خبر بيئيون يطالبون بإنشاء مراكز أبحاث بيئية لمواجهة أي كارثة قد تحدث

الساعة 03:31 م|31 مايو 2009

فلسطين اليوم: غزة

اجمع مشاركون خلال ورشة عمل نظمتها مجلة افاق للبيئة والتنمية في مركز العمل التنموي "معا " في غزة ، على ضرورة تطوير مراكز ابحاث بيئية تستهدف كافة النواحي البيئية، وعدم التعاطي مع البيئة الفلسطينية في المناسبات فقط .

ودعو زارة الزراعة والبيئة والمؤسسات ذات العلاقة الى الحد من استخدامات المواد الكيماوية في الزراعة وايضا التربة والتوجه نحو الزراعة العضوية، واستثمار كافة البدائل المتاحة لاستخدامات الزراعة من خلال اسطح المنازل والمساحات الموجودة في البيوت والتخصيص مساحة من المتنزهات لاستخدامات الزراعة العضوية وحث المواطنيين على استخدام ذلك النهج.

وشددوا على ان البيئة الفلسطينية تعيش اليوم وضع كارثي من شانه ان يؤدي الى امراض صحية تفتلك بالانسان الفلسطيني شيبا وشاب أطفال ونساء، داعية المسؤولية إلى وضع خطط علاجية من اجل إنقاذ البيئة التي باتت تئن نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من ناحية والسلوكيات البيئة الخاطئة التي يمارسها المواطنون من ناحية أخرى.

ودعوا المشاركون خلال الورشة إلى القيام بحملات شعبية توعوية تنطلق في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء لتزويد المواطنين بكافة المعلومات والبيانات التي تضعهم أمام مسؤولياتهم وتزويدهم بسلوكيات ايجابية من شانها أن تعدل الاعوجاج الموجود في السلوك نحو البيئة، داعين إلى توحيد الجهود والتشبيك بين المؤسسات ذات العلاقة من اجل الحفاظ على الإنسان الفلسطيني والذي يعد أغلى ما نملك .

ودعوا إلى تشكيل ملتقي بيئي من الأطفال يعمل على تزويد الناس بالمهارات المختلفة والقيام بتنفيذ جملة من المشاريع الهادفة إلى توعية الجيل الناشئ بأهمية الحفاظ على البيئة كما دعوا وزارة التربية والتعليم إلى تخصيص مادة تتعلق بالية الحفاظ على البيئة إذا ما كنا نريد بيئة سليمة .

وتساءلوا لما لا توحد الجهود من اجل سلامة فلسطين وفي مصلحة من تبقى البيئة الفلسطينية تعاني ويلات الاستخدام الخاطئ للكيماويات الزراعية من ناحية وتكدس القمامة في أماكن مختلفة من ناحية أخرى، وغياب الخطوط الهاتفية المجانية التي من شانها أن تفتح خط مباشر بين المختص البيئي والمواطن للإجابة عن كافة الاستفسارات المتعلقة بالية الحفاظ على البيئة.

تناولت الندوة تجربة مؤسسة النيزك في اعداد الدراسات البيئة المتخصصة والنتائج التي تمخضت عنها واليه تعميم هذه النتائج من اجل الحفاظ على صحة الانسان الفلسطين من ناحية والبيئة الفلسطينية من ناحية اخرى وذلك بحضور اسرة جمعية النيزك وحنين العقاد من مركز معا ، وادارت الورشة الصحفية سمر شاهين.

ورحبت العقاد بالمشاركين مشيرة الى دور معا في النهوض بواقع البيئة الفلسطين واستثمارها للطلائع من اجل ايصال الفكرة الى عموم الناس ، مشيرة الى ان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر وانه كلما تم تعليم الاطفال من سن بكرة على السلوكيات البيئية الناجحة كلما ساهمنا في خلق بيئة سليمة قادرة على مواجهة كافة التحديات المحدقة بها.

مجلة البيئي الصغير

ولفتت الى ان مركز العمل التنموي معا، عمل على اصدار مجلة البيئي الصغير والتي تضمنت CD كان يضم مجموعة من الاناشيد التي تحث على الخفاظ على البيئة الفلسينية وكيفة المساهمة في ذلك الحفاظ.

ومن جانبها تحدثت شاهين حول مجلة افاق للبيئة والتنمية مؤكدة على انها اول مجلة بيئية متخصصة ليس في فلسطين فحسب وانما في الطن العربي، مشيرة الى الاعداد الكبيرة التي تتصفح الموقع بصورة متواصلة وعلى مدار الساعة.

وقالت شاهين:" ان هذه الندوة تاتي ضمن سلسلة من الندوات التي تعقدها المجلة في معظم المحافظات سواء في الضفة الغربية المحتلة او قطاع غزة ، وتسعي الى تعزيز السلوك البيئي ونشر الثقافة البيئية (...) ربما ياتي اليوم التي تكون فيه فلسطين بلدا بيئيا سليما".

من جانبه قدم المهندس محمد اخريم مدير النيزك في غزة عرضا مفصلا عن المؤسسة واهتماماتها البيئية المختلفة قائلا :" ان رؤيتنا تنطلق من ان فلسطين متطورة ومنتجة في المجالات العلمية التطبيقية توازي دول العالم المتطور ورسالتنا تطوير التفكير الإبداعي والعلمي ومسيرة الإختراع في فلسطين  وان العالم ليس للعلماء فقط "، مشيرا الى ان النيزك يضم مجموعة من البرامج منها :

برنامج التعليم والتفكير : تطوير مهارات التفكير الناقد المعتمد على اسسس علمية

بالغين ، شباب ، ومدارس، برنامج تربوي يعتمد على الألعاب التفكيرية بشكل أساسي ويستند الى منهاج تعليمي إبداعي .

ولفت الى ان المؤسسة تستخدم 3 أنواع من التقييم الذاتي، فحص مدى التطور، اختبارات لتقييم القدرات والمهارات، متابعات  للمعلمين ومدى انجاز الطلاب

كما انها تعمل على دمج أسس تطوير مهارات التفكير المنطقي والناقد والإبداعي في المدارس الفلسطينية  عن طريق: دمج برنامج تربوي يعتمد على الألعاب التفكيريةفي النظام التعليمي

و منح الطلاب حصة مدرسية أسبوعية في مهارات التفكير المختلفة و تدريبهم على تلك المهارات مثل "الصبر، التعاون، حل المشاكل، إتخاذ القرار، التعامل مع التنافس والعديد غيرها..." وذلك من خلال مناخ صفي فريد وممتع.

واشار الى أن برامج النيزك منها العلوم فاكهة الحياة ويهدف هذا البرنامج الى تحسين تجهيزات مختبرات المدارس، تدريب متميز للمعلمين بجعل العلوم مفهوم عملي وممارس باليد، اضافة الى فعاليات ونشاطات علمية في المدارس.

ولفت الى برنامج مشاريع سنوية والذي يحتوى على برنامج إلعب فكر وتعلم 10-13 ما بين، الباحث الصغير بعمر 13-18 ما بين، صنع في فلسطين  افكار ابداعية واختراعات

مسابقة الباحث الصغير وتم اعداد  8 مجموعات بحثية في 8 مدن بالضفة الغربية وقطاع غزة، و12 بحث مختلف ما بين أبحاث مجتمعية وتطبيقية علمية، مياه , صحة , تكنولوجيا , فيزياء, الفضاء, هندسة, علوم مجتمعية , وغيرها.

واكد على ان مؤسسة النيزك تسعي للنهوض بواقع البيئة الفلسطينية التي تئن الكثير من الدمار والخراب مناشدا المؤسسات الحكومية بالدرجة الاولى الحفاظ على البيئة ومنع اي عمل من شانه ان يزيد من تدميرها لان هلاك البيئة يعني هلاك الانسان الفلسطيني ، على حد قوله.

وانقسمت الورشة الى ثلاث جلسات تضمنت كل جلسة عرض لدراسة تناولت جانب بيئي والنتائج التي تمخضت عنها.

الجلسة الاولى

وتناولت الجلسة الاولى عرضا مفصلا عن توث واثره على صحة الانسان الفلسطيني، وقدمت الدراسة ريهام ياسين ولفتت الى ان تلوث الغذاء هو أي تغير يحدث في خاصية أو أكثر من خواص الغذاء، بحيث يؤثر على درجة تقبل المستهلك لهذا الغذاء، موضحة بان الغذاء ضروري للإنسان, لأنه يعمل على نموه وتقويته وتجديد نشاطه وحيويته, ويمكن تقسيم الموارد الغذائية إلى موارد نباتية وموارد حيوانية. وبينت الدراسة ان مصادر تلوث الغذاء كثيرة منها التلوث الجرثومي، التلوث بالمواد الناتجة عن التجارب النووية، التلوث بالمواد الكيماوية السامة، مشيرة الى انواع  تلوث الغذاء وهي : التلوث الفيزيائي وهو تغير في اللون والشكل والحجم، التلوث الكيماوي ويعني وجود بقايا مبيدات أو كيماويات أخرى، التلوث البيولوجي الكائنات الحية مثل البكتريا والفطريات وإفرازاتها.

واكدت الدراسة ان تاثيرات تلوث الغذاء سلبية على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، تسبب أمراض كثيرة ومشاكل صحية مستقبلية عديدة، كالتليف والفشل الكلوي والتخريب الطويل المدى لجهاز المناعة والأجهزة العصبية، ويؤدي تلوث الغذاء إلى تسمم غذائي.

ويعرف التسمم الغذائي بأنه حالة مرضية تصيب الإنسان نتيجة تناول طعام أو ماء ملوثاً يحتوي على ميكروبات أو سموم تفرزها هذه الميكروبات. أو تلوثها بمواد كيماوية، أو مبيدات أو غير ذلك. ميكروبي وهو  بكتيري، فيروسي، فطري،غير ميكروبي وهو كيماوي

واكدت الدراسة انه لا يجوز استخدام أي مبيد حشري أو غيره في الزراعة أو في مكافحة الحشرات الطبية والبيطرية دون أن يكون مرخصاً قانوناً، ولا يجوز الترخيص إلا بعد خضوعه لعدد من الشروط التي تحدد أو تقرر خلو تلك المادة المرخصة من تأثيرات ضارة على الصحة العامة وسلامة البيئة .

كما اوصت الدراسة بضرورة تحديد الزمن الفاصل ما بين استخدام المبيد أو السماد ووقت  الجني (القطاف) حيث يعد عاملاً هاماً من عوامل الوقاية وانه عند رش الأسمدة يؤخذ بعين الاعتبار المرحلة التي يمر بها المحصول والخضار الموسمية يؤخذ بعين الاعتبار عمر النبات ومراحل النمو فيه وبالنسبة لأشجار الفاكهة فعادة يبدأ التسميد فيها في الربيع وينتهي في أواخر الصيف، استخدام الأسمدة الطبيعية (الدبال)،  تحديد الزمن الفاصل ما بين استخدام السماد ووقت الجني ، التقيد تماماً بارتداء الملابس الواقية عند التعامل المركبات الكيميائية.

 يجب عدم التدخين أو تناول أية مأكولات أو مشروبات مطلقاً أثناء تداول المبيدات أو عبواتها الفارغة ويجب الاغتسال جيداً بالماء والصابون بعد نهاية العمل، التنظيف الجيد للخضروات والفواكه قبل تناولها.

الجلسة الثانية

وتناولت الجلسة الثانية أنواع التلوث البيئي وعرضت كل من  هيا الجرجاوي، أمل ياسين،  رشا عودة دراسة مفصلة حول التولث البيئي وواقع البيئة الفلسطينية جراء ذلك .

وقالت الدراسة :" ان التلوث هو تواجد أي مادة من المواد الملوثة في البيئة بكميات تؤدى بطريق مباشر أوغير مباشر وبمفردها أو بالتـفاعل مع غيرها إلى الإضرار بالصحة ، أو تتسبب في تعطيل الأنظمة البيئية حيث قد تتوقف تلك الأنظمة عن أداء دورها الطبيعي على سطح الكرة الأرضية.

ولفتت الى ان من أسباب تلوث التربة الاستخدام المفرط والمسيْ للمبيدات الحشرية والكيماويات والأسمدة الزراعية الكيميائية، وانبعاث الملوثات من أماكن تجميعها إلى البيئة المحيطة بها، تمليح التربة والتشبع بالمياه، التوسع العمراني الذي أدي إلى تجريف الأرضي الزراعية، استخدام المواد الكيماوية فى فلسطين وآثارها

وقالت الدراسة :" لقد اعتمدت الزراعة في منطقتنا على استخدام المبيدات في مكافحة الآفات الزراعية بهدف الوصول إلى زيادة الإنتاج وتحسين الإنتاج الزراعي وخاصة في قطاع

(البيوت البلاستيكية) ، حيث  يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات الإنتاجية في المجتمع الفلسطيني حيث يساهم بنسبة 25% من إجمالي الدخل القومي الفلسطيني .

أدى أيضا استخدام الكيماويات الزراعية إلى ازدياد تسمم البيئة ( التربة والماء والهواء) وما يرافقه من ضرر بالحياة البرية ، إما من خلال التعرض المباشر أو من خلال السلسلة الغذائية.

وبينت نتائج استخدام ملوثات التربة، اضافة مقادير كبيرة من الأسمدة الكيمائية يزيد من تعرض الإنسان أو الحيوان للخطر نتيجة وصول الملوثات إليه باستهلاك المنتج المسمد بتلك الأسمدة، قلت نسبة الرطوبة التربة بسبب الاعتماد عليها , تكسرت بنية التربة وأصبحت التربة ضعيفة، نفوق كثير من الحيوانات بسبب المبيدات ، خاصة التي تأكل الأعشاب المرشوشة، ازدياد تكلفة الإنتاج مع تناقص مستمر في الإنتاج.

وعرض فريق العمل تجربة لاستخلاص النترات من التربة واشاروا الى ان التجربة هدفت الى قياس مدى تلوث التربة عن طريق حساب نسبة النترات، وفيما يلى جدول يوضح النتائج التي توصلت اليها التجربة العملية .

الأرض

 العمق

نسبة النترات

 A1

( 0 - 30)

76.667 ppm

A2

 (  0 - 30)

37.5    ppm

B1

 ( 30 - 60)

 Ppm 66.667

 B2

( 30 - 60)

 Ppm  45.833

 

 ومن خلال تحليل النتائج بينت الدراسة انه في التربة  التي على عمق من (0-30) نسبة النترات فيها عالية يرجع ذلك لعدة أسباب وهى إما أن يكون هناك استخدام مفرط للاسمده الكيماوية في تغذيه الأرض،  أن تربة السطح تكون معرضه لتأثير السماد الكيماوي أكثر من التربة الداخلية،  ونجد أيضا أن الأرض الثانية على نفس العمق قلت فيها النسبة قد يكون السبب أن التربة الأولى خضعت لعملية التسميد حديثا.

الجلسة الثالثة

كانت الجلسة الثالثة عبارة عن استطلاع للراي نفذته البيئة والتنمية للتعرف على واقع البيئة الفلسطينية بعيون البيئي الصغير.

امل  تقول الوضع البيئي سئ ، المبيدات الكيماوية تستخدم بطريقة عشوائية دون رقيب او حسيب، الوعي البيئي مفقود، البيئة اخر اهتمامات المواطنيين كما الساسة.

ريهام البيئة الفلسطينية بحاجة الى جيل قوي قادر على تبني افكار بيئية سليمة تخلق بيئة معافاة من الامراض والافات المختلفة، والمطلوب اعداد دراسات بيئية تضع النقاط على الحروف وتوضح الخطر المحدق بها واليه المعالجة السليمة، حياتنا في خطر ، خطر حقيقي سوف ينهك الاجيال المتعاقبة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وتصف واقع البيئة الفلسطينية بالكارثة.

رشا صاحب دراسة تلوث الغذاء في المقصف المدرسي وصفت البيئة الفلسطينية بالمدمرة متاءلة اين هم الحقوقين الذين يطالبون بحقوق الفلسطيني لماذا لا يكون هناك حقوقون يطالبون بحق البيئة وبسلامتها ام انها يجب ان تبقي في ادني سلم الاهتمامات هذا ان وجد لها مكانة على السلم.

وتقول رشا افضل طريقة لسلامة البيئة القيام بحملات توعوية وعرض نماذج حقيقية على المواطنيين لتكون ادارة ترغيب في الحفاظ على البيئة وترهيب من اقتراف السلوكيات البيئية الخاطئة.

هيا قالت ان غياب الرقابة من قبل المسؤولين لاسيما الدولة عزز من الانتهاكات بحق البيئة الفلسطينية، وساهم في ارتكاب المزيد من الجرائم البيئة، متساءلة عن غياب قانون فلسطيني يحمي البيئة الفلسطينة.

محمد العطار قال البيئة تمر في اصعب حالاتها في غزة، والخطر الذي يتهددها بالتاكيد يتهددنا نحن المواطنين، المواد الكيماوية المستخدمة غاية في الخطورة والمرض يتربص بنا، وقال على المزارع الفلسطيني ان يدرك انه باستخدامه لهذه الكيماويات انما يدمر نفسه واهله وشعبه وارضه فرفقا بنا نحن الاطفال.

  واشار الى ان نسبة التلوث لاستخدام المواد الكيماوية وفق دراسته التى اعدها حول استخدام المواد الكيماوية بنسبة من 76-80%.

وفي نهاية الورشة تم طرح العديد من التساؤلات ودارت نقاشات حول السلوكيات البيئة الخاطئة التي تعد عامل هدم للبيئة الفلسطينية، الامر الذي ينذر بكارثة حقيقية اذا لم تتوحد الجهود بالسرعة القصوى.