خبر من فضلك يا اوباما ادعم الديمقراطية- هآرتس

الساعة 10:19 ص|03 يونيو 2009

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: على اوباما ان يؤيد الديمقراطية والحرية في الوطن العربي وان لا يكتفي بالتقارب معه - المصدر).

قضية المكان الذي سيلقي فيه رئيس الولايات المتحدة براك اوباما خطابه الموجه للعالم الاسلامي يوم غد، اثار جدلا قصيرا بين القاهرة وواشنطن. في البداية اقترح الامريكيون قلعة صلاح الدين المعتبرة في القاهرة. مصر رفضت الاقتراح والبديل الذي اقترحوه كان مقر الجامعة الامريكية الجديد في القاهرة. رجال الدين اوضحوا بان المكان الملائم لاستضافة الخطاب هو مقر الازهر. التسوية التي تم التوصل اليها في اخر المطاف كانت جامعة القاهرة باعتبارها المكان الملائم لذلك.

مصدر دبلوماسي امريكي اوضح بان اعتبارات الحماية الامنية هي التي حسمت الامر. هذه الاعتبارات ترجمت فورا الى تحركات على الارض. تلاميذ جامعة القاهرة التي تأسست في عام 1908 على أسس الجامعة التي اقامها محمد علي أومروا بعدم القدوم الى الحرم الجامعي في يوم الخطاب. المدارس السبعة المجاورة للحرم الجامعي اغلقت وآلاف القناصة نصبوا على طول الشارع المؤدي للجامعة. الشوارع المحاذية للمركز المزدحم الذي تتواجد فيه الجامعة ستغلق امام حركة المرور وتجار مصريون كثيرون اعلنوا بانهم لن يفتحوا محلاتهم في يوم غد خشية الاكتظاظ وبسبب الرغبة في تجنب تفتيشات قوات الامن.

في مصر هناك من يعتقد انه لو قبل اقتراح اوباما بالقاء الخطاب في قلعة صلاح الدين لمنح لهذا الحدث تفسيرا "غير ملائم". "هل نحن مستعدون لتبني اوباما باعتباره صلاح الدين العصر الحديث؟ يبدو لي اننا نسارع في معانقة اوباما من قبل ان يعبر عن قدرته الفعلية في تغيير شيء ما في سياسة اسرائيل"، قال لصحيفة هآرتس محرر صحيفة معارضة.

ليست سياسة اوباما وحدها بصدد الصراع الاسرائيلي – العربي هي التي تثير الشكوك في مصر. الانعطافة الايديولوجية التي تلوح في الادارة الامريكية والتي تشير الى التخلي عن "تسويق الديمقراطية"، المبدأ الذي نادت فيه ادارة جورج بوش السابقة يقلق النخب الفكرية في الدولة.

اسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الذي تشكل في السنة الماضية نشر في هذا الاسبوع رسالة مفتوحة لاوباما اقترح عليه فيها الامور التي يتوجب ان يتضمنها خطابه. "مصر هي صورة معاكسة تماما للولايات المتحدة" كتب حرب، عضو مجلس الشورى الذي عينه الرئيس مبارك في هذا المنصب. "مصر هي من اقدم دول العالم والولايات المتحدة هي الدولة العظمى الاكثر حداثة. مصر منذ الفرعونية شهدت فقط حكما دكتاتوريا واستمداديا والولايات المتحدة هي رمز الحرية".

حرب الذي استقال من صفوف الحزب الحاكم بسبب صراع مع رؤسائه وخصوصا مع جمال مبارك ابن الرئيس ناشد اوباما عدم الكف عن نشر الديمقراطية. "لا تتراجع عن مبدأ نشر الديمقراطية في العالم العربي والاسلامي... مساعدتكم للديمقراطية والحرية في مصر اكثر اهمية من الدعم العسكري والاقتصادي".

هناك شك في ان تكون مقالة حرب على رأس اهتمامات اوباما الذي يزور السعودية اليوم. الولايات المتحدة تعد لسعودية سلسلة من الوظائف الهامة: عليها ان تكون الدولة التي توفر الوزن المضاد للنفوذ الايراني في العراق وفي افغانستان وفي الباكستان في حالة عدم نجاح الحوار مع ايران وهي ضرورية ايضا في الجبهة اللبنانية حيث ستجري الانتخابات في يوم الاحد القريب – ويتوجب عليها ان تعزز من وزن كتلة سعد الحريري التي تحصل على تمويلها بمبالغ كبيرة. السعودية هي ايضا الاب الروحي للمبادرة العربية التي تحتل مكانة عالية في افكار اوباما للسلام الاقليمي. فهل سيتمكن اوباما في نفس السياق ايضا من القول للملك عبدالله بان عليه ان يكلف خاطره ويغير اولويات الحكم في نظامه حتى تصبح اكثر ديمقراطية؟

السادات ضد عبد الناصر

الصراع المغطى اعلاميا بين رقية السادات ابنة انور السادات الكبرى وهدى عبد الناصر ابنة جمال عبد الناصر وصل الى نهايته في هذا الاسبوع. المحكمة قررت بأن على السيدة عبد الناصر ان تدفع 150 الف جنيه مصري (27 الف دولار) للسيدة رقية السادات للاساءة لسمعة والدها الطيبة.

القضية بدأت قبل عام حيث ادعت هدى عبد الناصر في مقابلة صحيفة ان السادات هو الذي تسبب بموت والدها وليست السكتة القلبية كما قرر الاطباء. هدى قالت ان والدها كان قد تناول الطعام مع السادات قبل فترة قصيرة من موته. على حد قولها قام السادات بدس السم في طعام والدها. هذه التهمة لم تكن لتمر مرور الكرام ولذلك سارعت رقية بتقديم التماس ضد هدى. "لقد اردت في اخر المطاف ان تعتذر عما قالته وقد رفضت". قالت رقية بعد صدور الحكم.

رقية السادات التي قتل والدها على يد اسلامي متطرف في عام 1981 اخذت على عاتقها ادارة حملة الدفاع عن شرف والدها. في هذا العام عملت من اجل منع بث الفيلم الايراني "اغتيال فرعون" في مصر والذي يصف "بطولة" الشخص الذي قتل السادات في اطار الحملة الدعاوية الايرانية ضد مصر. هي ايضا كافحت ضد المنتج المصري يسري عكاشة لعزمه انتاج مسلسل تلفزيوني حول والدها من دون الحصول على اذن. السادات ادعت في الدعوة المقدمة ان سيرة والدها هي ملك خاص للعائلة وان احدا لا يمتلك الحق باستخدامها كما يشاء. المحكمة قررت عدم اتخاذ قرار في هذه القضية معللة انها ليست "مجال صلاحيتها".