خبر طريقي الى السجن: عن الولاء والخطأ -إسرائيل اليوم

الساعة 09:57 ص|01 يونيو 2009

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: أنا مستعد لان اعلن على الملأ بانه اذا ما اضطررت الى ضمان جنسيتي من خلال التعهد لدولة اسرائيل يهودية وصهيونية، فاني سأرفض ذلك دون تردد - المصدر).

اراكم في حماستكم، في انعدام ثقتكم بأنفسكم، في انعدام ثقتكم في حصانة هذه الدولة، في خوفكم الفظيع من كل ما لا يشبهكم، في محاولتكم المريضة على التغلب على الخوف من خلال قوانين لا يمكنها ان تضمن ما لا يمكن أن يضمن ولكنها تحمل معها رائحة ثقيلة من الشمولية والفاشية.

أنا ارى الاخرين، اولئك الذين لا يبادرون في أي مرة لهذه القوانين ولكنهم دوما يقولون لانفسهم "لماذا بالذات يتعين علي ان اصوت ضد قانون يلزم الاطفال بمحبة ابائهم وامهاتهم وبرفع علم اسرائيل في كل زاوية؟ ماذا يوجد لدي حقا ضد هذا الامر؟"

ومثلما هو الحال دوما تجد اناسا عقلانيين يتحفظون من القوانين الذين يصوتون هم انفسهم في صالحها، يبتسمون كالاطفال الذين امسك بهم في لحظات خطأهم ويشرحون بتلعثم عن شيء ما في أن هذه هي السياسة. وكأن السياسة هي المكان التي يتوقع الناس منك فيه القيام بعمل تظن انه لا ينبغي ان تقوم به.

* * *

اشفق عليكم واغتاظ منكم، وافكر في ما يمكن لخيالكم ان يفعله حين يستخدم القائمة المعروفة للانظمة التي سيطرت في النصف الاول من القرن العشرين في اوروبا – في تقييد حرية الحركة، التمييز بين انسان وانسان، تحويل الرموز الى الامر الاساس، طاعة كل شيء دون التفكير بالمعاني، وتقييد النشر لما لا ينسجم مع ما يعرض كدفاع عن الوطن او ما لا يستوي مع "قيم" من يعتقد انه هو وحده مسموح له أن يقرر ما هو الخير وما هو الشر.

* * *

فرحت لان اللجنة الوزارية لشؤون التشريع ردت أمس قانون الولاء ولا اعتقد أننا نسير في اتجاه واحد لا مرد منه.

بالعكس – اما مقتنع بان مكانتكم السياسية مؤقتة جدا. فانتم ايضا مقتنعون بذلك، والا ما كنتم لتسارعون جدا لتشريع كل القوانين الهاذية هذه في وقت قصير بهذا القدر.

ولكن في كل الاحوال، الويل لدولة اسرائيل اذا ما نجحتم في أن تمرروا ولو جزءا من منها بالقراءات الثلاث في الكنيست الحالية. الويل للقيم الحقيقية للشعب اليهودي.

الويل لقيم الحركة الصهيونية (فقط التفكير في رد فعل الحالم بالدولة، بنيامين زئيف هيرتسل على قانون اسرائيلي يلزم بالقسم لقيم الصهيونية مقابل الجنسية).

ولاجل الدقة، ليس في هذه البلاد أحد يمكنه أن يدعي بانه اكثر يهودية مني او اكثر صهيونية مني – ولكني مستعد لان اعلن على الملأ بانه اذا ما اضطررت الى ضمان جنسيتي من خلال التعهد لدولة اسرائيل يهودية وصهيونية، فاني سأرفض ذلك دون تردد.

سأفضل المكوث في السجن، اذا كان هذا هو العقاب المقرر في القانون.

* * *

سأفعل ذلك كي احمي دولتي من عصبة الاشخاص الهستيريين المستعدين لان يجعلوها دولة معزولة وشريرة، في ظل المس بحقوق الناس في أن يكونوا مواطنين متساوي الحقوق في دولة اسرائيل – حتى لو كانوا مغايرين عني واراؤهم معاكسة لارائي.