خبر الرؤساء قد تبدلوا يا عزيزي -هآرتس

الساعة 10:16 ص|03 يونيو 2009

بقلم: عاموس هارئيل

 (المضمون: الرؤساء تبدلوا يا رئيس الوزراء واوباما قد يكتشف انه ما زال عدوا للعالم الاسلامي رغم محاولاته للتقرب منه - المصدر).

بعد زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن باسبوعين وقبل قيام اوباما بالقاء خطابه الموجه للعالم الاسلامي من القاهرة بلحظات، تبدأ الامور بالاتضاح:- العلاقات الاسرائيلية الامريكية تدخل في الدوامة الاكثر خطورة منذ عقد. وفي الواقع منذ دخول نتنياهو لولايته السابقة كرئيس للوزراء.

الانباء السيئة من واشنطن تسقط على رأس نتنياهو واحدة تلو الاخرى. فور صدور الانباء بأن اوباما يدرس الغاء نهج الدعم التلقائي لاسرائيل في الامم المتحدة قال الرئيس في مقابلة اجريت معه لقد آن الآوان حتى نكون صادقين مع اسرائيل. موقف الولايات المتحدة من اسرائيل حتى الآن الحق الضرر احيانا بمصالح الدولتين. لم يعد هناك شك:- اوباما يخطط لتعليم نتنياهو معنى الحب القاسي.

التوتر ليس فقط نتيجة للفجوات في المواقف بين حكومة اليمين في اسرائيل وبين الادارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. هذه ايضا مسألة جداول زمنية. اوباما يدخل للبيت الابيض عازما على احداث انقلاب في سلسلة طويلة من المجالات. بين انتصاره في الانتخابات في تشرين الثاني وادائه  ليمين القسم في كانون الثاني، كان لديه ما يكفي من الوقت للاستعداد لتطبيق مشاريعه. نتنياهو انتصر بصعوبة في الانتخابات في شباط وحكومته دخلت الى مهامها في اواخر آذار فقط. في وقت لاحق بدى انه لم يصل الى واشنطن جاهزا ومستعدا للصدمة التي تنتظره. اتضح ان حاشية رئيس الوزراء الناطقة بالانجليزية ملائمة بصورة رائعة لحوار خصب مع الامريكيين شريطة ان تكون الادارة ادارة بوش. عزيزي نتنياهو لقد تبدلت الادارات.

ما الذي يسعى اوباما لتحقيقه على المسار الاسرائيلي الفلسطيني؟ في هذه المرحلة ما زال من المبكر القول بأن التسريبات بشأن رغبته في التوصل للسلام الاقليمي خلال عامين هي تسريبات ذات أساس. هناك تصورات مختلفة في الادارة وهي تتزاحم فيما بينها. وزارة الخارجية تحديدا التي تتموقع عادة في الجناح الاقل مناصرة لاسرائيل بالمقارنة مع البيت الابيض – تنادي بموقف اكثر واقعية. جورج ميتشل المبعوث الخاص للمنطقة قال لمحادثيه (اليهود الامريكيين والاسرائيليين) انه يشك باحتمالات نجاح فكرة الدولتين. يبدو ان الاوساط الواشنطنية اكثر تحمسا للتغير من الادارة نفسها. الزائرون الاسرائيليون للعاصمة الامريكية يوبخون بسبب أعراض التشائم المفرطة البادية عليهم ويطالبون بالتوقف عن الامتناع عن الفرح والسرور. الـ "نيويورك تايمز" تنشر من الان مقالات تدعو الرئيس للتجاوب مع ايران والموافقة على "علاقاتها الخاصة" مع حزب الله وحماس.

من الممكن الافتراض ان الرئيس نفسه يعرف ان الامور لن تسير بسهولة. جدول اعماله العالمي مكتظ ومزدحم: معالجة كوريا الشمالية وافغانستان – باكستان وايران، تسبق بكثير اسرائيل في سلم الاهمية. من الناحية الاخرى ايقاف البناء في المستوطنات هو مطلب من المريح للادارة الامريكية ان توضح حوله الخلاف مع اسرائيل. رام عمانويل لن يعارض رؤية نتنياهو وهو يتصبب عرقا. وفي ظروف معينة يبدو ان البيت الابيض لن يذرف دمعة ايضا ان انهارت الحكومة الحالية تحت الضغط الامريكي.

ولكن المستوطنات ليست العقبة الوحيدة امام السلام في الشرق الاوسط. ما الذي سيحدث بعد يوم من خضوع نتنياهو للضغوط واعلانه عن وقف البناء التام؟ حماس ستواصل حكمها لغزة وحزب الله سيواصل تكريس مواقعه في لبنان والنفوذ الايراني في المنطقة سيبقى على حاله. السباق الايراني نحو الذرة لن يتوقف حتى ان انتخب هناك رئيس اصلاحي في الـ 12 من حزيران.

اسرائيل والفلسطينيون لن يكونوا اكثر قربا من التسوية الدائمة في ظل نتنياهو، مما كانوا عليه في عهد سلفه مثل ايهود اولمرت. الجانبان لم يصلا ابدا الى مسافة قريبة من السلام. الفجوات في قضية القدس واللاجئين كانت كبيرة جدا.

في هذه الاثناء الادارة الامريكية تدفع رسوم دراسية لا بأس بها في المنطقة. زيارة نائب الرئيس جو بايدن لبيروت عشية الانتخابات اللبنانية فسرت كمحاولة تدخل فظة في العملية الديمقراطية وصبت في مصلحة حزب الله تحديدا. امتناع اوباما عن تحديد موعد محدد ومشدد لانهاء الحوار الدبلوماسي مع اير ان يفسر في بعض الدول العربية المعتدلة كخطأ وكابداع للضعف. فهل سيفعل سحر اوباما الملموس فعله غدا في القاهرة ايضا؟ من المحتمل. ولكن الرئيس قد يستفيق في يوم الجمعة صباحا ويكتشف ان بلاده قد بقيت العدو الاكبر للاسلام.