خبر هآرتس كتب « آفي يسسخروف »: هكذا دفن المال الغزي في انفاق التهريب بعد رصاص مصهور../

الساعة 08:34 ص|02 يونيو 2009

ترجمة حرفية

قضية الفساد هذه تثير عاصفة في كل قطاع غزة. ويشارك فيها مقربون من حماس ورجال أعمال، شيوخ في المساجد ورجال عاديون استثمروا افضل اموالهم. وقد بدأت القضية قبل عدة اشهر، حتى قبل حملة "رصاص مصهور". اصحاب الانفاق في رفح المقربون من حماس بدأوا يعرضون على سكان القطاع ولا سيما على رجال اعمال بارزين الاستثمار في شراء بضائع مهربة في الانفاق. وحسب اقوالهم، كان يمكن بيع كل بضاعة تشترى في الجانب المصري بسعر مضاعف مرتين او ثلاث مرات عنه في غزة. وعليه فقد عرضوا على الاف الاشخاص من غزة الاستثمار في شراء البضائع او في بناء الانفاق في ظل ضمان ربح كبير وسهل في فترة زمنية قصيرة.

في تلك الفترة، عشية الحرب في غزة عملت مئات الانفاق في رفح، القسم الاكبر منها برعاية حماس وبمصادقتها، ولهذا فان اصحاب الانفاق اعتبروا مقربين من المنظمة. في البداية نجح قادة الشبكة في تجنيد ملايين الدولارات، في ظل استخدام مبعوثين مأجورين لتجنيد المستثمرين. التجارة في الانفاق دارت دون عراقيل وفي كل يوم انضم المزيد فالمزيد من الاشخاص الى الاستثمار الذي انتج في البداية ارباحا لا بأس بها. النجاح الاولي جر موجة اخرى من مجندي الاموال ممن انتقلوا من مكتب الى مكتب في غزة وعرضوا على الناس استثمار الاف الدولارات. وانضم كثيرون الى الاستثمار. وبالتوازي، فان الشيوخ في المساجد في القطاع قدموا حجتهم مع الاستثمار.

عماد، صاحب مكتب في شارع عمر المختار روى ان احد مجندي الاموال، من سكان دير البلح كان يعرفه، عرض عليه استثمار الاف الشواكل مقابل الربح السريع. "قلت له كم من الناس عرضت عليهم ذلك فأجابني هل اعتقد انه اهبل؟" وحتى عندما تقلصت المداخيل حرص المستثمرون على نقل الاموال بين مستثمر وآخر كي يخلقوا مظهرا سطحيا للربح. وهذا يعني ان مال مستثمر ما، أصبح ربحا لمستثمر آخر.

احد الشخصيات الاساس في هذه القضية هو رجل الاعمال المقرب من حماس ايهاب الكرد الذي كان من قادة الشبكة. فقد نجح في تجنيد ملايين الدولارات، فيما تراوحت المبالغ بين 1.000 دولار الى 50.000 الف دينار للمستثمر. ووعد الناس بربح مضاعف، بل واحيانا بلاثة اضعاف. وادى الامر الى ان بدأ سكان في القطاع اقتراض المال من اصدقائهم وابناء عائلاتهم كي يستثمروا في الانفاق. احد ضحايا الشبكة باع بيته لقاء 30 ألف دولار واستثمرها في الانفاق، فيما باع رجلٌ آخر مصاغ زوجته لقاء 5 الاف دينار.

ولكن مثلما هو دوما، فان "الاحتلال" وبالاساس الجيش الاسرائيلي هو الذي ألحق الضرر المالي الاكبر. في اعقاب حملة "رصاص مصهور" دمرت مئات الانفاق وكميات البضائع التي نقلت من مصر الى القطاع تقلصت جدا. وادى الامر الى نقص حرج في السيولة النقدية ولم ينجح المجندون بالدفع للمستثمرين. حاول الكرد الفرار من المستثمرين ولكن في نهاية المطاف اعتقلته قوات أمن حماس.

مؤخرا نجحت حكومة حماس في غزة في استعادة مبالغ المال التي كانت بحوزة الكرد وبعض المعتقلين الاخرين في القضية. وعرضت الحكومة على المستثمرين الحصول على 16.5 في المائة من المال الذي استثمروه لان هذا بزعمهم هو المبلغ الاجمالي الذي نجحوا في العثور عليه من اجمالي الاستثمارات. ولكن المستثمرين رفضوا بشدة. والان تعد حكومة حماس بمواصلة محاولة العثور على المجندين الاخرين كي تعيد لسكان غزة كامل اموالهم. ولعلهم ببساطة يختبئون في الانفاق.