خبر ذوو الأسرى والمعتقلين: وسائل معدومة للتواصل.. وقادة لا يكترثون بالقضية

الساعة 08:35 ص|01 يونيو 2009

ذوو الأسرى والمعتقلين: وسائل معدومة للتواصل.. وقادة لا يكترثون بالقضية

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

فقدت والدة الأسير رائد سليمان الصوفي من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة كل سبل التواصل مع ابنها، وعليها البحث عن سبيل آخر.. ولكن لا جدوى من البحث فكل الطرق مغلقة أمامها لرؤيته والاطمئنان عليه بقرار إسرائيلي.. والتهمة الموجهة له هي الدفاع عن الوطن المغتصب.

 

فلم تتوانى الصوفي عن استخدام كافة السبل للاطمئنان على فلذة كبدها(26 عاماً) والمعتقل في سجن "ايشل" منذ أربعة سنوات، ولكنها فقدت الاتصال به منذ 6 شهور، خاصةً بعد منع زيارات الأسرى، وفقدان الرسائل المكتوبة.

 

تقول الصوفي:" لا أعرف عن شيئاً عن ابني منذ 6 شهور، وكنت أتواصل معه من خلال أسير من الضفة الغربية حيث كان ذووه يزورونه ويقومون بالاتصال بي للاطمئنان عليه، ولكن بعد خروج هذا الأسير من السجن انقطعت أخباره عني".

 

وتمنت الصوفي، أن تقوم الجهات الحقوقية والدولية والإنسانية المعنية بالأسرى بتفعيل قضيتهم، كما طالب القادة والمسؤولين بالقيام بدور فعال وجدي من أجل الضغط على إسرائيل لتحسين مستوى تعاملها مع أبنائها الأسرى في سجون الاحتلال.

 

من ناحيته، لم يعوًل شقيق الأسير إياد أبو ريدة (22 عاماً) المعتقل في سجن السبع منذ 3 سنوات على دور الفصائل الوطنية، وعند سؤالنا له عن مطالبته للفصائل الوطنية قال:" لا يوجد رجا من الفصائل الوطنية، فالرجا والأمل في وجه الله تعالى وهو وحده القادر على حل قضية الأسرى".

 

وأوضح أبو ريدة من مدينة خانيونس، أن الفصائل الوطنية لا تكترث بقضية الأسرى وذويهم فقدوا الأمل في أن يقوموا بدور فعال على مستوى قضيتهم، فالأسرى يعانون داخل سجونهم ويعيشون ظروفاً إنسانية قاسية دون أن يجدواً أحداً بجانبهم.

 

أما زوجة الأسير أمين العيماوي (38 عاماً) الذي يقبع في سجن "ايشل" ولديه ستة أولاد

فطالبت بضرورة العمل على الاهتمام بقضية الأسرى بشكل أكبر، وانقاذ حياتهم من الجحيم الذي يتعرضون له في سجون الاحتلال، منتقدةً أداء القادة والمسؤولين في هذا الخصوص.

 

وفي جانب آخر من الاعتصال تقف الطفلة نادرة ابنة الأسير سعدي الترابين من سكان خانيونس  والمعتقل في سجون الاحتلال، حيث استثمرت إجازتها الصيفية وإنتهاء الامتحانات النهائية من أجل التواصل مع والدها والتضامن معه والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي.

 

وبكلمات بسيطة، تمنت نادرة أن ترى والدها بجوارها، وأن تفرج عنه إسرائيل في وقت قريب، قائلةً:"أريد أن أطمئن على والدي وأراه بجانبي، فأنا أسمع مايقولونه عن حياة الأسرى فأخاف على والدي، ومن الظلم أن يعيش كل الأطفال بجانب آبائهم وأنا محرومة منه.

 

ووجهت نادرة دعوة لكافة الأطفال الصغار أن يتضامنوا مع أطفال غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب من قتل وتدمير، وفقدان وحرمان للأهل والآباء، فضلاً عن اعتقال وأسر الآباء والأبناء.

 

من ناحيته، وجه موفق حميد مدير العلاقات العامة بجمعية الأسرى والمحررين (حسام) مناشدة عاجلة لكافة المؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية للضغط على إسرائيل من أجل وقف حملتها المسعورة ضد الأسرى كافةً وأسرى سجن ريمون خاصةً الذين يعيشون ظروفاً قاسية.

 

وأشار حميد خلال حديثه لأهالي الأسرى في مقر الاعتصام، إلى أن إدارة سجن ريمون الصحراوي قامت بتعيين سجانات نساء لتفتيش الأسرى أثناء حملات التفتيش أو التنقل بين الفورة والغرف.

 

وأضاف حميد، أن إدارة السجن تركز حملتها على قسمي 3 ،5 حيث يتواجد فيهما أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حيث تكثف من حملات المداهمة والتفتيش والمصادرة لهذين القسمين، وتعزل عدد من الأسرى.

 

وبين حميد، أن الأسرى عندما رفضوا هذا القرار بعثوا برسالة لإدارة السجن فيما قامت الأخيرة بتمزيق الرسالة ووضعها تحت "أرجلهم" الأمر الذي اعتبر إهانة شديدة للأسرى واستهتاراً بمطالبهم، مما دفع الأسرى بالإعلان عن الإضراب عن الطعام لمدة يومين أسبوعياً رفضاً لهذه السياسة التعسفية ضدهم.

 

وذكر حميد، أن إدارة السجن منعت الأسرى خاصةً في قسمي 3،5 من زيارة ذويهم، وأغلقت المحلقة والمغسلة، كما تجبرهم على تناول الطعام الذي تقدمه لهم إدارة السجون والذي يعتبر غير صحي، منوهاً إلى أن إدارة السجون لا تكتفي بذلك بل تقوم بعد محاولاتها فرض الزي البرتقالي بقطع أسلاك الإذاعات من أجل منع الأسرى من سماع أخبار ذويهم عبر الراديو والإذاعات، فضلاً عن تدخلاتها العديدة في الكثير من التفاصيل التي تخص الأسرى.

 

وثمن حميد موقف أسرى حركة "فتح" في تضامنهم مع إخوانهم أسرى حركتي "حماس والجهاد الإسلامي"، حيث قامت إدارة السجن بمنع أسرى حركتي حماس والجهاد من احتضان أطفالهم الصغار أثناء الزيارة، مما دفع بأسرى "فتح" برفض احتضان أبنائهم تضامناً مع رفاقهم.

 

وشدد حميد، على أن الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية تؤكد دوماً على وحدتها، كما تدعو كافة أبناء الشعب الفلسطيني للتمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن كافة المناكفات التي تعكر صف وحدة شعبنا، وتوحيد الجهود الوطنية ودعمها من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي.