خبر ليس مخلصا -يديعوت

الساعة 10:16 ص|03 يونيو 2009

بقلم: ناحوم برنيع، القاهرة

لن يهبط مخلص غدا في مطار مصر الجديدة. بالرغم من ذلك، فان التوقعات التي تثيرها زيارة اوباما الخاطفة لمصر تكاد تكون خلاصية. في حوانيت التذكارات يباع السياح علائق نقشت فيها جملة "اوباما – توت عنخ أمون العالم". هذا اطراء كبير بالمفاهيم المصرية. لن تستطيع خطبة مدتها ساعة تحقيق توقعات كهذه ولا حتى خطبة لساعتين.

ان استقرار رأي اوباما على جعل العالمي العربي في رأس سلم اولويات سياسته الخارجية لم يولد من مطامح خلاصية بل من ضرورة. فامريكا محتاجة الى الزعماء العرب والى الرأي العام العربي كما لم تكن محتاجة لهما قط. ان كراهية امريكا توقع كل يوم ضحايا امريكيين في العراق وفي افغانستان. لن تستطيع امريكا بغير تأييد عربي الخلاص من هناك من غير ان تترك وراءها ارضا محروقة واضرارا استراتيجية. وما زالت توجد مشكلة ايران: فمواجهتها ستكون اصعب باضعاف مضاعفة بغير تعاون من الزعماء العرب.

اوباما يمشي على خيط دقيق. ولما كان محتاجا الى الزعماء العرب، فيجب عليه ان يخفض صوته في كل ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان. توجد ها هنا مفارقة تاريخية: فجورج بوش الجمهوري اليميني المؤمن بالقيم الدينية، اراد ان يأتي الشرق الاوسط بالديمقراطية. اما براك اوباما الديمقراطي اليساري من اولئك الذين يسميهم اليمين الامريكي ساخرا "ليبراليين قلوبهم نازفة" فيراوض ملك السعودية ورئيس مصر الخالد.

الخيط الديني الذي يمشي عليه دقيق ايضا. فاسمه الاوسط حسين يساعده على أسر قلوب الجماهير في العالم الاسلامي. لكنه في الوقت نفسه يثير عليه ريبة غير المسلمين. لا توجد هذه الريبة في امريكا فقط ولا في اسرائيل فقط. ان واحدا ممن حادثناهم في مصر، وهو شخص مشارك مشاركة عميقة في أرفع مستوى في سياسة المنطقة قال لنا ان الاقباط، وهم القلة المسيحية الكبيرة في مصر، ارتابوا بأوباما لأصل أبيه المسلم. عندما تبين أنه يكرم مصر استراحوا. فالكرامة القومية مهمة للاقباط جدا على نحو لا يقل عن اهميتها للمسلمين.

ان خطبة أوباما تشبه لحنا افتتاحيا لمسرحية لم تكتب بعد. والسؤال هو ما الذي سيحدث في واشنطن بعد ذلك. هل ستصاغ حقا خطة تستطيع توحيد جميع القوى المعادية لايران والموالية لامريكا في المنطقة وفيها اسرائيل، في تحالف واحد، يسعى الى استقرار اقليمي – الى كبح جماح ايران، وانقاذ العراق وافغانستان والى سلام اسرائيلي عربي اقليمي. ان مخلصا فقط يستطيع احراز جميع هذه الاهداف في مدة ولاية واحدة.