تطور عسكري نوعي

معركة تكتيك غير مسبوقة...صمت الجهاد الإسلامي أرعب العدو وصواريخه زلزلت كيانه

الساعة 05:08 م|11 مايو 2023

فلسطين اليوم

"صمت مرعب وصواريخ مُزلزلة"، هكذا قادت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكرية سرايا القدس بالتنسيق مع فصائل المقاومة المعركة الجارية ضد كيان العدو الإسرائيلي، رداً على العدوان المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي.

رد سرايا القدس على اغتيال ثلة من قادتها العسكريين في قطاع غزة، خالف توقعات الاحتلال "الإسرائيلي"، إذ بدأ بصمت هز كيانه لساعات طويلة، قبل أن تنهال عليه رشقات الصواريخ كالحمم البركانية، وتُصبح معظم المدن المحتلة من بينها "تل أبيب" تحت قصف المقاومة لتحدث دماراً هائلاً في المباني والمنشآت وتُصيب أعداداً كبيرة من المستوطنين بجراح مختلفة، ليذوق من الكأس ذاتها التي أذاقها لأبناء الشعب الفلسطيني.

تطور نوعي

محللون سياسيون مختصون بالشأن "الإسرائيلي"، أكدوا على التطور النوعي في القدرات والصناعات العسكرية، وكذلك التكتيك الذي اتبعته حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس في المعركة الجارية، إذ استخدمت تكتيكاً لم يعهده الاحتلال من قبل وهو ما يُعزز قدرتهم على إدارة المواجهة بحنكة كبيرة تٌكبد الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة.

المحلل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي"، د. جهاد ملكة قال: "إنه لا شك ومع كل تصعيد عسكري ضد قطاع غزة، فإن سرايا القدس تُظهر تطوراً نوعياً في القدرات والصناعات العسكرية وخاصة في مجال التصنيع الحربي للصواريخ بعيدة المدى، وقد ظهر ذلك جلياً يوم أمس عندما على اغتيال أعضاء من المجلس العسكري للسرايا، عندما شاهدنا القذائف الصاروخية تنهال كالمطر على كل المدن المحتلة".

وأضاف د. ملكة في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن الاحتلال "الإسرائيلي" تفاجأ من هول رد سرايا القدس عندما انهالت الرشقات الصاروخية بعيدة المدى على البلدات المحتلة، وتُحدث دماراً هائلاً، وهو ما يؤكد تطور العمل العسكري لدى حركة الجهاد الإسلامي".

ويرى أن، المفاجأة كانت عندما أطلقت سرايا القدس صواريخ جديدة بمدى بعيد وقوة تفجيرية هائلة، لتصبح كل المناطق والمدن المحتلة، وفي العمق "الإسرائيلي" في مرمى صواريخ "السرايا" من ضمنها محطات الكهرباء والطاقة ومواقع عسكرية وموانئ، ما إلى إحداث شلل كامل في الحياة لدى الكيان "الإسرائيلي"، وجعلت الآلاف من المستوطنين يختبؤون في الملاجئ.

وأشار إلى أنه نتيجة لهذا التطور الصاروخي، استخدم جيش الاحتلال للمرة الأولى في تاريخ المواجهات مع غزة المنظومة الدفاعية المسماة بـ "مقلاع داود"، أو ما يطلق عليها أحيانا "العصا السحرية"، وهذا تأكيد على أن صواريخ السرايا أصبحت أكثر تطوراً، وفاعليته ودقة من الماضي.

تكتيك مُغاير

من جهته، قال المحلل السياسي المختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد، إن حكومة الاحتلال اعتقدت أنه عند اغتيال قادة الجهاد الإسلامي من الصف الأول، أن سرايا القدس سترد فوراً على العملية الغدرة، إلا إن الجهاد خالفت توقعات الاحتلال بردها الأخير بتكتيك نوعي وتطور عسكري وصاروخي لم يعهده الكيان الغاصب قبل ذلك، وهو ما يدل على أن الجهاد بدأت مرحلة أخرى من الصراع والمواجهة.

وأشار العقاد في مقابل خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن صمت الجهاد الإسلامي عن الرد لساعات طويلة، أربك كيان العدو، وكانت حرب شد أعصاب بالنسبة له، ومن ثم جاء رد سرايا القدس وفصائل المقاومة بقرار من الغرفة المشتركة، نوعي بوصول الرشقات الصاروخية إلى العمق "الإسرائيلي" "تل أبيب"، بينما فضلت القبة الحديدية في التصدي لمعظم الصواريخ".

ويرى أن الجهاد الإسلامي تفوقت في الحفاظ على معادلة الردع الخاصة بها، وبالتالي تآكلت المزيد من قوة الردع الإسرائيلي بشكل كبير، ما يعني أن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في الاستفراد بالجهاد الإسلامي والقضاء عليه، إضافة إلى فشل هدف كسر الجهاد الإسلامي وتفتيتها وتحييدها عما يجري من تصاعد للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة".

وأَضاف: "رد الجهاد الإسلامي على اغتيال قادته برسائل قوية للاحتلال، بأن أي عملية مماثلة أو محاولة الاستفراد بالمقاومين الفلسطينيين في الضفة والقدس لن يمر دون حساب، ولن تقف الحركة على الحياد، كذلك فشلت كل أهداف نتنياهو ووزير حربه التي كان يريد تحقيقها ضد سرايا القدس".

وأُصيب 32 مستوطناً بجراح مختلفة جراء الرشقات الصاروخية من غزة رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 25 شهيداً وإصابة العشرات وهدم المباني والمنشآت الاقتصادية.

كلمات دلالية