خبر مؤسسة الأقصى تحذر من تنفيذ مشروع الاضاءات الليلية لمدينة القدس

الساعة 06:30 م|02 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

حذرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت في تنفيذ "مشاريع الإضاءات الليلية والحفلات الموسيقية" في شوارع البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، في خطوة جديدة تستهدف "تسريع تهويد المدينة".

وفي تقرير لها اليوم الثلاثاء، كشفت المؤسسة عن "بدء بلدية القدس، وما يسمى بسلطة تطوير القدس، ووزارة السياحة الإسرائيلية، بالتخطيط لمشروع أطلق عليه اسم مشروع الإضاءات الليلية للقدس القديمة".

وأوضح التقرير أن هذا المشروع يتضمن "تركيب أضواء كاشفة قوية ومتنوعة الألوان مسلطة على محيط الأسوار التاريخية للبلدة القديمة بالقدس، وعلى محيط المسجد الأقصى وجدرانه خاصة في المنطقة الجنوبية والشرقية".

كما تعتزم المؤسسة الإسرائيلية، وفقا لمخطط المشروع، "تركيب أنواع أخرى من الإضاءة خاصة في شوارع وأزقة البلدة القديمة بالمدينة إلى جانب افتتاح مسارات سياحية ليلية في أنحاء من البلدة ومحيط الأقصى".

وأشار التقرير إلى أن مشروع الإضاءات الليلية يشمل أيضا "تغيير اللافتات وتركيب إضاءات معينة ترمز إلى التاريخ العبري على اعتبار أنه أساس البلدة القديمة".

في السياق نفسه، نوه تقرير "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إلى أن السلطات الإسرائيلية تخطط أيضا لتنظيم حفلات موسيقية ليلية تمتد أوقاتها إلى ساعات الليل المتأخرة، حيث سيساهم "مشروع الإضاءات الليلية" في إنجاح مثل هذه الحفلات، على حد قول المؤسسة الإسرائيلية.

وعلمت "مؤسسة الأقصى" أن الميزانية المبدائية المقررة لهذا المشروع "التهويدي" تبلغ 150 مليون شيكل (نحو 38 مليون دولار أمريكي).

وكدليل عملي على شروع الاحتلال في هذه المخططات، قال التقرير: "إنه بالتزامن مع الذكرى الـ42 لاحتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى (يونيو 1967)، أعلنت إسرائيل عن أسبوع من المهرجانات الموسيقية الليلية الصارخة بالأضواء يقام مجانا في أنحاء متفرقة من البلدة القديمة".

وتقام هذه الاحتفالات، التي ستستغرق أسبوعا كاملا بدءا من يوم 10-6-2009، برعاية كاملة من وزارة السياحة الإسرائيلية وبلدية القدس وسلطة تطوير القدس.

ومن ضمن المواقع التي ستقام فيها الاحتفالات، منطقة قصور الخلافة الأموية، جنوب المسجد الأقصى، باب المغاربة، بلدة سلوان، باب النبي داود، مسجد القلعة، باب الخليل، باب العامود، حارات وأزقة البلدة القديمة، ومواقع متفرقة من الأسوار التاريخية للبلدة القديمة.

وحول الأهداف من هذه المشاريع، قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إنها تستهدف "محاولة خلق تواصل سياحي بين غربي القدس والبلدة القديمة في المدينة، وجذب الإسرائيليين والسياح الأجانب إلى البلدة القديمة، وزيارة المواقع والمراكز التي يعتبرونها تمثل التاريخ العبري في القدس".

وأوضحت المؤسسة أن "هذه المشاريع وإن حاولت إسرائيل تلبيسها بالغطاء السياحي أو التطويري، فإنها في الحقيقة مشاريع تهويدية تسعى من خلالها إلى تهويد البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وطمس الطابع التاريخي والحضاري الإسلامي والعربي لمدينة القدس".

كما تسعى هذه المشاريع، بحسب المؤسسة، إلى "استنبات تاريخ عبري موهوم ومزعوم في القدس وإخفاء الطابع الديني والعمراني الإسلامي والعربي، من خلال تزييف مواقع موهومة لتاريخ أو وجود عبري في القدس".

وفي وجه هذه المشاريع وغيرها، شدد المهندس زكي إغبارية، رئيس مؤسسة الأقصى، على ضرورة دعم المسجد الأقصى ومدينة القدس وكل مرافقهما بكل ما يمكّن من أجل الحفاظ على إسلامية وعروبة المدينة.

وأضاف إغبارية: "إذ نرى ونلمس بوضوح المساعي المتواصلة والمشاريع التهويدية المتصاعدة في القدس.. فإننا أولا ندعو أهلنا في الداخل الفلسطيني إلى شد الرحال للصلاة والرباط على مدار ساعات اليوم والليلة في ساحات الأقصى والبلدة القديمة". كما طالب "العالمين الإسلامي والعربي بدعم القدس بكل مقومات التصدي والصمود.

ويعمل الاحتلال من خلال مؤسساته المختلفة على تنفيذ العديد من مشاريع التهويد في القدس سواء من خلال مصادرة المنازل والأراضي، طرد المقدسيين من منازلهم، وإنشاء مزيد من الوحدات السكانية الاستيطانية؛ بغية تغيير معالم المدينة؛ للحيلولة دون تقسيمها.