خبر واقعيون، اولئك المستوطنون- معاريف

الساعة 08:33 ص|31 مايو 2009

بقلم: يونتان شيم أور

 (المضمون: ربما بعد أن يزداد الضغط الامريكي وتتوقف القنصليات عن منح التأشيرات ويتوقف السلاح عن الوصول، سيفر الجميع من كتلة اليمين لينضموا الى تسيبي لفني التي تتحدث تماما مثل اوباما - المصدر).

لا يمكن لاحد أن يعرف ماذا سيكون في المستقبل، ولا حتى الرب. هذا بسيط. لو كان الرب يعرف ما سيحصل  لما كان ربا. هو نفسه أيضا لا يمكنه أن يقيد ارادته الحرة. ماذا، الرب لا يمكنه أن يفعل في كل دقيقة ما يروق له؟ الرب لا يعرف ماذا سيكون، اما المستوطنون فيعرفون بالذات. هم، الذين يجلسون على تلال يهودا والسامرة وفي كراسي الحكومة، واثقون بانهم يعرفون ما سيحصل. فهم يعرفون كيف يحصون. هكذا وهكذا عرب، هكذا وهكذا اسرائيليون. بل انهم يعرفون بعض الرياضيات. إذ انهم يعرفون بانه اذا لم يكن هناك حاجة بين الشعبين، فان العرب الذين بين النهر والبحر سيكونون صباح غد اغلبية. فهم يتذكرون ما حصل مع جنوب افريقيا. العالم لا يسمح بوجود دول عنصرية. وهم يعرفون مع ذلك بانهم يصرون على الاستيطان والضم.

هم ليسوا اغبياء. ولكنهم خلافا للرب، يقرأون صفحات المستقبل مثلما يقرأ بيبي بطاقاته في التلفزيون. دون الايمان المطلق بهذه المعرفة، مثل مراهن يتلمس واثقا الرقم الذي خرج على لوحة اليانصيب، ما كانوا ليتصرفون هكذا.

في اسرائيلهم، من البحر حتى النهر، لن تكون هناك أي مشكلة ديمغرافية. العرب سيختفون من هنا. كيف؟ عندما تكون حرب كبيرة – وستكون، لا تقلقوا، توا ستكون – مع الاف الصواريخ مثيرة الالم والغضب، العرب سيهربون من هنا. صحيح، اخلاء الضفة لن يحل مشكلة ليبرمان. وحتى في حدود اسرائيل الصغيرة، القديمة، العرب سيكونون في نهاية المطاف، اغلبية مطلقة.

كتلة اليمين هي حلف الحائمين في السحب، مخمني المستقبل. المتدينون يحرصون على عرب الضفة، ليبرمان مكلف باولئك الذين يعيشون داخل الخط الاخضر. ينتجون لهم قوانين نكبة، يجبرونهم على انشاد نشيد هتكفا واداء قسم الولاء للحركة الصهيونية، وهكذا يدفعونهم نحو حائط التمرد.

في الحرب الكبرى سينضمون بالحجارة والسلاح الى اخوانهم، وسيكونون طابورا خامسا، ومصيرهم، في نهاية الحرب، سيكون مثل مصير كل عربي آخر في المحيط، في القبر او في الصحراء الاردنية. هذا هو المستقبل الذي يرونه هناك في كتلة اليمين.

        ولكن الرب، خلافا لهم، ليس لديه بعد أي فكرة عما سيكون في الغد. ربما يقرر بان في هذه الحرب الكبرى، التي تحت جناحيها تتوقع كتلة اليمين تبدد العرب، اسرائيل بالذات هي التي ستخسر. وقد سبق لهذا ان حصل مرتين تقريبا في الماضي، في 1948 و 1973. في الجولات الاخيرة في لبنان وفي غزة، الجيش الافضل في الشرق الاوسط لم يترك حقا الانطباع، إذن من يدري؟ وربما، بشكل عام، كل هذه الحكومة من كتلة اليمين ستتبخر وستتفتت بعد شهرين؟ الكلمات تتنبأ بقدر لا تقل جودة عن النجوم، السحب، الاوراق وعايشة من يافا.

ليس صدفة ان السلام هو معسكر، واليمين هو كتلة. هذه ليست كلمة طيبة، كتلة. كتلة (غوش) عتصيون سقطت. كتلة (غوش) قطيف شطبت. ولعل كل شيء اكثر بساطة. لعل كل متحمسي الكتلة هم في نهاية المطاف مجرد اسرائيليين عاديين يحزنون عندما يخسر فريقهم الرياضي؟ ربما غدا، عندما يزداد الضغط الامريكي، وفي القنصلية تتوقف التأشيرات والسلاح يتوقف عن الوصول، كلهم سيهربون من هذه الكتلة وينضمون الى تسيبي لفني. التي تتحدث تماما مثل اوباما.

من كل سيناريوهات المستقبل المحتملة، هذا هو الاكثر منطقية. الليكود سيعود الى الـ 12 مقعد الذي كانت لديه، اسرائيل بيتنا ستتحد مع المتقاعدين وتصبح تاريخا، وفي الانتخابات التي ستجري بعد اربعة اشهر ستقوم اخيرا حكومة تحقق الرؤيا الصهيونية وتوقع على معاهدة سلام مع كل الدول العربية. يحتمل. حتى الرب لا يعرف.

-----------------