خبر باستثناء البؤر الاستيطانية، كل شيء عسل- معاريف

الساعة 08:31 ص|31 مايو 2009

 

بقلم: حاييم نافون

 (المضمون: ايران، الفساد، الجريمة المنظمة، الارهاب. كل هذه المشاكل ستختفي ما أن ندمر كرفان نوعام وهدية من عوفرا - المصدر).

البؤر الاستيطانية هي العائق الاساس في وجه السلام. يمكن ان نثبت ذلك من التاريخ. قبل الاحتلال في 1967، ساد سلام ودي بين اسرائيل والعرب. خلايا انسانية من الفدائيين تسللت بين الحين والاخر من مصر والاردن، وقدمت مساعدة للمحتاجين والمعوقين في بلدات الحدود الاسرائيلية. الزعماء العرب صرحوا المرة تلو الاخرى بانه محفوظ لدولة اليهود الشابة مكان شرف في الشرق الاوسط. في العام 1964، قبل ثلاث سنوات من حرب الايام الستة، اقام الفلسطينيون منظمة التحرير الفلسطينية وكان هدفها تقريب القلوب. وذلك الى أن جاء الاحتلال والبؤر الاستيطانية فدمرت كل شيء.

اذا ما خربنا البؤر الاستيطانية، فاننا سنحقق على الفور تقدما دراماتيكيا في مسيرة السلام. والدليل: هكذا حصل في غزة. اخلينا القطاع حتى آخر سنتيمتر، دمرنا البلدات اليهودية المزدهرة، طردنا سكانها – وتلقينا سلاما حقيقيا. السكان الفلسطينيون الممتنون اوقفوا على الفور الاعمال العدائية. فالعداء الذي كنوه لنا كان لا يرتبط الا بالمستوطنات التي اقمناها في اراضيهم. وبين سكان سديروت اليهود وجيرانهم العرب من بيت حانون تسود الان علاقات زمالة ودية، قدوة تحذى من اخوة الشعوب في الشرق الاوسط الجديد.

البؤر الاستيطانية غير القانونية تعرض للخطر ايضا سلطة القانون في اسرائيل. فقد سبق أن نجحنا في القضاء على الفساد، قمع الجريمة المنظمة والوقف التام للعنف؛ وفقط الاستخفاف بقوانين البناء والتنظيم بقي كوصمة على جبين سلطة القانون في الدولة. وهذا الوباء تقلص جدا هو الاخر. فالبناء غير القانوني قضي عليه تماما داخل حدود الخط الاخضر. المراكز التجارية التي بنتها الكيبوتسات خلافا للقانون اغلقت جميعها، مئات الاف المنازل غير القانونية في البلدات العربية هدمت دون رحمة، والسيطرة منفلتة العقال للبدو على اراضي الدولة في النقب اوقفت بيد من حديد. الخطر الوحيد على سلطة القانون في اسرائيل هو كرفان نوعام وهدية من عوفرا، الذي لا يزال لم يحصل على الاذن من قسم المياه والمجاري في الادارة المدنية.

اذا واصلت البؤر الاستيطانية الوجود فان الولايات المتحدة ستتجاهل على نحو تظاهري خطر النووي الايراني. وينبغي الاعتراف بان البرنامج النووي الايراني يعرض للخطر ايضا مصالح الولايات المتحدة نفسها. ايران نووية يمكنها أن تنكل كما تشاء بجيرانها، منتجة النفط الكبرى في العالم ولن يتمكن احد من اتخاذ أي خطوات عسكرية ضدها. هذا هو كابوس زعماء امريكا. ولكن المحللين الخبراء يشرحون لنا – وهذا يبدو منطقيا – باننا اذا لم ندمر كرفان وهدية، فان الولايات المتحدة ستسمح لايران ببناء قنبلة، بالذات كي تغيظنا. وبالمقابل، اذا ما انزلنا السخان الشمسي من كوخ بنيامين في معاليه رحبعام فان الولايات المتحدة ستكرس على الفور كل امكانياتها لوقف البرنامج النووي الايراني.

في ضوء كل هذا، ليس مفاجئا ان تعرض وسائل الاعلام الاسرائيلية البؤر الاستيطانية بانها التهديد الاساس على السلام العالمي. مستقبل البشرية متعلق فقط بنا. وانا اتوجه بالاستجداء لرؤساء الدولة: اعطوا الاوامر لرجال حرس الحدود كي يجروا وهودية وابنائها من بيتهم. فالعالم سيكون في حينه مكانا افضل بكثير العيش فيه.