خبر أهالي أسرى غزة لأوباما: أغلق جوانتانامو إسرائيل

الساعة 06:55 م|03 يونيو 2009

أهالي أسرى غزة لأوباما: أغلق جوانتانامو إسرائيل

كتبت :  علا عطا الله

"أوباما.. أولادنا في السجون الإسرائيلية يموتون في اليوم ألف مرة كحال معتقلي جوانتانامو الأمريكي الذي وعدت بإغلاقه، فهلا أمعنت النظر في حال أسرى جوانتانامو الإسرائيلي القابع فيه أكثر من 11ألف أسير فلسطيني".

 

بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير الفلسطيني عبد الحليم عبد الله رسالة طويلة بعثت بها إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر صندوق بريد شبكة "إسلام أون لاين.نت" في غزة، حيث وجدت أم الأسير المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في قدوم الرئيس الأمريكي للقاهرة وقراره مخاطبة العالم الإسلامي من هناك فرصة ذهبية لمناشدته إغلاق السجون الإسرائيلية وإنقاذ آلاف الأسرى من براثن الموت.

 

وتقول أم عبد الحليم: "لقد وعد الرئيس الأمريكي بإغلاق معتقل جوانتانامو، ونحن اليوم نقول له انظر للمعتقلات التي تشبهه.. للسجون التي أعدتها إسرائيل لأولادنا فحرمتهم من الغذاء والدواء (...) على أوباما أن يضغط على إسرائيل ويطالبها بإغلاق هذه السجون".

 

وتضيف الأم الممنوعة من زيارة ابنها منذ ثلاث سنوات متتالية: "يعيشون هناك في زنازين الموت، ولا نعرف أخبارهم، ولا نراهم ولا نسمع صوتهم".

 

وتعهد أوباما في اليوم الثاني من توليه سدة الحكم في يناير الماضي بإغلاق المعتقل الأمريكي بخليج جوانتانامو في غضون عام في إطار جهوده لتحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج.

 

وتحتجز الولايات المتحدة منذ بداية عام 2002 مئات الأشخاص في قاعدة عسكرية في خليج جوانتانامو بكوبا بتهم الإرهاب دون أن تمنحهم صفة أسرى حرب، وزادت المطالبات الدولية والأوروبية بإغلاقه بعد الكشف عن انتهاكات قانونية وإنسانية اقترفها العاملون والعسكريون الأمريكيون هناك.

 

"إنهم يموتون"

 

ولم تكن أم عبد الحليم وحدها من أرسلت برسائل إلى أوباما، إذ انهالت على الرئيس الأمريكي برقيات أهالي الأسرى وبداخلها علامات الاستفهام تسأل عن خارطة "السلام الحقيقي".

 

زوجة الأسير "نافذ حرز"، والذي أمضى 22 عاما في سجون الاحتلال من حكم بمدى الحياة قالت لأوباما: "ستتحدث (في الخطاب) عن التغيير الذي تحمله وخططك لتحسين صورة بلادك، ونحن في غزة لنا أسرى لا ندري عنهم شيئا سوى أنهم يموتون، فيا أيها الرئيس نريد أزاوجنا ويكفيهم سنوات الذل".

 

وبصوت تختصر نبراته وجع 16 عاما من الغياب المر ناشدت والدة الأسير إياد العرعير الرئيس الأمريكي التدخل لإنقاذ الأسرى قائلة: "أولادنا يتعرضون للتعذيب وأصابتهم الأمراض، وما من دواء أو طبيب يصلهم".

 

وناشدته الزوجة الباكية الضغط على إسرائيل للسماح لأهالي أسرى غزة بزيارة أبنائهم، ومضت تقول: "قد لا تعلم أيها الرئيس أننا محرمون من رؤية أولادنا وسماع صوتهم منذ ثلاث سنوات، عاقبونا بهذا القرار، فهل ستسمح يا من تنادي بالسلام بأن يستمر مسلسل الموت".

 

"ماذا أنت فاعل؟"

 

وفي رسالة أخرى امتلأت حروفها بالعتاب أعرب والد الأسير موسى بدوي عن أمله أن يتطرق الرئيس الأمريكي في خطابه إلى الأسرى الفلسطينيين قائلا: "ستتحدث عن فلسطين وعن الدولتين والسلام، صدقني لا معنى لحديثك ما دمت لم تتطرق إلى 11 ألف أسير يعانون الويلات والآلام".

 

وتابع: "ربما ستخبر العالم الإسلامي أنك ماض في إغلاق جوانتانامو، لذا وجب علينا نحن أهالي الأسرى أن نذكرك بأن معتقلات إسرائيل تشبه تماما جوانتانامو، وأن آلاف الانتهاكات والجرائم تحدث خلف القضبان، وأود أن أخبرك أن إدارات السجون هناك أجبرت أبناءنا على ارتداء الزي البرتقالي (زي أسرى جوانتانامو) فماذا أنت فاعل؟".

 

وكانت إدارة السجون الإسرائيلية، وضمن مسلسل التعذيب اليومي بحق الأسرى الفلسطينيين، قررت مؤخرا فرض ارتداء الزي البرتقالي بالقوة بعد أن امتنع الأسرى عن التعامل سابقا مع هذا القرار، والزي البرتقالي هو زي المعتقلين في جوانتنامو.

 

وقالت مؤسسات حقوقية إن فرض الزي البرتقالي على الأسرى لا يفيد الاحتلال في شيء، بقدر ما يهدف من وراء هذه الخطوة إلى إذلال الأسير وكسر إرادته، وابتكار كل ما من شأنه أن يضيق على الأسرى ويعكر صفو حياتهم.

 

زيارة الأسرى

 

وفي بيان وصل "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه طالب مركز الأسرى للدراسات الصليب الأحمر الدولي بالعمل على ضمان الزيارة لكل أهالي الأسرى بعيدا عن سياسة المنع تحت أي حجة، واستئناف الزيارة بشكل طبيعي.

 

واستنكر المركز منع زيارات أسرى غزة الذين لم يتمكنوا من رؤية ذويهم منذ قرابة ثلاث سنوات متتالية.

 

ولفت المركز إلى أن منع الأسرى من الزيارات أحدث نقصا حادا في احتياجاتهم الأساسية كالملابس والأحذية والأغطية.

 

وتمنع إسرائيل أهالي أسرى القطاع من زيارة أبنائهم منذ أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط " في حزيران 2006.

 

وتشير مؤسسة "مانديلا" لرعاية شئون الأسرى والمعتقلين إلى أن أكثر من 10750 أسيرا بالضفة الغربية وقطاع غزة يتواجدون في سجون الاحتلال، بينهم 80 أسيرة وحوالي 340 طفلا، ويوجد 26 أسيرة متزوجة بينهن 22 أسيرة لديهن أبناء.