خبر « نافورة مياه » تتحول إلى « مسبح »..وأطفال غزة مازالوا يبحثون عن الترفيه في إجازتهم

الساعة 10:02 ص|02 يونيو 2009

"نافورة مياه" تتحول إلى "مسبح"..وأطفال غزة مازالوا يبحثون عن الترفيه في إجازتهم

 

مواطنون: إجازة صيفية بدون ترفيه.. وشاطئ البحر لم يعد آماناً لأطفالنا

أخصائية نفسية: البرامج الترفيهية للمؤسسات المدنية تقليدية وعلى الأم أن تحتضن أطفالها

بلدية غزة: الحصار وقلة مواد الخام وشروط الممولين أسباب لقلة الأماكن الترفيهية  

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

أن يتجمع العشرات من الأطفال حول نافورة مياه أقيمت في ساحة ميدان فلسطين بمدينة غزة هو أمر اعتيادي، ولكن أن يحولًه هؤلاء الأطفال إلى مسبح صغير يتساقطون فيه ويسبحون بلعب ولهو فيه دون اكتراث للملوثات الموجودة فيه هو الأمر الغير الاعتيادي والمنطقي.

 

وقد اعتبر الكثير من المارة هذا الأمر بالعادي فيما تعجب آخرون، أما أحد الأطفال والذي بدأ يلعب في المياه بنشوة آخذاً بإطلاق الضحكات العالية فردً على استغراب الجميع بقوله" وين بدنا نروح خلصنا إجازة وبدنا نلعب والبحر بعيد ونفسي ألعب".

 

الأماكن الترفيهية.. هي المشكلة التي تنتظر كل الأطفال الغزيين مع بداية كل إجازة صيفية، حيث يعاني الغزيون من قلتها واقتصارها على بعض المناطق والأماكن المحددة، والتي تستقطب الكثير من المواطنين المتعطشين للأماكن الترفيهية بعد عام دراسي ملئ بالمشاق، وحرب إسرائيلية لم يسلم منها أحد وأثرت نفسياً على كافة المواطنين.

 

أم محمد عوض أولادها اتخذت لها مكاناً على شاطئ بحر غزة وهي توصي أولادها باللعب بالقرب منها وعدم الابتعاد عنها كثيراً، لأن إسرائيل تقوم بإطلاق النيران على الصيادين بين الفينة والأخرى.

 

وأوضحت عوض، أن شاطئ البحر بالنسبة لها هو الملاذ الوحيد، خاصةً في ظل قلة الأماكن الترفيهية، مبينةً أن مدينة أصداء المتواجدة خانيونس بعيدة بالنسبة لها، كما أنها زارت سابقاً حديقة الحيوان، على الرغم من بعدها أيضاً مما جعلها تجد في شاطئ البحر ملاذاً وحيداً لها.

 

أما سامية الكرد، فرأت أهمية إقامة الأماكن الترفيهية لأن كافة المواطنين بحاجة إلى هذه الأماكن للترفيه عن أنفسهم في ظل الضغوطات النفسية التي يتعرضون لها، خاصةً الأطفال منهم، مابين العام الدراسي الشاق والحرب الإسرائيلية البشعة على غزة.

 

بدورها، رأت الأخصائية النفسية رجاء شامية من المركز الفلسطيني لحل النزاعات المجتمعية في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن مجتمعنا الفلسطيني يعاني من ضغوطات متعددة، نظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها، فضلاً عن الآثار النفسية التي خلفتها الحرب الأخيرة.

 

وأضافت شامية، أن مجتمعنا بحاجة إلى أماكن ترفيهية، وكذلك لتطوير البرامج الترفيهية التي تقوم بها بعض مؤسسات المجتمع المدني، خاصةً أن البرامج التي تستخدمها مكررة ولا جديد لديها في هذا المجال، كما أنها تستهدف فئة عمرية محددة دون تغيير.

 

وعن أهم المشكلات النفسية التي يتعرض لها المواطنين وخاصةً الأطفال بسبب ندرة الأماكن الترفيهية، هي الضغط النفسي التي يتعرضون له،  والمشكلات التي يتعرضون لها نتيجة ازدحامهم في الشوارع، وتزايد عدد الأطفال، وقلة الأماكن المخصصة للعب، كما تزيد الضغوطات داخل المنزل وينعكس ذلك على ربة المنزل.

 

وأشارت شامية، إلى أن شاطئ البحر الذي يعتبر المنفذ الوحيد للمواطنين يشكل مصدر خوف لهم خاصةً في ظل توتر الأوضاع والتهديد بحرب خلال الفترات القادمة، وإطلاق النيران على الصيادين المصطافين بين كل فترة وأخرى.

 

وطالب شامية، مؤسسات المجتمع المدني بتطوير البرامج الترفيهية وخلق برامج جديد، والبحث عن سبل بديلة للترفيه كالمهرجانات والمنتزهات والزيارات الترفيهية والمخيمات الصيفية وتفعيل النوادي الرياضية وإقامة المخيمات الصيفية المتميزة.

 

وعن دور في هذا الخصوص، بين شامية، ضرورة أم تقوم بدور فاعل في خلق جو ترفيهي لأطفالها داخل البيت وعدم ترك الأطفال للشوارع للتخفيف من المشكلات التي يتعرضون لها، وعمل حلقت تفريغ نفسي، وقراءة القصص المفيدة والتي تضفي من جو الأمان على أطفالها.

 

من ناحيته، أكد حاتم الشيخ خليل مدير العلاقات العامة في بلدية غزة لـ"فلسطين اليوم"، أن الحصار الإسرائيلي المشدد وقلة الإمكانيات المادية ومواد الخام اللازمة هم السبب وراء قلة المشاريع الترفيهية في قطاع غزة.

 

وأضاف الشيخ خليل، أن هناك خطط موجودة منذ عام 2000 لإقامة مشاريع ترفيهية، ولكن عندما بدأ الحصار على قطاع غزة كانت البلدية من أكثر الفئات المتضررة، حيث يبدأ الممولين بتشديد شروطهم لدعم أي مشروع سيقام في غزة، كما أن البلدية تعاني كذلك من قلة الأراضي المسموح بها لإقامة المشاريع الترفيهية عليها، حيث أن الخطط جاهزة لإقامتها، وتنتظر دعمها.

 

ونوه الشيخ خليل، إلى أن الجهات المانحة تقوم بدعم المشاريع الملحة والمتعلقة بالصرف الصحي والتي تعتبر أنها أولوية، مؤكداً أنه نظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها شعبنا يتم التركيز على القضايا المعيشية الصعبة، كمحطات الصرف الصحي.

 

وأشار الشيخ خليل، إلى وجود العديد من المنتزهات والأماكن الترفيهية المتواجدة في غزة أهمها منتزه البلدية الرئيسي الذي يستقطب الكثير من المواطنين، فضلاً عن وجود 5 مراكز ثقافية.

 

وأوضح مدير العلاقات العامة، أن البلدية قامت بزرع أكثر من 500 شجرة نخلة في شوارع مدينة غزة، كما قامت بتشجير منطقة الشجاعية التي كانت تتواجد فيها بسطات البضائع والتجار، ولكن جرى تشجيرها وزرعها بالنجيل مما أضفى عليها منظراً جميلاً أصبح يقبل عليه المواطنون.

 

وحول المشاريع المستقبلية التي تعد لها البلدية، بين الشيخ خليل، أن البلدية تعد لإقامة مشروع ترفيهي في منطقة المشتل شمال قطاع غزة، على مساحة 25 دونماً، ولكن لم يتم بعد الاتفاق مع سلطة الأراضي بسبب وجود بعض الخلافات.

 

وأضاف، أن البلدية تقوم بتطوير بعض المشاريع التي تهم المواطنين كمشروع تطوير شاطئ بحر غزة، خاصةً في ظل الإقبال الكبير على شاطئ البحر في شهور الصيف.

 

ودعا الشيخ خليل، المواطنين للمحافظة على الأماكن الترفيهية، نظراً لأن تكلفة صيانتها كبيرة، لمساعدة البلدية على الحفاظ على هذه الأماكن نظراً لقلتها في قطاع غزة.