خبر بانتظار إعلان الانقسام..أيمن خالد

الساعة 06:54 م|31 مايو 2009

 

بينما الأعين تتوجه صوب القاهرة، بانتظار الدخان الأبيض،  الذي من المفروض أن يكون إشارة رفع البؤس، وهذا على الأقل، خصوصا عن قطاع غزة المحاصر، والذي ينتظر محاصصة واتفاق سحري، يتم بموجبه جلوس من سيجلسون على معبر رفح، وبيدهم الأختام وبقية التفاصيل لكي يستطع المرور مرضى غزة أولا، وطلابها وفقراءها، وبقية الناس الغلابا الذين تقطعت بهم السبل، كان على هذه الأعين أن تتجه صوب الضفة من جديد، لم يكن هناك اعتقال، ولكن معركة تستمر ساعات طويلة، وتنتهي بدم لن يوحدنا، وسيجعل كلام المتحاورين في القاهرة مختلفاً، ولغتهم مختلفة، وسيئن مرضى غزة عمراً زمناً أطول إلى الأمام، بانتظار معجزة تجعل الحوار حوارا بالفعل.

 

 فما يعجز الكيان وأدواته عن فعله في غزة، يستطيع فعله في الضفة، وبالتالي فإن المعادلة تقول، أن الاتفاق اذا كان سيتم في غزة، فمن الممكن ايضا ان يتم إبطاله في الضفة، وبالتالي اذا كانت هذه هي الأجندة الصهيونية التي لا تريد أي اتفاق، وليس من مصلحتها أي اتفاق، وإذا كنا نحن اضعف من ان نختار بأيدينا ما نريد، فسوف ننتظر اكثر من دم قادم في الضفة، والصورة ببساطة، ان الدماء كانت في غزة من قبل، وهي أججت حالة الانقسام، وهي تعبر اليوم الى الضفة، منذرة بتمدد هذه المساحة وتعيد تعميدها بالدم، لأننا لم نعي بعد ماذا تعني إسرائيل وما ذا تعني العلاقة معها.

 

هناك قول متداول في وسائل إعلامنا، وهو ثمن العلاقة مع إسرائيل، ولكن الكلام الأكثر دقة، إن العلاقة مع إسرائيل بحد ذاتها هي ثمن يدفعه كل من يريد هذه العلاقة، وهذا الثمن يدفعه الشعب وعامة الناس، الذين سواء برضاهم أم بغير رضاهم، فان أي علاقة للسياسيين مع إسرائيل تعني بالدرجة الأولى أن هناك ثمناً باهظاً يدفعه المواطن نفسه، وليس هذا في بلاد العرب أوطاني، ولكن هذه القاعدة تنطبق على كل شعوب العالم، بما فيها أمريكا وبريطانيا.

 

فالثمن الباهظ للعلاقة مع إسرائيل في تلك الدول هو سيل حروب أمريكا ومشكلاتها العسكرية ثم الاقتصادية المتمثلة بالأزمة المالية العالمية اليوم، وهي تعبير مختصر عن سر العلاقة التي تربط تلك الدول بإسرائيل، لهذا فالشعوب في منطقتنا وشعبنا بالأساس، هو المعني بالكلام، وهو المعني بالجرح ودفع الثمن، وعندما ستكون هناك علاقة للسياسيين بهذا الكيان، فنحن أمام ليالي صعبة دائمة ومستمرة، فمن اجل أن يعيش هذا الكيان بأمان علينا أن نتحول إلى بوليس وشرطة نلاحق أبنائنا سواء اتفقنا معهم أم اختلفنا.

 

لماذا ننظر الى حوارات القاهرة، لماذا ننظر إلى اختلاف الساسة، لننظر فقط الى العلاقة مع إسرائيل، وهذه تكفي لكي ندفع دماءً كثيرة لا تخطر على بالنا الآن.