بوزارة الزراعة بالتحرك الفوري وتعويضهم عن خسائرهم الفادحة، لأنّ تركهم هكذا قد يّذهب بهم إلى السجون بسبب تراكم الدين عليهم لتجار الأعلاف وأصحاب الفقاسات.

حالة المُزارع فادي يحيى لم تكن أفضل من رامي إبراهيم، إذ إنه أنشأ مزرعته على الطريقة الحديثة "مُغلقة" وقام بتجهيزها بأحدث المقتنيات إلا إن ذلك لم يحميه ويقيه من تلقي الخسارة، إذ نفق ما يقارب من 250 دجاجة بسبب موجة الحر، بمبلغ يُقدر بنحو 2500 شيكل.

وقال المُزارع فادي" إنه على الرغم من أجهزة التبريد داخل مزرعته، إلا إنه أقدم على استعمال طرق يدوية إضافية لخفض درجات الحرارة الملتهبة، لكن كل الجهود الذي بُذلت بمساعدة إثنين آخرين من العالمين لم تسعفه من تلقي خسائر مالية فادحة لن يستطيع تحملها.

وأشار إلى أنه كان يتوقع أن يُحقق ربحاً بسيطاً من بيع منتج هذا الفوج، بسبب ارتفاع سعر الدجاج من أرض المزرعة قليلاً عن الأشهر الماضية، إلا إن موجة الحر حالت دون ذلك، سبب أعداد النفوق الكبيرة، معرباً عن أمله أن تُسهم وزارة الزراعة والجات ذات الصلة بتعويضهم مالية عما خسروه.

ديون متراكمة

وأظهر مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصاحب مزرعة محمد أبو صبحة، وهو يشتكي بحرقة بسبب نفوق أكثر من 600 دجاجة جاهزة للبيع من مزرعته نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يوم أمس الجمعة بشكل كبير.

وقال المُزارع أبو صبحة: "أن عدد الدجاج النافق بسبب موجة الحر وصل إلى 650 دجاجة بمتوسط وزن يصل إلى 1.800 جرام، ما يعني أن الخسائر فادحة جداً، ولن يتمكن من سداد الديون المتراكمة عليه للتجار".

وأضاف: "استدنت من التجار وبعض الناس لأبدأ مشروعي الخاص، إلا إنني تعرضت لخسارة كبيرة جراء نفوق معظم الدجاج بسبب موجة الحر الحارقة، وسأكون مُلاحق للأجهزة الشرطية وقد أتعرض للسجن".

بدوره، قال رئيس نقابة مربي الدواجن والثروة الحيوانية مروان الحلو: موجة الحر أدت إلى نفوق الآلاف من الدجاج اللاحم والحبش من مزارع قطاع غزة، موضحاً أن طواقم وزارة الزرعة تقوم الآن بحصر الأضرار التي لحقت بالمزارعين.

ودعا الحلو في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الجهات الحكومية في غزة بتعويض المُزارعين بأسرع ما يُمكن، وألا يقف دورها فقط عند الحصر وتسجيل الأضرار، مناشداً رئيس لجنة العمل الحكومي عصام الدعليس ووكيل وزارة الزراعة أيمن اليازوري بتعويض المزارعين بقدر المستطاع لكي يتمكنوا من الاستمرار في عملهم.

وأشار إلى أن نفوق الآلاف من الدجاج والحبش، قد يؤدي إلى دخول العشرات من أصحاب المزارع إلى السجون بسبب عدم قدرتهم على سداد ديونهم لتجار الأعلاف وأصحاب الفقاسات.

يذكر أن فلسطين تعرض لموجة حر بدأت أول أمس الخميس، ووصلت ذروتها يوم الجمعة، إذ وصلت درجاتها إلى 42- 47 درجة مئوية، بينما تبدأ بالتراجع مع حلول ساعات صباح اليوم السبت.