خبر نعم، لنجمد -هآرتس

الساعة 10:00 ص|01 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

ادارة اوباما تطلب من اسرائيل الايفاء بالتعهدات التي اخذتها على عاتقها في خريطة الطريق وتجميد كل البناء في المستوطنات "وعلى رأسها الزيادة الطبيعية" اضافة الى اخلاء البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ اذار 2001. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد لان يخلي بؤرا استيطانية، ولكنه يصر على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بحجة "الزيادة الطبيعية" مثل الحكومات السابقة.

المستوطنات تهدد باحباط امكانية اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وتحقيق حل التقسيم، الحيوي للحفاظ على مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. حماية المستوطنات تفترض استخدام منظومة مركبة من طرق الوصول وحواجز الطرق، التي تثقل على حياة الفلسطينيين وتلحق بهم ضررا اقتصاديا جسيما. اصرار كل الحكومات منذ 1967 على بناء وتطوير المستوطنات الحقت وتلحق باسرائيل ضررا سياسيا جسيما. المصادر الهائلة المستثمرة في وجود وتوسيع المستوطنات تأتي على حساب اهداف وطنية اخرى كتطوير النقب والجليل.

من بين كل هذه الاعتبارات، فان مطلب تجميد المستوطنات محق وحكيم. ادارة اوباما ترفض قبول معاذير "الزيادة الطبيعية" التي عرضتها اسرائيل على ادارات امريكية سابقة، وتحت رعايتها زادت اكثر فأكثر عدد المستوطنين في المناطق والبنى التحتية المخصصة لخدمتهم – وعلى رأسها منظومة الطرق المنفصلة والمسار المتغلغل لجدار الفصل، والرامي الى الضم العملي لاجزاء من الضفة لاسرائيل.

نتنياهو يطلب ان تواصل ادارة اوباما سياسة ادارة بوش، الذي غضت النظر عن بناء اسرائيلي واسع في المناطق، ولا سيما في شرقي القدس ومحيطها. يمكن التساؤل في الحكمة في نهج بوش، ولكن واضح ان هذا لن يقدم بالمجان: ارئيل شارون أخلى غوش قطيف وشمالي السامرة، وايهود اولمرت دخل في مفاوضات على التسوية الدائمة، عرض فيها الانسحاب تقريبا من كل الضفة.

نتنياهو يريد المقابل، دون أن يدفع الثمن. وهو يصر على معارضته لقيام دولة فلسطينية، بل ويريد توسيع المستوطنات. موقفه يدفع اسرائيل الى أن تعلق في مواجهة عسيرة وزائدة مع الادارة الامريكية، بالذات في الفترة التي تحتاج فيه اسرائيل الى اسناد ودعم من الولايات المتحدة، لاحباط تهديدات امنية ولاستغلال فرص السلام.