الذكرى الـ12 لاستشهاد المجاهد رائد عارف المغير

الساعة 10:37 ص|30 ابريل 2023

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كانت بلدة عرابة بمحافظة جنين على موعد مع فارسها رائد عارف المغير بتاريخ 24 أكتوبر عام 1973م، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس البلدة ثم التحق بمعهد قلنديا لدراسة تخصص المساحة.

التحق فارسنا رائد بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مرحلة مبكرة، وكانت تربطه علاقة متينة بالشهيد القائد المؤسس إياد حردان، فكانا زميلي دراسة، ومعهم الأسير المحرر أحمد العارضة الذي أمضى حكماً بالسجن 20 عاماً في سجون الاحتلال.

شارك فارسنا رائد في تشكيل مجموعات "عشاق الشهادة" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مع الشهداء القادة الكبار عصام براهمة وصالح طحاينة وإياد حردان، والتي كان لها الدور الأبرز في عمليات إطلاق النار صوب دوريات جيش الاحتلال.

بعد تخرجه في المعهد بدأ رائد مشواره الجهادي حيث تم اعتقاله لأول مرة عام 1993م لمدة عشرة شهور، في سجون الاحتلال، واعتقل مرة ثانية عام 1998م، حيث أصيب بعدها بالمرض وقضى فترة علاجه في مستشفى الرملة، وتم الإفراج عنه وهو في حالة مرضية صعبة جداً وتحمل أهله مسؤولية علاجه.

تم اعتقاله مرة ثالثة أثناء عودته من مدينة نابلس للعلاج في كمين محكم في 23 مايو 1999م إلى 25 أغسطس 1999م وساءت حالته الصحية في السجن ما أدى إلى إصابته بفشل حاد وكامل في كليته، وبعدها تم الإفراج عنه واستمر في العلاج، حتى تم زرع كلية له عام 2002م في مستشفى الأردن وبتبرع من والده وقضى فترة 9 سنوات بالأردن لعدم قدرته على العودة إلى البلاد خشية اعتقاله مرة أخرى.

شهيداً على طريق القدس:

عام 2010م، أصيب فارسنا رائد بفشل كلوي مرة أخرى بنسبة 80% وقضى فترة علاج لمدة شهر في مستشفى بالأردن، وبدأ في عملية غسيل كلى، وعندما عرض عليه أن يزرع كلية مرة أخرى رفض ذلك قائلاً: "تعافیت سنوات وتزوجت وانتظرت طفلي مصعب وأخذت حقي من الدنيا، وآن الأوان لألتحق بركب الشهداء، وليتها كانت کما قضوا ولكنه قدر الله عز وجل". حتى توفاه الله في 30 إبريل 2011م، صابراً محتسباً ملتحقاً بركب من سبقه من الشهداء.