خبر عصابات المستوطنين تغتال موسم الحصاد الفلسطيني وتضرم النيران بالمحاصيل

الساعة 06:43 ص|01 يونيو 2009

فلسطين اليوم : نابلس

يشهد موسم الحصاد الفلسطيني اعتداءات آثمة من قبل عصابات المستوطنين الذين يقومون بحرق المحاصيل الزراعية بشكل سنوي، ليجبروا المزارعين الفلسطينيين على ترك أرضهم بورا غير مزروعة ما يسهل بالتالي استيلاءهم عليها.

فلم يكد المزارع الفلسطيني محمد رجا (أبو عمار) من بلدة بورين جنوب نابلس يستلقي على فراشه بعد يوم شاق من الحصاد في أرضه المزروعة بالحبوب، حتى فوجئ باتصال هاتفي يؤكد له أن النيران التهمت كامل محصوله قبل إتمام جمعه.

كانت الساعة حينها قرابة الثانية والنصف من فجر الجمعة الماضي، عندما هرعت سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني الفلسطيني إلى منطقة  "خلة أسوار" القريبة من مستوطنة يتسهار، لإخماد الحريق، لكنها وصلت بعدما كانت النيران أتت على كامل محصول الحبوب في 20 دونما.

وقد تبين فيما بعد أن المستوطنين الذين قدموا من "يتسهار" هم الذين قاموا بإضرام النيران في أرض "أبو عمار" التي قام بحصدها خلال الأيام الثلاثة الفائتة ما أدى إلى إتلاف محصول الشعير بالكامل.

(أبو عمار) نقل عن أفراد في الدفاع المدني الفلسطيني قولهم إنهم شاهدوا مستوطنين يفرون من المكان باتجاه مستوطنة يتسهار القريبة من المكان، منوهاً إلى أن أهالي بورين تقدموا بشكوى إلى الارتباط الإسرائيلي بعد إبلاغهم من قبل الارتباط الفلسطيني.

وفي اليوم نفسه هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين من بلدة عوريف، جنوب نابلس، أثناء عملهم في حصد أراضيهم القريبة من القرية.

وفي اليوم التالي كرر مستوطنو يتسهار اعتداءاتهم، حيث أضرموا النار بمحاصيل حقلية قرب قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية، في ثاني اعتداء من نوعه خلال 12 ساعة، كما هاجمت عصابات  المستوطنين مواطنين ومتضامنين قرب قرية عوريف في ذلك الوقت.

وقال رئيس مجلس قروي بورين، علي عيد، إن النار أحرقت نحو عشرة دونمات مزروعة بمحصول الشعير في المنطقة الشرقية من القرية، والواقعة بين القرية وبلدة حوارة المجاورة، ونقل عيد عن شهود عيان قولهم، إنهم شاهدوا المستوطنين يفرون من المكان بعد أن أضرموا النار بالمحاصيل.

وأضاف عيد "هناك خشية من قيام المستوطنين بإحراق المزيد من الأراضي على غرار ما فعلوا في العام الماضي عندما احرقوا 3500 شجرة زيتون تعود للقرية".

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن مجموعات من المستوطنين اندفعت نحو المنطقة التي خرج إليها المواطنون برفقة المتضامنين وهاجموهم، مؤكدا نشوب عراك عنيف بين المستوطنين من جهة، وسكان قرية عوريف والمتضامنين معهم من جهة أخرى، وأشار إلى أن المنطقة ما تزال تشهد توترا كبيرا إثر هجمات المستوطنين المتتالية.

وأضاف دغلس "تعتبر نابلس من أكثر مناطق الضفة المحتلة تأثرا بهذه الاعتداءات، نظرا لإحاطتها بالعديد من المستوطنات التي يقطنها متطرفون يهود، وقد دأبوا على إيذاء الفلسطينيين، وبشكل خاص في بلدات تل وجيت، وصرة، وعورتا، وبورين، وبرقة، فضلا عن محافظات الخليل وقلقيلية وبيت لحم التي تشاطر نابلس ذات المعاناة".

وأشار دغلس إلى أن "المستوطنين يستخدمون حاليا تكتيكا جديدا في هجماتهم بحيث يقومون بإشعال النار في منطقة معينة، وبمجرد التأكد من تحرك سيارات الدفاع المدني والإطفاء إليها يشعلون النار في منطقة أخرى بهدف إرباك أطقم الإطفاء".

واستطاع المستوطنون تحويل موسم الحصاد الفلسطيني من موسم للفرح، لطالما ارتبطت به الأغنيات التراثية والشعبية، إلى حكايات المر والعلقم، بفعل جرائمهم المتكررة ضد المزارعين في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

ووفقا لخالد منصور، مسؤول العمل الجماهيري في لجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية، فإن إحراق المحاصيل وإتلاف المزروعات واقتلاع الأشجار ومهاجمة المزارعين باتت سلوكاً مألوفاً وسياسة منظمة في كل موسم زراعي.

وأضاف "لا يقتصر استهداف المستوطنين للمزروعات والمحاصيل على فصل الصيف، بل إن هذه السياسة تستهدف أيضا محاصيل الزيتون في أوائل فصل الشتاء.

وختم بالقول "هذه الاستراتيجية الإسرائيلية لمحاربة المزارعين تأتي رداً على تنامي عودة الفلسطينيين لزراعة أراضيهم بعد أن حظرت إسرائيل على العمال الفلسطينيين العمل في مصانعها".