جولة "سرايا القدس" عرّت المنظومات الدفاعية للاحتلال... فأسقطت "القبة" وردعت "مقلاع داوود"

الساعة 12:27 م|20 مايو 2023

فلسطين اليوم

أسبوع قد مضى على انتهاء جولة "ثأر الأحرار"... ولاتزال مكابرة الاحتلال بتحقيقه إنجاز في غزة بعد أن قام باغتيال الاحتلال عدد من قادة "سرايا القدس" كاللصوص وهم بين أحضان عائلاتهم، سيد الموقف، إلا أن أبواق المحاسبة من قبل الشعب "الإسرائيلي" وإعلامهم بدأت تظهر جلياً وخاصة فيما يسميه بالخلل الكبير في منظوماتها الدفاعية التي كانت موجودة دون أي حماية، فأسقطت سرايا القدس "القبة الحديدة" التي لايزال الاحتلال حتى هذه اللحظة يبحث عن سبب فشلها لتلحقها "مقلاع داود" الذي فشل في إسقاط صاروخ "رحوفوت"، بالإضافة للتساؤل أخيراً عن عدم استخدام الليرز الذي قد يكون الحل المجدي بالنسبة لهم.

صاروخ "رحوفوت" الذي دك المبنى المكون من ثلاثة طوابق لم تفلح في اعتراضه منظومة (مقلاع داوود- العصا السحرية) والتي يبلغ الصاروخ الواحد من هذا الطراز ميلون دولار، بالإضافة للأثر البالغ لهذه الصورة التي ظلت تطارد "الإسرائيليين" وجبهتهم الداخلية. بحسب العديد من الخبراء والمختصين.

الخبير الأمني والعسكري د. محمود العجرمي، اعتقد أن منظومة القبة الحديدة عانت خلال الجولات القتالية الأخيرة بل ومنذ سنوات من العديد من الثغرات في بطاريات "القبة الحديدية".

خلل وثغرات في القبة

وقال العجرمي في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "هذا الخلل في منظومة القبة الحديدة دفع الاحتلال للعمل على إإعادة تأهيل وإصلاح صواريخ القبة الحديدية بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، فالقبة الحديدية تم تصنيعها وفق برنامج مشترك بين شركة "رافائيل الإسرائيلية" وشركات عسكرية أمريكية.

ورأى الخبير العسكري أنه في معركة "ثأر الأحرار" الثغرات لمنظومة القبة كانت واضحة، وتجلت بشكل واضح وفادح، مبيناً أن بعض الرشقات الصاروخية التي أطلقتها المقاومة لم يتم تفعيل صافرات الإنذار ولا اعتراض من القبة الحديدية لهذه الصواريخ وهو أمر تكرر كثيراً.

إخفاء الخلل والكذب

كما اعتقد العجرمي أن الاحتلال حاول جاهداً عدم الحديث عن الإخفاقات الموجودة في القبة الحديدية؛ لأن هذا الأمر يُضر بمعنويات الجيش "الإسرائيلي" و معنويات المستوطنين في المدن والبلدات المحتلة داخل فلسطين.

واعتبر أن ادعاء الاحتلال بأن نسبة إسقاط صواريخ المقاومة بلغ 96% هو غير صحيح، ولم تتخطَ نسبة نجاح القبة الحديدية نسبة 30%، موضحاً أن ذلك حصل بالرغم من أن صواريخ القبة الحديدية تعمل بمدى يصل لـ90 كيلومتر، فيما يصل مدى صاروخ مقلاع داوود 250 كيلو متر.

وحول صاروخ رحوفوت، أكد أن صاروخ "مقلاع داوود" الذي يكلف مليون دولار أخفق في إسقاط الصاروخ الذي أصاب المبنى المكون من ثلاثة طوابق في مدينة رحوفوت قرب مدينة "تل أبيب" في وسط كيان الاحتلال، مشيراً في ذات الوقت أن ما ساعد في هذا الأمر استخدام المقاومة العديد من التكتيكات في الرمايات الصاروخية.

الاحتلال فقد الردع

من جانبه، اعتبر المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أن الردع لم يتحقق للاحتلال الصهيوني لأن هذا الأمر يحتاج إلى عملية كبيرة "حرب" ولا يمكن تغيير المعادلات القائمة بين المقاومة والاحتلال من خلال جولة قتالية في غزة.

واعتقد نصر الله في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يؤكد فقدان الاحتلال الردع هو قصف سرايا القدس لتل أبيب والقدس المحتلتين والاستمرار في قصف جميع المدن في الداخل المحتل حتى اليوم الأخير من المعركة، كاشفاً عن وجود خلل في منظومة القبة الحديدية التي يتباهى بها الاحتلال، وحدوث عملية تضليل للقبة الحديدية.

صاروخ رحوفوت له أثر بالغ

ورأى نصر الله، أن صاروخ رحوفوت الذي تخطى منظومات الاحتلال من القبة الحديدية ومقلاع داوود كان له بالغ الأثر "الإسرائيليين" والجبهة الداخلية لديهم.

وقال: "صاروخ واحد يتخطى كافة المنظومات الدفاعية، فالإسرائيليون نتيجة لذلك توقفوا كثيراً عند هذا الحدث، معتقداً أن هذا الحدث أثر بشكل كبير في التفاوض بين "الجهاد الإسلامي" والاحتلال.

وأشار المختص في الشؤون الإقليمية، إلى أن المقاومة وضعت شروطاً منذ اللحظة الأولى ورفضت التنازل عنها، ما جعل الاحتلال يرضخ لشروط المقاومة بفعل الضربات الصاروخية المركزة لسرايا القدس والمقاومة.

وأضاف نصر الله: "ما حصل في معركة ثأر الأحرار التي تصدرتها حركة الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال شيء مصغر لما يمكن أن يحصل في حال حدوث مواجهة متعددة الجبهات بعد الرعب الذي أصاب الجمهور "الإسرائيلي" بسبب الخلل الموجود في القبة الحديدية التي تعتبر صمام الأمان لهم".

14b8592c-476c-4d32-843f-69f54c204f64.jpg
 

وكان قال يوآف ليمور مراسل صحيفة يسرائيل هيوم: "إن الأهمية الإستراتيجية لنتائج المعركة الأخيرة مع غزة "هامشية جداً"، متسائلاً: أي ردع تحقق في العملية؟ وكم من الوقت سيصمد؟".

وعقب انتهاء جولة "ثأر الأحرار" التي قادتها "سرايا القدس"، بدأ قادة الاحتلال بالتساؤلات حول فشل منظومات الدفاع "الإسرائيلية "، حيث تساءل الباحث "الإسرائيلي" في معهد دراسات الأمن القومي، يوشع كاليسكي، حول عدم استخدام منظومة اعتراض الصواريخ بواسطة الليزر، التي أعلنت عنها "إسرائيل" مطلع عام 2020م.

كلمات دلالية