خبر دراسة أكاديمية توصي بضرورة الانتباه للوسائل التي تستخدمها إسرائيل في التغلغل للمجتمعات الأفريقية

الساعة 06:58 م|03 يونيو 2009

فلسطين اليوم-غزة

شددت دراسة علمية حديثة على ضرورة الانتباه للوسائل التي تستخدمها إسرائيل في التغلغل للمجتمعات الأفريقية في ظل الفقر والحروب والصراعات غير المتوقفة فيها، مشيرة إلى أنه من غير المناسب أن تهمل الأطراف العربية ما تعانيه الدول الأفريقية من تدهور في أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وعدم مد العون لها فالمصلحة العربية تتطلب استثمار المال العربي في مشاريع اقتصادية تساهم في تطور المجتمعات الأفريقية وعدم تركها فريسة لإسرائيل تلعب بها كيفما تشاء.

 

وقالت الدراسة الأولى من نوعها التي تتناول " السياسة الخارجية الاسرائيلية تجاه أفريقيا...السودان نموذجا" :"إن "إسرائيل" نفذت إلى العمق العربي في أفريقيا عبر لعبها على وتر التمايز العرقي والديني وألبست قضايا الظلم الاجتماعي وتوزيع الثروة لباسا جعل العرق الأفريقي والبعد الديني سببا يقف وراء هذا الظلم ومن هنا فان تفهم تعدد الأعراق الأخرى في المجتمعات العربية وإعطائها حقوقها يعتبر مهما في سد الطريق أمام إسرائيل لتوظيف التنوع العرقي والديني وتحويله إلى عامل تفريق وتفتت وصراع طائفي سرعان ما  يتحول إلى مطالبات بالانفصال".

 

وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث عامر خليل عامر في رسالة الماجستير أن الخلافات العربية تلعب دورا مؤثرا في التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية فهي استطاعت أن تجعل من نفسها فيصلا في هذه الخلافات فالدول التي تقيم اتصالات أو علاقات معها هي على خلافات مع الدول التي لا تقيم مثل هذه الاتصالات أو العلاقات وواضح أن العلاقات المصرية السودانية تمر بمثل هذا الشكل من الخلافات وكانت علاقة مصر مع زعيم الحركة الانفصالية في جنوب السودان جون جرانج وزياراته للقاهرة وابتعاد مصر عن التأثير أو لعب دور في حل مشاكل السودان جنوبا وغربا بما يضمن حفظ امن السودان مؤشرا واضحا على ذلك.

 

وطالب عامر بضرورة تحسين العلاقات مع الدول الأفريقية التي تجاور الدول العربية وتتخذ منها منفذا لتنفيذ سياستها في شد أطرافها ثم بترها وتقع اريتريا ذات الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر والتي تتمتع بوجود عدد كبير من الجزر فيه في سلم أولويات هذه الدول فإسرائيل تمكنت من إقامة علاقات مع اريتريا بعد استقلاها بعدما قدمت لها الدعم قبل الاستقلال رغم أنها كانت في صراع مع أثيوبيا التي تعرف بعلاقاتها القديمة والمتينة مع إسرائيل، واريتريا المسلمة تعتبر دولة عربية إلا أن العلاقات مع إسرائيل دفعتها للبقاء خارج الفضاء العربي والتحالف معها.

 

وذكر أن مرحلة الثمانينات والتسعينات مثلت مرحلة عودة العلاقات معظم الدول الأفريقية مع إسرائيل تأثرا بعملية السلام وتوقيع أكثر من دولة عربية على اتفاقات سلام معها ما دفع بالدول الأفريقية إلى إعادة علاقاتها مع إسرائيل دون أن تدفع ثمنا لعودة العلاقات وهو ما نجم عن غياب التنسيق العربي مع الدول الأفريقية والاتفاق على مواقف مؤيدة للعرب وقضاياهم بما يحجم التغلغل الصهيوني في هذه الدول.

 

وقالت الدراسة أن أجهزة الاستخبارات والدعاية الصهيونية تلعب دورا مهما في علاقات إسرائيل مع الدول مع الدول الأفريقية وهي تقوم تشكل عاملا أساسيا في ترتيب تلك العلاقات وفي المقابل فان عناك غياب عربي تام عن متابعة أوجه الوجود الصهيوني في القارة الأفريقية التي تعقد العديد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية مع دولها والتي تهدد الأمن العربي الأمر الذي يستلزم توثيق العلاقات الأمنية العربية مع الدول الأفريقية.

 

وأكدت الدراسة  أن دارفور تحولت إلى ساحة للاختراق الصهيوني بوسائل شتي وجسرا للدعاية الصهيونية واليهودية بما يهدد امن السودان واستقراره وهو ما اتضح في قرار المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة رئيسه عمر البشير وقد تداعت إلى هذه المنطقة العديد من منظمات حقوق الإنسان والجمعيات الأهلية ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة للوقوف بما في ذلك مؤسسات وجمعيات صهيونية للوقوف على ما يحدث في دارفور ومساعدة أهله وبالمقابل فان أي من المنظمات والجمعيات العربية لم تقم بأي دور وغابت بشكل كامل عن متابعة قضية دارفور من الداخل  فالواجب أن يكون للدول العربية دور مباشر أو غير مباشر في التأثير على ما يحدث في دارفور.

 

وأوضحت أن القارة السوداء تتمتع بموقع استراتيجي مهم وثروات اقتصادية هائلة أدركتها إسرائيل منذ زمن بعيد في حين القصور العربي كان واضحا في هذا الاتجاه بحيث تركت أفريقيا غنيمة ولقمة سائغة لإسرائيل وأطراف دولية مختلفة ولم تتداع الدول العربية المجاورة للدول الأفريقية والتي تعتبر جزءا منها للقيام بأي دور للاستفادة من أفريقيا فيما يخدم المصالح العربية في أوجهها المختلفة ما يتطلب موقف عربي يعيد النظر في هذا القصور ويستشرف مستقبلا أفضل للعلاقات العربية الأفريقية.

 

وقد منح معهد الدراسات الإقليمية (مسار الدراسات الإسرائيلية) بجامعة القدس في ابو ديس  رسالة الماجستير للباحث عامر خليل عامر، وقد تكونت اللجنة التي ناقشت الرسالة من الأستاذ الدكتور ناجي شراب رئيسا، والدكتور عبد الناصر سرور مناقشا داخليا، والدكتور أسامة أبو نحل مناقشا خارجيا وأوصت اللجنة بطباعة الرسالة في كتاب.