خبر أنا ايضا مستوطنة -معاريف

الساعة 09:58 ص|01 يونيو 2009

بقلم: عوفرا يشوعا - لايت

 (المضمون:  بعد 42 سنة من الاحتلال لا يزال يدور جدال حول الفارق بين مستوطني الشيخ مؤنس ومستوطني ارئيل - المصدر).

الحي الذي اسكن فيه نشأ من على الكثبان التي في شمالي اليركون. هذه الكثبان كانت ذات مرة جزءا من اراضي الشيخ مؤنس. على اراضي القرية تقع معظم الاحياء الشمالية لـ تل أبيب وكذا جامعة تل ابيب التي يقع نادي طاقمها في بيت الافندي المحلي، البيت الاخضر.

يحتمل أن بعد بضعة اشهر تكون هذه المعلومة محظورة على النشر في صحيفة اسرائيلية. فهي من شأنها أن تذكر بكارثة عرب فلسطين الذين طردوا من اراضيهم في اثناء قيام الدولة اليهودية في 1948، وبالتالي ستدرج ضمن النشاطات التي يفرض عليها قانون منع نشر ذكرى النكبة حكما بالسجن لثلاث سنوات.

توجد ايضا ذكريات اخرى موضع خلاف: بعد عدة ايام سيحتفل بالخامس من حزيران، الذي الذي بدأت فيه قبل 42 سنة حرب الايام الستة. الكثير من الاسرائيليين مقتنعون بان احتلال العام 1967 مسؤول عن الوجه الصعب والشرير الذي لبسته دولتنا. اسرائيليون آخرون يؤمنون انه في 5 حزيرات وقع نوع من المعجزة وان التخلي عن المناطق التي احتلت ذات مرة سيكون مصيبة.

الجدال المرير على دروس الـ 42 سنة الاخيرة يعبر عن عصف النفوس في الطرفين، ولا سيما لانهما شريكان في الرؤيا الاساس التي وضعها الجدال الايديولوجي السابق الذي جرى هنا قبل عشرين سنة من ذلك. في العام 1947 حسمت الحاضرة اليهودية باغلبية الاصوات في صالح مشروع التقسيم الذي رسم "دولتين قوميتين" في ارض فلسطين التاريخية. القطاع الديني الاصولي (اغودات يسرائيل) القطاع التجاري الليبرالي (الصهاينة العموميون)، مجموعات من المثقفين (بريت شالوم) واليسار الكيبوتسي (هشومير هتسعير) عارضوا بشدة المشروع وفضلوا دولة مدنية لا يعرف فيها مواطنوها حسب دينهم واصلهم. كما كان هذا هو الموقف السائد في القطاع العربي – الفلسطيني في كل ارجاء البلاد.

خلافا للعرب، الذين عوقبوا جميعهم على معارضتهم التقسيم بهذه الطريقة أو تلك، فان اليهود الذين عارضوه انخرطوا جيدا في الفكرة الوطنية التي اسسها دافيد بن غوريون بدعم من مناحيم بيغن. في حوار الطرشان الجاري داخل القطاع اليهودي الجدال اليوم هو حول طريق وصورة الدولة اليهودية وليس حول مجرد الفكرة بوجودها. ما يسمى يسار في اسرائيل اليوم – أي مؤيدو رؤيا الدولتين والانسحاب من مناطق 1967 يثقل على اليمين بسؤال: الى اين يؤدي استمرار الاحتلال واي أمل في البقاء يوجد لدولة تستخف بكل المعايير الدولية. اليمين – أي مؤيدو الاستيطان ومؤيدوهم – يغتاظ من هذه الازدواجية الاخلاقية: اذ لماذا حقا محظور الاستيطان في السامرة ومسموح في يافا، الرملة، وفي بئر السبع؟ ما هو بالضبط الفارق بين مستوطني صموئيل، جموسين، السلمة والشيخ مؤنس (وبتعبير آخر: التل ابيبيين الشماليين) وبين مستوطني ارئيل وكريات اربع؟

على هذا السؤال ليس مطالبو الانسحاب الى خطوط 1967 مستعدين لان يجيبوا، وهكذا، وعن حق، يشعر المستوطنون بالاهانة بان براءتهم الصهيونية تعد اقل اخلاقية من براءة المستوطنين (مثلي) داخل نطاق "الخط الاخضر". قيادتهم تفهم بشكل افضل من اليسار الصهيوني بان الجدال الحقيقي على الاحتلال يبدأ في مجرد فكرة الدولة اليهودية التي لا تمنح حقوقا مدنية متساوية لكل مواطن. وكي لا يتطور هذا الجدال فانهم يعملون منذ الان على قانون بموجبه يحظر على الاطلاق خوضه.