خبر غارق وعالق- هآرتس

الساعة 09:55 ص|01 يونيو 2009

بقلم: امير اورن

(المضمون:  على نتنياهو وطاقمه ان يتخلصوا من جمودهم الفكري ان ارادوا التغيير - المصدر).

في مثل هذا الاسبوع قبل عشر سنوات وفي مقر البحر بين القريطم وقبرص تم اكتشاف موقع الغواصمة "داكار" التي فقدت اثارها في كانون الاول (1968) في اعماق البحر الابيض المتوسط. اسرائيل بحثت عنها طوال 29 عاما في اتجاهات مغلوطة خاطئة . اما شركة البحث الامريكية ناوتيكوس التي سخرها كلينتون لهذه المهمة فقد احتاجت لاسبوعين فقط حتى تدخل منهجا وطريقة صحيحة على التفكير بصدد هذه الاحجية. بعد عامين وعندما فشلت مساعي البحث بوسائل اخرى – التي كانت متوفرة الا انها عملت في الاماكن المحددة مسبقا كاماكن ذات احتمالية منخفضة – فاز هذا الطاقم بالمناقصة واكتشف مكان الغواصة خلال اسابيع قلائل. وفي النقطة اكدت فرضية الباحثين.

"لئلا ينسوا" كتاب رئيس شركة ناوتيكوس ديفيد جوردون صدر مؤخرا من خلال مطبوعات جمعية الجيش الامريكي في انابوليس. العبرة الاكثر اهمية من هذا الكتاب هي ضرورة التخلص من الجمود الفكري من اجل التغلب على مشكلة عنيدة. خيرة الخبراء الاسرائيليين عكفوا على دراسة احجية الغواصة المفقودة ولكن من دون سدى. كانت لديهم الخبرة والمعلومات الحساسة في هذه المهمة. ولكن هذا ما افشلهم ايضا: هم داروا مرارا حول نفس النقاط الافتراضية الخاطئة منغلقين على انفسهم وكأنهم في غواصة فكرية معزولة.

من الجدير ان القول بحق سلاح البحرية في النصف الثاني من التسعينيات بقيادة اللواء اليكس طال والعميد احتياط جدعون ران كرئيس لطاقم الجيش الاسرائيلي عن "داكار" انه شخص نقاط ضعفه الذاتية والحاجة للانفتاح الفكري على الاجانب: نهج جوردون وطاقمه الخلاق المدعم بالمعلومات الشخصية من خبرتهم كغواصين وتجربتهم السابقة في البحث والدعم المالي التكنولوجي من الادارة الامريكية قلب المنطق الجمودي رأس على عقب وادى الى حل اللغز.

كان صحيحا في حادثة ضياع داكار قد حدث الا انه بقي سرا دفينا ينطبق بصورة اكبر اهمية على تقدير التطورات المستقبلية . جدوى احياء مجموعة التحليل والتوصيات المنغلقة على نفسها اصبحت مفهومة بصورة متزايدة لباحثي الاستخبارات الذين تتلمذوا على التجارب الفاشلة. هناك شرطيون موضوعون في مركز الانذار لمكافحة الارهاب التابع للمخابرات الامريكية  ومهمتهم التفكير بوصرة مغايرة للنمطية الشائعة. كل واحد يمكنه في هذه الحالة ان يصل الى استنتاجات مغايرة من زاوية النظر التي يطل منها.

على نتنياهو الذي تزامنت حكاية اكتشاف داكار في عهده ان يتعلم العبرة من ذلك. التكرار اللا متناهي للفرضيات المدحوضة لن يوفر لها قوة اكبر بعد مرور عشرات السنين. نتنياهو يعود للحكم مكللا بالغار ويعتبر نفسه مع طاقمه خبراء في الشأن الامريكي.

عندما حذروه من ان جموديته ستجعله يتصادم مع اوباما استخف بالقول. اجزاء واسعة من الجمهور الاسرائيلي تفضل نهج اوباما على نهج بيبي وتعتقد ان المستوطنات عبء امني وليست ذخرا. نتنياهو يزيف الاستخلاصات (التي ميزت مسبقا) لاخلاء غزة والتي صوت معها طوال اغلبية مجريات المصادقة. الارهاب ازداد من غزة لان الوجود العسكري الاسرائيلي مفقود هناك. في المقابل قل الارهاب شمالي السامرة حيث تم اخلاء اربعة مستوطنات لان الجيش ما زال قريبا من هناك.

ليس "النمو الطبيعي" هو الذي يقلق الاسرائيليين وانما عكسه اي التناقص غير الطبيعي نتيجة للحروب والعمليات الارهابية.

ان اصر نتنياهو على البقاء غارقا عالقا في افكاره المسبقة فليتفضل ويقوم بذلك وحده من دون جر دولة اسرائيل كلها معه