بالصور طائرات الاحتلال تمحو معالم فرحة العريس "عطا عليان"

فلسطين اليوم

كانت أرواحهما أغلى ما يملكان، لكن المنزل الذي يأويهما لم يكن أقل أهمية من حياتيهما، فقد اغتالت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" أحلاهما وذكرياتهما التي مالبثت أن ينسجاها معاً في بيتهما الجديد، فمازال عطا عليان عريساً لم يفرح بعد في بيته..

في تمام الساعة 9 صباحاً، أكثر من 200 شخص يعيشون في مربع سكني مأهول داخل منطقة سكينة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، جاءتهم الصاعقة بإعلان من جارهم بإخلاء المنطقة بأكملها تمهيداً لقصفه.

هذا المنزل وغيره المئات من منازل المواطنين التي تدمرت خلال خمسة أيام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أدى لارتقاء أكثر من 30 شهيداً بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 100 جريح، اغتال الاحتلال خلاله 6 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

"لم يسعفه الوقت كثيراً، فقد كان نائماً في منزله آمناً، عندما طرق الباب أحد جيرانهم لإيقاظه بعد إبلاغ أحد سكان المنطقة بإخلائها تمهيداً لقصفها"، يقول عليان لمراسلة
..

يضيف عليان: "لم يكن أمامي سوى الخروج من المنزل برفقة زوجتي، ولم يكن هناك وقت متسع لدينا، فالخوف سيطر على كل المنطقة وكان يجب الخروج بأي طريقة، فلم نستطع إلا الخروج بملابسنا فقط"

العمارة التي يقطنها عليان هي ايجار يسكن فيها عدة عائلات، بينهما أطفال ومعاقين
، لا حول لهم ولا قوة، خرجوا جميعاً تاركين منازلهم وعفشها وكل مستلزماتها ليعودوا ليجدوها ركاماً وقد تدمر كل شيء بصاروخ واحد.

يشير عليان إلى أن الصاروخ الذي سقط على منطقته دمر كل ما فيها، لم يبق فيها ولم يذر، فكان كل رب منزل يخرج بزوجته وأطفاله، تاركاً ذكرياته، وكل تعبه وشقاه يسقط أمامه ركاماً وغباراً ..

الحزن والأسى يبدو على عليان، فلم يحصل على بيت له ولزوجه بكافة مستلزماته مجاناً فهو يعمل من أجل توفير ما يمكنه لأجل حياة سعيدة مع عروسه الجديد، إلا أن طائرات الاحتلال أبت إلا أن تقضي على فرحته بحياته الجديدة.